ثقافة وفن

والثقافة ضحية العدوان

| إسماعيل مروة

عدوان جديد آثم من جرائم الكيان الصهيوني الإسرائيلي، وحمل العدوان عنواناً عريضاً في وسائل الإعلام كلها، حتى تلك المنحازة إليه، عدوان على مناطق سكنية في دمشق، في هدأة الليل جاء هذا العدوان، والسوريون يلملمون جراحهم، ويجمعون ما بإمكانهم من أجل تجاوز الزلزال وآثاره المدمرة في محافظات عديدة.

العدوان الآثم استهدف مناطق سكنية، وقصد أناساً أبرياء ومدارس، وفي مناطق مأهولة ومكتظة. ولأن العدوان آثم ومدمر، فهو لا يميز بين شيء وآخر. وكان الأبرياء ضحية له في هذا الليل، والشهداء المدنيون ارتقوا جراء هذا العدوان الذي طال منطقة مكتظة، لأسباب أعلنوها، فكانت الثقافة ضحية للعدوان، إذ طالت القذائف الحاقدة منشآت ثقافية في كفرسوسة، والمعهد التقاني للفنون والآثار التابع لوزارة الثقافة السورية، فماذا فعل المركز الثقافي في كفرسوسة؟ وماذا جنى معهد علمي؟ وهذا المعهد يقع في قلب معلم حضاري من أهم معالم سورية وشواهدها، ومن أهم منارات دمشق عبر تاريخها، في قلب قلعة دمشق التي قاومت الطغيان والاحتلال واستطاعت أن تبقى صامدة عبر الزمن، اعتدى عليها الفرنسيون كما يذكر فخري البارودي في مذكراته وتسجيلاته، فكانت القلعة نقطة لانطلاق شرارة الثورة، ونقطة من أجل تحرير سورية من نير المحتل الفرنسي البغيض..العدوان قوبل بمواجهة من قواتنا خففت من صوته، ومنعته من تحقيق أهدافه، وكل ما حققه هو إلحاق الأذى بالمعالم الثقافية والحضارية، وكان أبناء دمشق واقفين يتحدون كل أنواع العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني، وكل أنواع العربدة التي ارتفعت وتيرتها خلال سنوات الحرب على سورية، والتي كان العدو الإسرائيلي داعماً فيها وممولاً ومطبباً للجماعات الإرهابية التي تأتمر بأمره.

في تلك الأثناء حاول العدوان الإسرائيلي مرات عديدة أن ينال من خلال عدواناته المتوافقة مع أعوانه والجماعات التي يدعمها، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالإخفاق والفشل، ولم تستطع الجماعات التابعة له أن تنال من سورية وصمودها ومؤسساتها وإنسانها.. وهاهي سورية تعود من جديد تدريجياً إلى مكانتها وقوتها ودورها، وهذا ما يزعج الكيان الغاصب ولذلك عادت إليه شهوة العدوان، وهذه المرة يستغل الزلزال المدمر الذي وقع وجعل طاقات سورية وقدراتها تتوجه إلى مساعدة المنكوبين والمتضررين من الزلزال.

إن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت الثقافية كبير، وخاصة أنه بناء أثري داخل القلعة، وهو يقدم العلم والخبرة للطلاب في مجالي الفنون والآثار، وكذلك أضرار مركز كفرسوسة ليست قليلة، ولكن العملية التعليمية والثقافية ستستمر وستنهض من جديد، ويتم تجاوز آثار هذا العدوان بسرعة، ولعله يكون رسالة للسوريين كلهم لمتابعة التحدي من أجل سورية ومواقفها المقاومة بكل شكل من الأشكال.

ثقافتنا ستبقى… معاهدنا ستنهض

وستعود شعلة الثقافة العربية السورية رغم العدوان

الرحمة لشهداء سورية والشفاء لجرحاها..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن