معونات الأندية الرياضية ما زالت تتوافد إلى جبلة … الزلزال يثبت أهمية الدور الاجتماعي للأندية السورية
| جبلة- خالد عكو
بعد مضي عشرة أيام على الزلزال الذي ضرب مدينة جبلة وريفها وبعد انتهاء عمليات إنقاذ المصابين وانتشال جثث الشهداء، بدأت حلقة جديدة من تداعيات الزلزال، ألا وهي توصيات اللجان الهندسية المختصة بدراسة حالات الأبنية المتصدعة غير المتهدمة، حيث أوصت تلك اللجان والتي بدأت بدراسة حالات الأبنية المتصدعة واحداً تلو الآخر بإفراغ بعض الأبنية من ساكنيها خوفاً عليهم، لتخلو تلك الأبنية من ساكنيها وتنتظر مصيرها إما بالترميم أو بالهدم، ما دعا بالأهالي أصحاب البيوت المخلية للجوء لأقاربهم ومعارفهم في البيوت السليمة سواء في المدينة أم الريف أو حتى مراكز الإيواء، ومنها مركز الإيواء المقام في استاد البعث والمقدم من نادي جبلة الرياضي والذي تحدثنا عنه في المقال السابق.
معونات الأندية مازالت تتوافد
وقد استقبلت الصالة الرياضية الواقعة بجانب الاستاد والتي خصصها نادي جبلة لاستقبال المعونات العينية المساعدات المقدمة من الأندية السورية التي لم تبخل على أهالي جبلة، حيث وصلت في الأيام الأخيرة الماضية المساعدات من أندية الوثبة من حمص والوحدة من دمشق والساحل من طرطوس، وقد تقبلها أبناء نادي جبلة والمشجعون المشرفون على فرز المساعدات وتوزيعها بكل امتنان لإخوتهم في الأندية والمدن الأخرى، والذين أثبتوا أن الخلافات الرياضية التي تحصل بين الحين والآخر بين الأندية الرياضية السورية وبين المشجعين هي أمر مؤقت وحالة استثنائية، وأن الأصل هو وحدة الصف والأخوة ووحدة الدماء.
وكما ذكرنا في المقالة السابقة فقد سبقت وصول تلك المعونات معونات نادي الكرامة الحمصي، لتثبت جميع الأندية السورية الكبرى في المناطق غير المنكوبة على أنها على قدر وحجم المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها تجاه إخوتهم في المناطق المنكوبة.
مطبخ ميداني
أقامت مجموعات المشجعين من نادي جبلة ومجموعة الألتراس والمتطوعون المحليون مطبخاً ميدانياً في الصالة الرياضية المغلقة وذلك لتقديم الطعام الآني للأهالي المتضررين من الزلزال، وذلك إلى جانب استمرارهم بالقيام بدورهم في استقبال وفرز وتوزيع المساعدات على المتضررين، وقد وعدوا بدءاً من يوم أمس بالبدء بمرحلة جديدة ومختلفة في تقديم المساعدات، ألا وهي تقديم المواد التموينية في سلل غذائية لإعانة الأهالي على المدى الطويل وإيصالها (لمستحقيها) من المتضررين من الزلزال إلى بيوتهم في المدينة والريف.
نجاة من الزلزال
بالنسبة للأبنية التي تصدعت من الزلزال فإن بعضاً منها قد تهدم بسكانها بشكلٍ مؤسف، وبعضٌ منها تصدع بشكل مخيف ولكنها ظلت قائمة، ما سمح لسكانها بإجلائها وخلاصهم من الخطر، ولكن ما حصل مع لاعب نادي جبلة السابق في كرة تنس الطاولة أمجد يونس غريب، فقد تهدمت تماماً الطوابق السفلية للبناء المقيم فيه وأصبحت ركاماً، ولكن ذلك لحسن الحظ لم يؤد لانهيار البناء كله، حيث هبطت الطوابق العليا (والتي تسكن فيها عائلة اليونس) كما هي إلى الأدنى دون أن تتحطم أو تتهدم، ما أدى لنجاة العائلة كلها والتي تم إخراجها من النوافذ والفتحات في الحوائط (بعد أن أصبحت الطوابق العلوية في الأسفل)، ولحسن الحظ أيضاً فإن القسم الأرضي من البناء الذي تهدم تماماً والعائد ملكيته للعائلة كان فارغاً لينجو الجميع من هذه الكارثة ويُكتب لهم عمر جديد.