مبادرة نادي الجلاء الإنسانية تتحول من الإغاثة الغذائية إلى تأمين سكن للمتضررين
| حلب - فارس نجيب آغا
لم تتوقف شاحنات الأندية الإغاثية على مدار الأيام الماضية المرسلة إلى حلب في ظل النكبة التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وتأتي حالة التضامن من قبل الأندية ومجالس إداراتها وروابط مشجعيها فضلاً عن المبادرات الأهلية التي شكلت حالة ونموذجاً يحتذى به من خلال حالة الهبة أو الفزعة التي بادرت إليها أغلب الأندية السورية وباتت أندية إغاثية بكل معنى الكلمة بعد أن أوقف الجميع نشاطه الرياضي بشكل كامل، ولعل الصورة التي تجسدت على أرض الواقع هي أكبر دليل على تلاحمنا وقت النكبة وتقاسمنا أحزاننا وتقديمنا العون لبعضنا البعض، استنفار وحملات تبرع وجهتها الأندية وبادرت إليها جميع طوائف الشعب السوري كل في محافظته تضامناً مع الأسر المتضررة والتي باتت بلا مأوى ولم يعد لديها معيل، هبت الأندية بكل ما أوتي بها من قوة عبر فرقها التطوعية التي وصلت الليل بالنهار لنجدة الأهالي المنكوبة في جميع المواقع التي طالها الزلزال لتؤكد أن الرياضة جزء لا يتجزأ فالمصاب جلل والرياضة ليست بمنأى عن المبادرة والمساعدة يداً بيد مع الجمعيات والفرق الإغاثية، هكذا كان وهكذا تابعنا في الأيام الماضية ومازال العمل مستمراً من دون توقف فالبلد يحتاج لوقفة صادقة وطنياً وإنسانياً ودينياً.
مبادرة إنسانية
نادي الجلاء قدم نموذجاً يحتذى به من خلال مبادرته التي كانت شعلة من النشاط والحيوية ومع أن المبادرة انطلقت بعدد بسيط من فريق رجال كرة السلة لكن توسعت وزاد عددها لتشمل جميع أبناء النادي وبجميع الفئات وباتت صالة كرة السلة موقعاً مثالياً لجمع التبرعات الإغاثية بعد منح المبادرة الضوء الأخضر من رئيس النادي الدكتور أنطوان عته الذي وضع الصالة تحت تصرف المتطوعين على الفوز وسهل لهم عملهم الإنساني.
فكرة ودعم
مبادرة نادي الجلاء هدفها إغاثي من خلال إيصال المساعدات إلى أكثر المناطق المنكوبة التي لم يلجأ أهلها لمراكز الإيواء بعد، وهم أشد حاجة للدعم في هذه المرحلة بتلك الكلمات بدأ لاعب فريق الجلاء بكرة السلة «جورج نونو» حديثه مع «الوطن» مؤكداً أن هناك مساعدات غذائية وعينية من عدة جهات أهلية تبنت هذه الفكرة وقدمت لنا كل ما هو متاح من دعم بعد النكبة التي أصابت عدداً من المحافظات وحلب إحداها، على اعتبار أن النشاط الرياضي توقف ولم يعد لدينا شيء وبات لدينا متسع من الوقت نشأت فكرة إحداث مبادرة تحت اسم النادي ومنها بدأنا عملنا، حيث نقوم بجمع المساعدات، ونعمل بشكل شخصي على تأمينها إلى الأسر المتضررة عبر سياراتنا الخاصة أنا وبعض اللاعبين هكذا كان الأمر في الأيام الأولى نتيجة عدم امتلاكنا الإمكانيات، ومع تزايد عدد المتطوعين والداعمين أصبحنا نسير شاحنات مخصصة للمناطق المنكوبة والتي بات أهلها بلا مأوى، يتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعات ومن ثم توجه إلى المناطق المطلوبة فمنها تقدم المساعدات للأسر بشكل فردي ومنها تكون جهتها مراكز الإيواء، كما أن هناك مجموعات خصصت لدعم العائلات الموجودة في بعض المناطق «العامة»، حيث نركز الجهود الإغاثية تجاههم ريثما تنقلهم الجهات المعنية إلى دور الإيواء المخصصة لهم.
شقق سكنية
وتابع نونو: لم نتوقع حالة التوسع التي طالت عمل المبادرة إلى هذا الحد حيث بدأنا بعدة لاعبين، وباتت الآن تجمع أكثر من 50 متطوعاً، وسنعمد في المرحلة القادمة الانتقال من مرحلة المساعدات الغذائية إلى العمل على تأمين شقق سكنية مؤقتة وإصلاح وترميم المنازل التي بحاجة لذلك من خلال الاتفاق مع بعض المختصين، وتوجه نونو في ختام حديثه: أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في نجاح هذه المبادرة ولأسرة ومتطوعي نادي الجلاء بجميع مسمياتهم ولكل من قدم ويقدم الدعم، وما نقوم به هو واجب وطني وإنساني.