سورية

أكاديميون أتراك وصفوا «التحالف السعودي» بأنه «وهابي سلفي».. والائتلاف يريد استخدامه ضد الدولة … مسؤول مصري يؤكد: لن نرسل جندياً واحداً للقتال في سورية

| وكالات

في محاولة للتعلق بأذناب نظام آل سعود عبر التمجيد وتقديم الثناء على كل ما يصدر عنه، ادعى عضو الائتلاف المعارض جورج صبرا بأن «التحالف الإسلامي العسكري» الذي شكلته السعودية مؤخراً بحجة مكافحة الإرهاب، خيار ممكن لمواجهة ما سماه «إرهاب الدولة السورية وحلفاءها»، في وقت أعلن فيه مسؤول مصري رفيع أن بلاده لن ترسل جندياً واحداً للقتال في سورية وأن هذا التحالف أشبه بغرفة عمليات لتبادل المعلومات، وسط تصريحات لأكاديميين أتراك تصف التحالف بأنه «حلف وهابي سلفي» يخطط عبره نظام آل سعود «لمؤامرات جهنمية».
ونقلت صحيفة الشروق المصرية عن مسؤول رفيع المستوى قوله: إن مصر لن ترسل بأي حال من الأحوال جندياً واحداً للقتال في سورية.
وأوضح المصدر، أن مشاركة مصر في «التحالف الإسلامي العسكري» لا يعني بالضرورة إرسال قوات برية إلى الأماكن التي فيها داعش، وخصوصاً سورية والعراق»، نافياً إشاعة الأخبار التي تتحدث عن إمكانية إرسال قوات عسكرية إلى العراق، حيث قال: «إن هذا لم يحدث».
ولفت المصدر إلى أن التحالف الجديد أشبه بغرفة عمليات لتبادل المعلومات، وخصوصاً الاستخبارية، والتنسيق في مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية.
بدوره قال الخبير الإستراتيجي التركي نجدت ساراج خلال ندوة تلفزيونية، بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن «السعودية تتآمر على سورية منذ استقلال هذه الدولة عام 1946»، لافتاً إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي كان أول من وعى وأدرك حقيقة خطر ما يسمى «الإسلام السياسي» وتصدى له.
وصف ساراج حزب البعث بأنه حزب علماني ثوري واجه منذ نشأته المؤامرات الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية وهو ما دفع هذه القوى إلى التآمر على سورية والعراق عبر دعم التنظيمات الإرهابية كما جرى في سورية أواخر السبعينيات.
وأكد، أن «التحالف السعودي» المعلن بزعم محاربة الإرهاب «حلف وهابي سلفي» وقال: «إن السعودية بعد أن فشلت في تدمير سورية والعراق عبر داعش وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية والجماعات الإرهابية الأخرى، تخطط الآن عبر هذا الحلف الجديد «لمؤامرات جهنمية» جديدة بعد الاتفاق الروسي الأميركي في الموضوع السوري وبهدف إفشال مساعي حل الأزمة السورية».
واعتبر ساراج أن تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان تشكل «جزءاً مهماً» من هذا الحلف مشيراً إلى أن ذلك لا يليق بتركيا أتاتورك التي أراد لها أن تكون جزءاً من الحضارة الأوروبية وليست تابعاً للقوى الرجعية التي حاربها أتاتورك بعد قيام الجمهورية التركية عام 1923.
من جانبه أكد عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري التركي حلمي ياراييجي، أن أردوغان انتهج «سياسات طائفية خطرة في سورية» وقال: «إن أردوغان لم يتردد في التحالف مع الدول الإمبريالية ودول الخليج المتخلفة من أجل دعم كل الجماعات الإرهابية المعروفة وغير المعروفة وفي مقدمتها داعش و«النصرة». وتحدث أيضاً في الندوة التلفزيونية أستاذ العلوم السياسية في جامعة باخشاشاهير في إسطنبول باريش دوستار، مؤكداً أنه لم يعد لتركيا أي صديق في المنطقة إلا إسرائيل، فهي الدولة الإسلامية الأولى التي اعترفت بإسرائيل عام 1949 وكانت على علاقات دائمة معها في جميع المراحل حتى في عهد أردوغان الذي وقع معها على اتفاقيات التعاون.
وذكر دوستار بأن الرئيس التركي عندما زار أميركا قبل تشكيل حزب العدالة والتنمية اجتمع مع قيادات اللوبي اليهودي وطلب منها الدعم له، حيث منحه اللوبي عام 2007 «وسام الشجاعة».
ولفت دوستار إلى أن أردوغان حتى لو لم يفعل أي شيء بعد الآن فقد قدم خدمة عظيمة لإسرائيل عبر السعي إلى تدمير سورية، وأن الجماعات الإرهابية التي دعمتها تركيا والسعودية وقطر وباقي دول المنطقة لإسقاط سورية دمرت البلاد ولم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل.
وبخلاف تلك الآراء، وصف صبرا عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة في تصريحات نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة لآل سعود، «التحالف الإسلامي العسكري» الذي أعلنت عنه السعودية، منذ أيام، بأنه «خيار ممكن» لمواجهة ما سماه «الإرهاب الذي تمارسه الدولة السورية على الشعب السوري، وحلفاؤه»، حسب ادعائه.
وأوضح صبرا أن نجاح الاستعانة بهذا التحالف، يتطلب إشراك السوريين في أي خطة تستهدف القضاء على الإرهاب في أرضهم، مدعياً أن هذا الأمر لن يتم إلا قبل إنجاح عملية سياسية يكون للسوريين الدور الأساسي فيها وتبدأ من رأس السلطة في دمشق وحلفائها بالمنطقة، على حد تعبيره.
وقال صبرا: «يجب أن يكون هناك دور للتحالف الإسلامي العسكري في سورية، لأن الشعب السوري هو أكثر شعوب المنطقة تعرضاً للإرهاب»، مقللاً في الوقت ذاته من النتائج التي حققها «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سورية، حيث أكد أنه لم يستطع هذا التحالف خلال عامين أن يفعل شيئاً له قيمة بهذا الشأن، كما وصف العمليات العسكرية التي تقوم بها المقاتلات الروسية لضرب معاقل التنظيم في سورية بأنها فاشلة.
وقال: «لم يكن لكلتا الجهتين «التحالف الدولي، روسيا» أي دور فاعل في الدفاع عن الشعب السوري ورفع خطر الإرهاب عنه لأن كلا الجانبين ينظر إلى الإرهاب بعين واحدة، وهو داعش ومثيلاتها من فصائل الإرهاب، ولا ينظرون إلى الإرهاب الحقيقي وهو إرهاب النظام وحلفائه، على حد زعمه.
وأضاف: «ما لم يكن السوريون في قلب المعادلة بمحاربة الإرهاب لا يمكن أن تنجح لأنهم أدرى بأرضهم وشؤونهم وهم الضحايا الأوائل للإرهاب».
وأعلنت السعودية الثلاثاء الماضي تشكيل «تحالف عسكري إسلامي» بحجة محاربة الإرهاب، يتكون من 34 دولة، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: «إن الدول الأعضاء في التحالف ستتبادل المعلومات وتقدم معدات وتدريبات وستنشر قوات إذا لزم الأمر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن