العربي يرحب بالقرار 2254 ويعرض خدمات جامعته
| وكالات
رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقرار 2254، معتبراً أنه يفتح الباب لـ«فرصة جدية» لمعالجة الأزمة في سورية، وعرض خدمات الجامعة على الأمم المتحدة في سبيل تطبيق القرار، ودعا القوى الدولية والإقليمية إلى حث الحكومة وأطراف المعارضة على تنفيذ مقتضياته. واعتمد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي قراراً، يدعو إلى وقف لإطلاق النار وبدء مفاوضات سلام بدءاً من مطلع كانون الثاني.
وقال العربي في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: إن «تبني مجلس الأمن، وبالإجماع، للقرار فتح المجال للمرة الأولى أمام فرصة لمعالجة جدية للأزمة السورية على أساس مرجعية بيان جنيف 2012، وبيانات فيينا الصادرة عن مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية».
وعبّر عن «ترحيبه بصدور هذا القرار الذي طال انتظاره»، مؤكداً «استعداد الجامعة لمواصلة جهودها بالتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، والعمل معاً مع مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية من أجل تذليل ما يعترض تنفيذ هذا القرار من عقبات».
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على «ضرورة قيام مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لوضع آلية رقابة دولية تفرض على جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع استهداف المدنيين بالغارات والقصف العشوائي».
كما أكد العربي، في بيانه حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، ضرورة مواصلة المساعي من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل حث جميع أطراف المعارضة والحكومة السورية على الاستجابة لتنفيذ مقتضيات قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والبدء بمسار الحل السياسي التفاوضي المؤدي إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.
وبدورها، شككت صحيفة «الوطن» العمانية في تأثير القرار 2254 في ظل «التناقض» الغربي. وذكرت أن القرار يمكن اعتباره «تعبيراً عن نيات حسنة»، وأردفت: «لكن مسارعة بعض أعضاء مجلس الأمن الدائمين وبعض الأوروبيين وغيرهم من المحسوبين عليهم، بإطلاق تصريحات فضحت نياتهم وتناقضاتهم تدفع إلى التشكك في إمكانية تنفيذ هذا القرار».
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس، حسب وكالة «سانا» للأنباء: إنه على حين طرح هؤلاء أن السوريين وحدهم عليهم تقرير مصير بلدهم واختيار قيادتهم دون أي تدخل خارجي، ناقضوا طرحهم حين كرروا الأسطوانة المشروخة حول دور القيادة السورية في مستقبل سورية، متسائلةً: «كيف يمكن الوثوق بمصداقية هؤلاء من أنهم فعلاً سوف يعملون على مساعدة السوريين على الخروج من أزمتهم وتحرير بلدهم من الإرهاب الذي يدعمه بعض هؤلاء وأصدقائهم الإقليميين؟ وكيف يمكن أن يثق السوريون بأن قرار مجلس الأمن العتيد هذا سوف يرى طريقه إلى التنفيذ الحقيقي والصادق لبنوده؟».
وأشارت الصحيفة إلى أن سورية ماضية في خيار معاركها المصيرية وهي تستعد بالمقابل لمعارك أخرى، وذلك في مقابل الحراك الدبلوماسي الجاري من حول أزمتها. ولفتت إلى أنه في المرحلة الأولى لا بد من اجتثاث الإرهاب وإذا استجاب الجميع إلى تجفيف منابع هذا الإرهاب على أكثر من صعيد كما طالب مجلس الأمن الدولي نكون أمام تطور مفيد جداً للجيش السوري في معاركه المقبلة.
وختمت الصحيفة بالقول: إن إزالة هذا الإرهاب يعني أيضاً العودة بالبشرية إلى ما سبق من عهود الاستقرار التي عاشتها قبل أن يخاطر البعض منها في دعم الإرهاب على قاعدة تغيير معالم سورية بتغيير دولتها ونظامها وتحطيم جيشها وتفتيت شعبها، ولذلك فمن الأولى أن يبدأ العالم على الفور بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بتجفيف منابع الإرهاب وتسوية الأزمة في سورية وأن يتخلى البعض عن مراهناته العقيمة لأنها مراهنات خاسرة ثم مساعدة السوريين في اتجاهات مختلفة لتحقيق السلم في بلادهم.