طالب بعض الدول بوضع السياسة جانباً والوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه شعب منكوب جراء الزلزال … السفير صباغ لـ«الوطن»: جميع أعضاء مجلس الأمن رحَّبوا بقرار موافقة الرئيس الأسد على فتح المعبرين شمالاً
| سيلفا رزوق
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أن جميع أعضاء مجلس الأمن رحَّبوا بقرار موافقة الرئيس الأسد على فتح معبري باب السلامة والراعي الحدوديين، مشيراً إلى أن أغلبية لغة أعضاء المجلس كانت إيجابية وجميع الدول قدمت تعازيها للحكومة السورية والشعب السوري جراء كارثة الزلزال.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار السفير صباغ إلى جلسة مجلس الأمن التي عقدت أول أمس للبحث في مسألة دعم منكوبي الزلزال في سورية والتي جاءت بمبادرة خاصة من البرازيل وسويسرا بصفتهما حاملي القلم الإنساني.
وبيّن السفير صباغ إلى أنه جرى خلال الجلسة الاستماع إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بعد زيارته لسورية واللقاء الذي أجراه مع الرئيس بشار الأسد، حيث أبلغ غريفيث أعضاء المجلس بقرار الرئيس الأسد الموافقة على فتح معبرين حدوديين في شمال غرب سورية، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في تلك المنطقة ولمدة ثلاثة أشهر.
وبيّن صباغ أن جميع أعضاء المجلس رحَّبوا بقرار موافقة الرئيس الأسد على فتح المعبرين وقال: «اللغة تختلف بين عضو وعضو آخر لكن لا أحد كان قادراً على القول إن هذا القرار ليس صحيحاً وليس مفيداً وأغلبية لغة أعضاء المجلس كانت إيجابية».
وأضاف: «هناك مواقف للدول الثلاث المعروفة، وهذه الدول دائماً لديها هذه المحاولات للتشويش أو التشكيك في إطار تسييس الملف الإنساني وأي شيء بالنسبة لها خاضع للسياسة، سواء زلزال أم مأساة إنسانية وهم يريدون توظيفها لخدمة مصالحهم»، مشيراً إلى أن كل الدول أعربت عن تعازيها للشعب السوري والحكومة السورية بضحايا الزلزال.
وأشار السفير صباغ إلى البيان الذي تلاه خلال جلسة مجلس الأمن والذي ركز فيه على نقطتين أساسيتين هما: موضوع إيصال المساعدات عبر الحدود وموضوع العقوبات وتأثيرها على إيصال المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أنه فيما يخص موضوع إيصال المساعدات جرى التركيز على أنه يجب الاستفادة من كل المعابر سواء كانت عبر الحدود أم عبر الخطوط، وقال: «كما نعرف فإن قافلة سرمدا انتظرت خمسة أيام على المعبر ولم تسمح جبهة النصرة الإرهابية وهيئة تحرير الشام الإرهابية بدخول هذه القافلة».
وأضاف: «موقف سورية كان واضحاً جداً بأنه لا يمكن السماح لهؤلاء الإرهابيين بأن يفصلوا بين الأراضي السورية وبين أبناء الشعب السوري، بخطوط هم من يرسمونها، وهذه المسألة لا يمكن للدولة السورية القبول بها».
وبيّن السفير صباغ أن هناك محاولات من بعض الدول للتشويش والتشكيك، لكن أغلبية الدول الأعضاء كان جوها إيجابياً ورحبت وكانت مرتاحة جداً لهذه الخطوة المهمة والإنسانية.
ولفت صباغ إلى النداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما يخص مساعدة سورية، وهذه الخطة التي جرى العمل عليها خلال الأيام الماضية ستكون لمدة ثلاثة أشهر والقيمة هي 397 مليون دولار، مبيناً أن النداء الإنساني يشير للقطاعات التي سيتم تغطيتها والتعامل معها، سواء ما يتعلق بمراكز الإيواء أم التعليم أم الصحة أم الغذاء أم الصرف الصحي، وكل الخدمات المتعلقة بمواجهة تداعيات هذا الزلزال على المستوى الإنساني خلال الأشهر القادمة، مشيراً إلى أن هذا سيكون إضافة لخطة الاستجابة الإنسانية والمستمرة لمدة عام والتي ستغطي تقديم المساعدات الإنسانية وفق القرارات ذات الصلة.
واعتبر صباغ أن خطة الاستجابة الطارئة التي وضعتها الحكومة السورية من اليوم الأول والجهود التي بذلتها، وحملة التنسيق الدولية التي قامت بها كان لها تأثير واضح في توضيح الاحتياجات وحشد الدعم اللازم المطلوب، مشيراً إلى أن الجانب السوري تلمس استجابة ترقى إلى مستوى هذه الكارثة التي حلت بسورية.
وأضاف: «اليوم تصل المساعدات إلى سورية من الدول الشقيقة والصديقة، لكننا مازلنا نأمل بأن تتخلى الدول الأخرى عن السياسة وتضع السياسة جانباً، وتقوم بالوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه شعب منكوب جراء الزلزال».