فريقان عربيان كانا طرفاً في مباراتي نصف نهائي لكأس العالم للأندية المقامة في المغرب، حيث التقى الهلال السعودي مع فلامينغو البرازيلي في مباراة مثيرة أهلت الهلال للنهائي بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، على حين التقى الأهلي المصري مع ريال مدريد الإسباني في مباراة ظهر فيها الأهلي نداً في بعض مراحلها، لكن ريال حسمها بخبرة لاعبيه، وتأهل بعد فوزه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليلتقي في النهائي ريال مدريد مع الهلال كأول فريق عربي وآسيوي يصل إلى النهائي.
والسؤال هنا: لماذا الهلال؟ لأن الدوري السعودي هو الأفضل عربياً من حيث أهمية وإمكانيات الأندية المتنافسة فيه، ومن حيث جودة اللاعبين وخصوصاً المحترفين منهم، وكذلك السعي للتعاقد مع نجوم عالميين كان آخرهم النجم كريستيانو رونالدو، وهناك بالطبع نجوم آخرون على الطريق إضافة إلى كفاءة وخبرة وسمعة المدربين المتعاقدين مع الأندية ومع المنتخبات يواكب هذا حضور جماهيري لمعظم المباريات، وكل هذه المقومات جعلت الكرة السعودية متفوقة قارياً، وكان آخرها الأداء المميز للمنتخب السعودي في كأس العالم قطر 2022 وخصوصاً فوزه على الأرجنتين حاملة اللقب في دوري المجموعات.
وبالعودة إلى إحصائيات المباراتين يتبين لنا أن ارتفاع المستوى الفني متمثلاً بزيادة عدد التمريرات التي تجاوزت الألفين، والتسديدات إلى ثمانٍ وخمسين تسديدة منها ثلاث وعشرون تسديدة على المرمى سجل منها عشرة أهداف يقابلها انخفاض بعدد المخالفات إلى خمس وأربعين مخالفة، منها ثلاث ركلات جزاء، والإنذارات إلى عشرة وطرد وحيد، وكان هذا الأكثر وضوحاً ودلالة في مباراة الأهلي والريال.
أما التحكيم في المباراتين فقد كان ممتازاً في المباراة الأصعب بين فلامينغو والهلال التي أدارها الروماني (استيفان) نظراً لشخصيته القوية المقرونة بأداء بدني عال انعكست تقييماً دقيقاً وصحيحاً للمخالفات.
وأما الحكم الأوروغوياني (أندريس ماتونتي) فقد كان أداؤه جيداً في مباراة الأهلي وريال الأقل صعوبة إلا أنه واجه مشكلة في طريقه لمراجعة حالة على شاشة الفار غير مدرك لحالة الاحتقان بين لاعبي الفريقين، الأمر الذي استدعاه لفك الاشتباك وإنذار لاعبين قبل المشاهدة. لقد اعتمد الفيفا في هذه البطولة تجربة مخاطبة الحكم للجمهور بواسطة (الميكروفون) لتوضيح قراره بعد العودة من مشاهدة شاشة الفار، وأعتقد أن هذه التجربة ما زالت في بداياتها وتحتاج إلى الكثير من النضج حتى نحكم عليها، الحضور العربي اللافت في نصف النهائي جعلنا طرفاً في المباراة النهائية عبر الهلال السعودي الذي خسر كما هو متوقع أمام ملكي مدريد.