ذات يوم من أيام القهر السوري توحدت قلوب السوريين، كما تناغمت حناجرهم بصوت واحد خلف منتخب الوطن، وكانوا جميعاً تحت راية الوطن من مشرقه إلى مغربه عندما كان المنتخب السوري وهو في عز المحنة يصارع أقوى المنتخبات الآسيوية ضمن التصفيات المونديالية من أجل العبور إلى ملاعب موسكو، وقدم للناس جميعها معزوفة فرح مازال لحنها يتردد على المسامع.
وفي محنة أخرى والوجع السوري مازال مستمراً، يجد السوريون أنفسهم في امتحان صبر جديد، نكبة أحدثتها الطبيعة، فظهر المعدن الأصيل للسوريين وتعاضدوا كجسد واحد، الكتف بالكتف من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه.
وضمن هذا المشهد الدرامي الحزين برزت المحبة وظهر التكاتف، ولم يكن الرياضيون بعيداً عن هذا المشهد أبداً، بل كانوا بداخله متفاعلين وقدموا مابوسعهم وما يقتضيه الواجب منهم.
أخبار مفرحة من كل الأندية الصغيرة والكبيرة والفقيرة والغنية التي هبت للمساعدة، ورجال قدموا مابوسعهم لمنكوبي الزلزال في كل مكان.
هذا التكاتف وشلال الحب لانريده أن يتوقف، نريده أن يكون جسراً ثابتاً لترسيخ مفاهيم كثيرة افتقدناها في السنوات العجاف، نريده أن يسقي النفوس جميعها من أجل أن تنبت من جديد أزاهير تفوح بعطرها في كل ملاعبنا، أناشيد سورية أصيلة لا تشوبها شائبة.
نريد أن يثمر هذا التكاتف غداً وبعد أن يعود النشاط الرياضي وتختفي الأصوات النشاز من ملاعبنا وصالاتنا.
الرياضة التي تضم كل شرائح المجتمع السوري هبت بقلوب أبنائها وضمت الجميع؛ البرقيات التي وصلت لاتحاداتنا من أغلب الاتحادات العربية والعالمية، وتضامن النجوم ولهفتهم وحزنهم الظاهر دليل على سمو الرياضة والأخلاق والتكاتف والتعاضد أيضا، وإن كنا نعتب عتب المحب على من لم يقف مع هذه النكبة ولو بكلمة من نجوم نحبهم ونقدرهم ونصفق لهم دائما، سواء كانوا عرباً أم أجانب.
كل العزاء للمنكوبين، والشفاء العاجل للمصابين، سنضمد جراحنا لتشفى، وستنهض سورية من جديد كطائر الفينيق، سورية لم تكن يوماً عاجزة عن الوقوف، سورية قوية بما تحمل من حب.