استقبلت مدينة الدريكيش الكثير من العائلات الوافدة من حلب بعد أن تهدمت منازلها أو باتت آيلة للسقوط نتيجة الزلزال المدمّر الذي أصاب عدة محافظات بأضرار كارثية ومنها حلب، ومنذ وصولهم تم استقبالهم مجاناً في فندق «روز ماري» السياحي الذي تستثمره الشركة السورية للنقل والسياحة من مجلس المدينة وقدمت لهم كل الخدمات والمساعدات إضافة للطعام بكل أصنافه وكأنهم في بيوتهم.
التقت «الوطن» بهذه العائلات وبإدارة الفندق ومطاعمه وبرئيس مجلس المدينة وخرجت بنتيجة قديمة جديدة مفادها أن سورية ستبقى بخير رغم المحن التي تعرضت وتتعرض لها مادامت بهذا النسيج الاجتماعي المحب لبعضه والمتماسك والغيور الذي لا يرضى إلا بسورية الواحدة الموحدة بأرضها وشعبها وجيشها وقيادتها.
عائلات تحدثت بألم ومرارة عن اللحظات التي مرت عليها خلال وقوع الزلزال وكيف هرب أفرادها بثياب نومهم إلى الشوارع مع أولادهم قبل أن تنهار مساكنهم على رؤوسهم ومن ثم كيف فكروا بالمجيء إلى الدريكيش لأنهم كانوا من روادها خلال الحرب ومن ثم خلال الصيف، إضافة لبقاء بعض أقاربهم فيها.
وذكرت إحدى العائلات أنها وعند وصولها إلى الدريكيش حضرت إلى فندق «روز ماري» التابع لوزارة السياحة لتحجز فيه وتبقى بضعة أيام لحين معرفة ماذا ستفعل، إلا أن إدارة الفندق قالت لهم «أنتم ستكونون ضيوفاً معززين مكرمين في الفندق، وأنه بإمكانكم إبلاغ أي عائلة أتت من حلب المجيء للفندق والنزول فيه مجاناً مع الطعام والشراب وكل الخدمات»، وهذا ما حصل حيث وصل عدد العائلات لنحو 15 عائلة وبعدد لا يقل عن ستين مواطناً بين رجل وامرأة وأطفال.
وأكدت العائلات أن الأمانة السورية للتنمية والعرين والبتول والهلال وبعض أهالي الدريكيش قدموا لهم إعانات مختلفة منذ وصولهم وحتى الآن، وتوجهوا بالشكر الجزيل لهم وللدولة ولمحافظة طرطوس. وخلال وجودنا أعلمتنا بعض العائلات أنها ستعود إلى حلب (أمس) بعد أن لاقت بيوتاً لاستئجارها، ولاسيما وأن بعض أفرادها سيعودون لعملهم، كما أخبرنا بعضهم الآخر أنهم يدرسون إمكانية الاستئجار والبقاء في الدريكيش أو طرطوس أو العودة في ضوء بعض المستجدات، بينما قال القسم الثالث: ربما ينتقلون إلى مركز إيواء جهزته المحافظة في الدريكيش نفسها أو طرطوس إذا لم يعودوا إلى حلب.
بدوره رئيس مجلس مدينة الدريكيش محمد الجعفوري بين أن مدينة الدريكيش ومنذ وقوع الزلزال وبتوجيهات المحافظة استنفرت جميع كوادرها وآلياتها ورفعت جهوزيتها وقامت بتشكيل لجان لمسح الأضرار واستقبال طلبات المواطنين للكشف على منازلهم المتضررة.