سورية

سورية أدانت.. وحزب اللـه اتهم «إسرائيل».. وتل أبيب «ترحب» ولا تؤكد ولا تنفي مسؤوليتها … ارتقاء سمير القنطار في ريف دمشق بقصف صاروخي «معاد»

| وكالات

استشهد ليل الأحد عميد الأسرى المحررين سمير القنطار جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني بريف دمشق الجنوبي الشرقي. وأدان مجلس الشعب العملية الإرهابية، كما أدانها مجلس الوزراء. وأشار وزير الإعلام عمران الزعبي إلى أن الحادث هو «عملية مبيتة بكل الأحوال وعملية إرهابية». وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن سعادتهم لمقتل القنطار، لكن لم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي حول الحادث.
وقالت وكالة «سانا» للأنباء أمس: «استشهد الليلة الماضية (ليل الأحد) عميد الأسرى المحررين سمير القنطار جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق».
ونقلت الوكالة عن مراسلها: إن القصف الإرهابي الصاروخي تسبب بتدمير البناء السكني بشكل كامل. وأشارت إلى أن الشهيد البطل سمير القنطار أحد أبرز عناصر المقاومة اللبنانية. ولد عام 1962 في بلدة عبيه في منطقة عالية اللبنانية.. بدأ نضاله قبل أن يكمل عامه الـ16 وقضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 30 عاماً وأطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين المقاومة اللبنانية وكيان الاحتلال الإسرائيلي عام 2008.
وانضم القنطار لحزب اللـه بعد ذلك ويعتقد أنه أصبح قيادياً فيه، واتهمته إسرائيل في السابق بالمسؤولية عن هجوم وقع عام 1979 وأدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بخمسة مؤبدات.
من جهتها، أكدت المقاومة اللبنانية استشهاد القنطار بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً بمدينة جرمانا في ضواحي دمشق، وذكر حزب اللـه في بيان وفق ما نقلته وكالة «رويترز»: «أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين».
وأسفرت الغارة عن مقتل مواطنين 2 وإصابة 12 بجروح متفاوتة وأضرار مادية كبيرة أدت إلى انهيار المبنى السكني بالكامل، مع ترجيح ارتفاع عدد الضحايا في ظل استمرار رفع الأنقاض، بحسب «رويترز».
ونعى بسام القنطار شقيقه سمير على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: «بعزة وإباء ننعى استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار، ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى».
وفي ردود الأفعال، أدان مجلس الشعب «العملية الإرهابية»، واعتبر في بيان نقلته «سانا»، أن هذه الجريمة «الإرهابية الموصوفة» تؤكد مجدداً أن الإرهاب الذي تتعرض له سورية والمنطقة مدعوماً من قوى غربية وإقليمية، «هو إرهاب صهيوني تكفيري واحد تقوده تلك القوى وفي مقدمتها كيان الاحتلال الإسرائيلي.
كما، أدان مجلس الوزراء في بيان نقلته «سانا» العدوان الإسرائيلي، وأكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، أن «دماء الشهيد القنطار التي روت تراب سورية الغالي هي دليل آخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني»، مؤكداً أن «استهداف الشهيد القنطار هو استهداف لمحور المقاومة والصمود».
من جانبه، أشار وزير الإعلام عمران الزعبي إلى أن الحادث الذي أدى إلى استشهاد البطل القنطار وعدد من المواطنين، هو «عملية مبيتة بكل الأحوال وعملية إرهابية وما تزال الجهات المعنية تجري تحقيقات تقنية وفنية عالية المستوى لتحديد الآلية التي وقع بها الاعتداء الإرهابي».
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي خبر استشهاد القنطار، ووفق ما نقله موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، فقد تصدر الخبر قائمة الأكثر تداولاً لليوم «أمس» الأحد.
وغرد أحد المدونين قائلاً: «توقع أن يكون شهيداً وهذا ما حصل، سلام إلى روحك يا بطل». هذا يدل على عمق المكانة التي يحتلها القنطار في نظر الشعب العربي المقاوم.
ومن جهة ثانية ونظراً لما كان يمثله القنطار من تهديد للعدو الصهيوني.
في المقابل، رحب وزير البناء والإسكان في الكيان الإسرائيلي يؤاف جلانت «بمقتل القنطار»، ولكنه لم يصل إلى حد التأكيد أن إسرائيل هي التي شنت هذا الهجوم. وعن إذا ما كانت «إسرائيل» شنت الهجوم قرب دمشق، قال جلانت: «لا أؤكد أو أنفي أي شيء له صلة بهذا الموضوع».
وامتنع مسؤولون إسرائيليون آخرون من بينهم المتحدث باسم جيش الاحتلال عن التعليق.
بدورها، أعربت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شيكد، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، عن «سعادتها لمقتل الأسير اللبناني السابق في سجون إسرائيل سمير القنطار»، ولكن شيكد قالت: إن «إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها» عن الغارة التي استهدفت مبنى سكنياً في جرمانا قرب دمشق. وهذا ينم عن اعتراف ضمني بالمسؤولية عن الغارة. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي حتى اللحظة حول مقتل القنطار.
وكان مسؤول أمني إسرائيلي كبير أعلن في السابق، بعد أقل من 24 ساعة على إطلاق سراح القنطار عام 2008 أن «كل إرهابي ارتكب عملاً إرهابياً ضد إسرائيل، هو هدف»، وأضاف: «إذا كان ثمة احتمال أن تصفي إسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن