عاد فريق أهلي حلب إلى نشاطه الرياضي بعد أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب البلاد وكانت حلب إحدى المحافظات التي فقدت الكثير من الضحايا نتيجة انهيار الأبنية فنجا جزء قليل ممن كتب له البقاء على قيد الحياة وفقد الكثير الذين تم انتشالهم من تحت الركام، الفريق عاود تدريباته بعد التعاقد مع مدرب جديد دون أي توقف، فيما حلب غارقة بانتشال ضحاياها والجميع يسخر وقته وجهده لمساعدة المتضررين فيما البعض بنادي الأهلي يفاوض المدرب الجديد وكأنه بعيد عن الواقع الذي أصاب المحافظة وهو في كوكب آخر ومعزل عن هذه الكارثة الإنسانية، وربما يكون المشهد غريباً ولا يمكن التعليق عليه أو شرح معانيه وكأن الرياضة باتت هي الجزء الأهم وتوقف عجلة الفريق لعدة أيام حداداً على ضحايا أبناء سورية وحلب قد تكون كارثة بالنسبة لبعض من يريد إعادة النشاط الرياضي بأقرب فرصة ممكنة والناس منهكة في جمع المساعدات والتبرعات ولا أحد يلتفت إلا للجانب الإنساني في هذه الكارثة المروعة.
مفاوضات وسط الكارثة
الأهلي بعد فك ارتباطه مع المدرب ماهر بحري لم يستغرق الوقت طويلاً للتعاقد مع المدرب حسين عفش وكأن الأمور كانت جاهزة ومفصلة من قبل أحد المسؤولين على الفريق، وهو يتحكم بالقرار ويفصل ويلبس على مقاسه وإلا فما معنى أن يُسرب خبر التعاقد مع المدرب بعد أيام قليلة على وقوع الزلزال المدمر، أسئلة كثيرة تدور في كنف هذا النادي لكن تبقى الإجابة غامضة في ظل ديون بمئات الملايين وغرق مالي غير مسبوق كان أحد أسبابه رحيل البحري بعد التفريط بعدد من اللاعبين للاستفادة من عائداتهم وتغطية جزء من المستحقات المتراكمة التي أثقلت ظهر النادي نتيجة العمل العشوائي الذي يفتقد الاحترافية، وهو أقرب للعمل الارتجالي الذي سار عليه النادي ليجد نفسه غارقاً في بحر الديون وسط عجز كبير وعدم استطاعة مجلس الإدارة من سدادها.
مؤتمرات فارغة
المدرب ماهر بحري بعد أن تقدم باستقالته عقب نهاية لقاء تشرين وخسارة الفريق حينها بهدفين لهدف في آخر جولة من مرحلة الذهاب، ورغم التصريحات التي أصمت الآذان من قبل المسؤولين في النادي حول التمسك بالبحري ورفض استقالته لكن الطبخة كانت تشير إلى عكس ذلك تماماً، وخاصةً أن هناك من يريد التخلص من البحري وجلب مدرب جديد في ظل الأفكار التي تراوده والتي بدأت تتقلب في رأسه ليل نهار، ومع أن البحري عاد إلى حلب واجتمع برئيس النادي ومدير الفريق فقط دون تواجد عضو مجلس الإدارة مشرف كرة القدم أيمن حزام الذي سجل غيابه في موقف يؤكد حالة التصدع والانشقاقات الداخلية في مجلس الإدارة وكل يغرد بمفرده والتصرفات تفضح التصريحات والمؤتمرات الإعلامية الفارغة كانت مفرغة من محتواها وهي لذر الرماد في العيون فقط وليست إلا إبراً مخدرة لتلطيف الأجواء فقط أي إنها أصبحت محفوظة عن ظهر قلب دون أي تقدم على أرض الواقع وزيادة غرق النادي في ديونه من يوم لآخر.
مدرب جديد
البحري كما أشرنا عقد اجتماعاً مع رئيس النادي ومدير الفريق وبعد مداولات كثيرة وجد البحري نفسه محاصراً من كل الجوانب حيث طلب تعويض اللاعبين الذين رحلوا بلاعبين جدد حتى يبقى الفريق ضمن دائرة المنافسة على اللقب أو الحفاظ على المجموعة الحالية والكادر بقيادة أنس صاري ومساعده يحيى الراشد لمواصلة العمل في مرحلة الإياب، فيما تمسك البحري باستقالته لعدم تحقيق طلباته التي وضعها على طاولة الاجتماع.
بضعة أيام قليلة أعقبت حدوث الزلزال ليخرج خبر تعاقد الأهلي مع المدرب حسين عفش لقيادة الفريق في مرحلة الإياب مع كادره الذي كان يعمل معه في نادي الجيش وبراتب جيد جداً كما وصلنا، لكن بعض الأخبار تتحدث عن أن عملية التوقيع الرسمي لم تحدث بعد رغم تسلم المدرب وجهازه الفني قيادة الفريق والحصص التدريبية في بحر الأسبوع الماضي.
لاعبون جدد
وجهة نظر مجلس الإدارة كما يصلنا هي المنافسة على اللقب مع تواجد لاعبين جدد في مران الفريق لاختبارهم والتعرف على مستواهم من أجل التوقيع مع الأفضل لتدعيم خطوط الفريق بحسب طلبات المدرب.
أحد اللاعبين إفريقي الجنسية والآخر كان ينشط مع فريق الجالية السورية بالكويت لكن ما وصلنا هو عدم الجودة المطلوبة من حيث المستوى الفني وقد لا يكون لهم نصيب في التوقيع مع الأهلي، كما أن النادي يسري عليه قرار عدم السماح بالتوقيع مع أي لاعب في فترة الانتقالات الثانية نتيجة المستحقات المالية المتراكمة جراء الشكوى المقدمة من اللاعبين نتيجة عدم تغطية عقودهم من حيث الجانب المالي، علماً أن اتحاد الكرة شدد على هذا الأمر في قرار سابق يؤكد عدم منح الضوء الأخضر وتسجيل أي لاعب جديد إلا في حال الحصول على براءة ذمة مالية، فيما نادي الأهلي لم يبادر حتى الآن لسداد الديون المترتبة عليه لمصلحة لاعبيه ومنذ سنوات فهل يجد حلاً لهذه المعضلة التي تواجهه، وهل يصمد في ظل حالة العجز المالي ويكمل مشواره حين عودة النشاط الرياضي ويبقى منافساً على اللقب؟