رياضة

في ختام ذهاب الدوري الكروي الممتاز.. شغب وعتب … الوثبة في الصدارة ومنافسة قوية ومزدحمة على القمة .. مباريات متكافئة في الإياب والبطل من يملك الهدوء والنفس الطويل

| ناصر النجار

أسدل الستار قبل الزلزال على مرحلة الذهاب من الدوري الكروي الممتاز وحاز الوثبة شرف الصدارة، مع ملاحقة أربعة فرق له بحيث إن المراكز الخمسة الأولى مزدحمة بالنقاط القريبة، فالفارق بين الأول والخامس نقطتان فقط، وهذا يؤكد حرارة المنافسة وتقارب المستويات، وهذا الأمر بات سمة هذه المرحلة بكاملها فقد تبادلت الفرق صدارة الترتيب مع كل مرحلة جديدة وباتت لعبة الكراسي الموسيقية هي العنوان الرئيس للدوري في مرحلة الذهاب كلها.

بل إن المباريات التي جمعت الفرق الخمسة انتهى سبع منها إلى التعادل وثلاث خرقن القاعدة عندما فاز الجيش على الفتوة 2/1، والفتوة على جبلة 1/صفر والوثبة على الجيش 1/صفر ونلاحظ هنا أن فريق أهلي حلب هو الفريق الوحيد الذي تعادل مع كل منافسيه، وكما نلاحظ فإن الوثبة هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر في مرحلة الذهاب.

الفرق الخمسة حققت خمسة انتصارات وتعثرت بمثلها، وكانت فرق تشرين والطليعة والكرامة والوحدة عكرت صفو هذه الفرق فأوقعتها في شرك التعادل أو الخسارة.

تشرين كان الطرف الأهم في مقارعة المتصدرين فتعادل مع الجيش صفر/صفر ومع الوثبة وجبلة 1/1 وفاز على أهلي حلب 2/1 وخسر أمام الفتوة صفر/1، هذه النتائج وضعت تشرين على بعد خطوتين من النمافسة ودخوله نادي الكبار، وهذا الموقف يوحي أن مرحلة الإياب ستكون الأكثر ازدحاماً بالمنافسة والأشد حرارة وإثارة ربما مشاكل وما قد ينجم عنها من حساسية.

تشرين نال من المتصدرين 6 نقاط، والطليعة ثلاث نقاط بفوزه على الفتوة 2/1، والوحدة نال نقطتين بتعادله مع الفتوة صفر/صفر ومع الجيش 1/1، والكرامة نال نقطة وحيدة بتعادله مع الوثبة بلا أهداف.

العامل المشترك لفرق الصدارة أنها فازت على فرق حطين والمجد والجزيرة قبل أن يشطب فريق الجزيرة وتلغى نتائجه.

في حسابات الأقوى والأضعف كان جبلة الأقوى هجوماً بتسجيله عشرين هدفاً يليه الوثبة والجيش ولهما 14 هدفاً ثم الفتوة 13، والأضعف أهلي حلب بـ11 هدفاً.

الأقوى دفاعاً الوثبة والجيش وعليهما خمسة أهداف ثم أهلي حلب والفتوة بستة أهداف وأخيراً جبلة بسبعة أهداف.

ثلاثة فرق امتلكت الهداف وهي: جبلة (محمود البحر)، الجيش (محمد الواكد)، الفتوة (علاء الدين الدالي) بينما افتقد الوثبة وأهلي حلب المهاجم القناص.

فكانت استقالة مدرب أهلي حلب ماهر البحري لعدم وجود مهاجم أو هداف، بينما اعتمد فراس معسعس على العمل الجماعي لتغطية غياب الهداف، وهنا نجد أن أغلب المسجلين بفريق الوثبة كانوا من لاعبي الوسط.

المشهد العام

من المتوقع أن تشتد المنافسة في الإياب بين الفرق الخمسة، وقد يدخل المنافسات فريق تشرين إن أحسن التعامل مع المباريات الأولى من الإياب وخصوصاً مباراة الافتتاح مع الفتوة.

بطل الدوري تشرين وكلنا يعلم أنه مرّ بظروف استثنائية مطلع الدوري أبعدته عن كراسي المقدمة، ومع توالي المباريات بدأ النادي يتعافى رويداً رويداً، وبدأ يقترب من منطقة المنافسة، وللدخول بقوة في الإياب ينوي النادي تعزيز صفوفه ببعض اللاعبين في الميركاتو الشتوي ربما يكون في مقدمتهم زيد غرير.

تشرين سيواجه مطلع الدوري على أرضه الفتوة ثم حطين ثم الجيش وإن استطاع الفوز في هذه المباريات الثلاث نستطع القول إنه دخل عالم المنافسة بقوة.

تشرين سيلعب على أرضه مع الفتوة والجيش والطليعة والوثبة والمجد، وخارج أرضه مع الكرامة والوحدة وجبلة وأهلي حلب.

الجولات الخمس الأولى في جدول مباريات الوثبة (المتصدر) متوسطة باستثناء لقاء جبلة، وفي حال استطاع القبض على نقاطها فإن ذلك سيعزز قدرته على خوض المباريات الخمس الأخيرة التي هي أشد وأصعب.

على أرضه سيلتقي الوثبة مع الطليعة وحطين وأهلي حلب والفتوة إضافة للقاء الكرامة الجار وخارجها سيواجه الوحدة وجبلة والمجد وتشرين والجيش، وهنا نجد أن مبارياته في الإياب متوازنة نوعاً ما، يبدأ بالسهل ثم يخوض الأصعب وهو سلاح ذو حدين.

جبلة على بعد نقطة واحدة من المتصدر مثله مثل الجيش وأهلي حلب والفاصل بينهما فرق الأهداف فقط، أيضاً مباريات جبلة في الإياب متوازنة بين المباريات التي سيلعبها داخل أرضه وخارجها، ومبارياته حسب ترتيبها متوازنة بين الصعب والأصعب باعتبار كل مباريات الدوري صعبة.

يبدأ الإياب بلقاء حطين على أرضه ويستقبل بعدها على التوالي الوثبة ثم المجد وتشرين والكرامة ويلعب خارج أرضه مع الطليعة وأهلي حلب والفتوة والجيش وأخيراً الوحدة.

الجيش الوصيف الثاني سيلعب أربع مباريات خارج أرضه يبدؤوها مع تشرين ثم الكرامة وحطين والطليعة، ويلعب على أرضه مع المجد وأهلي حلب، والفتوة والوحدة وجبلة والوثبة.

ونلاحظ بجدول الجيش أن منافسيه الحاليين سيستقبلهم على أرضه بينما يلعب مع فرق الصف الثاني خارجها، وربما أهم مبارياته ستكون مع تشرين والكرامة، الجيش الزعيم يستعيد ذكرياته مع البطولة التي فقدها في السنوات القليلة الماضية ونحن لا نستبعد أن يكون فارس الدوري بشرط أن يتخلى اللاعبون عن مزاجهم فتارة فوق وتارة تحت.

أهلي حلب الوصيف الثالث سيلعب نصف مبارياته على أرضه والنصف الثاني خارجها، على أرضه سيستقبل الكرامة والوحدة وجبلة وحطين وتشرين وخارجها سيلعب مع الفتوة والجيش والطليعة والوثبة والمجد، كما نلاحظ فإن مباريات أهلي حلب في الخارج تبدو أثقل، إنما المشكلة الأكبر تتمثل بنزيف اللاعبين وقد غادره حتى الآن ثلاثة لاعبين مهمين يشغلون مراكز المقدمة في الفريق، وإن لم يستطع النادي تعويض الفاقد الهجومي فإن أموره لن تكون سهلة في الإياب، فالأهم في الوقت الحالي التجانس مع المدرب الجديد حسين عفش وإيجاد البدلاء في خط الهجوم، كما نلاحظ أن مباريات الأهلي الافتتاحية قوية لذلك ليس أمام الفريق متسع للوقت لتفكير طويل، والحلول يجب أن تكون سريعة إن أراد الأهلي الاستمرار بالمنافسة.

الفتوة آخر الكبار جاء خامساً مبتعداً عن الصدارة بفارق نقطتين أي إن حظوظه ما زالت قائمة بقوة، في مبارياته فإن اللقاءات مع فرق دمشق والجيش والوحدة والفتوة تعتبر على أرضه بغض النظر عن اسم الفريق المستضيف، وضمن هذه القاعدة فإن الفريق سيلعب خارج دمشق أربع مباريات أولها مع تشرين في افتتاح الإياب، ثم حطين ثم الطليعة وأخيراً الوثبة، على أرضه سيستقبل أهلي حلب والكرامة والوحدة والجيش وجبلة والمجد، وهنا نرى أن مبارياته على أرضه أصعب وفيها أغلب منافسيه، الفتوة عزز صفوفه في نافذة الانتقالات الشتوية باللاعب ثائر كروما العائد من تجربة احترافية في الخليج، فريق الفتوة مؤهل للفوز باللقب لكنه أهدر الكثير من النقاط من دون حساب، ودفع مدربه السابق ضرار رداوي الضريبة فاستقال واستلم عوضاً عنه عمار الشمالي القادم من فريق الوحدة.

النفس الطويل والهدوء

الدوري على الشاكلة هذه يحتاج إلى نفس طويل وهدوء، ويخشى أن يخسر فريق أو أكثر اللقب بسبب الشغب وما يجره من مضار إلى الفرق، وعلى سبيل المثال فإن الوثبة خسر لاعبين اثنين مهمين في الفريق بلحظة غضب بلقاء تشرين أدت إلى توقيفهما ثلاث مباريات متتالية وهما: إبراهيم العبد الله ومحمد كرومة، وفي غيابهما كان التعادل المسيطر على مباريات الفريق، ولما عادا من العقوبة فاز فريقهما على الجيش 1/صفر.

وفي ختام الدوري قام مدافع الجيش الدولي أحمد الصالح بفعل لا يمت للأخلاق الرياضية على مرأى الجميع داخل الوطن وخارجه، وما قام به كان الأقسى بالدوري حتى الآن وللأسف اعتذر الصالح في اليوم الثاني وندم ولات ساعة مندم.

إدارة نادي الجيش عاقبت الصالح وأنذرت لاعبيها وحسمت من رواتبهم لأدائهم السيئ في المباراة واستصدرت بياناً استنكرت فيه ما قام به الصالح، وما تصرفت به إدارة نادي الجيش تستحق عليه الشكر، ونأمل من كل إدارات أنديتنا أن تتعامل بالطريقة ذاتها فتبحث عن الخطأ بداخل فريقها ولا ترميه على الآخرين.

مرحلة الذهاب كانت مملوءة بالشغب والعقوبات ونأمل أن تختفي هذه الظواهر السلبية في الإياب حتى لا يكون الشغب وبالاً عليها، وعلينا التذكير بأن ضمن لائحة الانضباط شطب نقاط، وهذه العقوبة إن حدثت نتيجة مخالفة كبيرة فقد تؤثر في الصدارة أو في الهبوط.

أرقام من الدوري

سجلت في مباريات الأسبوع الأخير من الذهاب تسعة أهداف، وتصدر قائمة الهدافين مهاجم جبلة محمود البحر برصيد سبعة أهداف يليه علاء الدين الدالي «الفتوة» ومحمد الواكد «الجيش» بخمسة أهداف، وفي المركز الثالث النيجيري أوكيكي«أهلي حلب» محمد قلفاط «الوثبة» علي غصن «حطين» ولكل منهم أربعة أهداف، وسجل ثلاثة أهداف كل من: عبد القادر عدي «جبلة»، اياد عويد «المجد»، محمد كامل كواية «أهلي حلب»، باسل مصطفى «الفتوة»، وائل الرفاعي «الوثبة».

احتسب الحكام اثنتي عشرة ركلة جزاء ضاع منها ركلتان، نال جبلة والوثبة والطليعة ركلتين، ونال ركلة واحدة أهلي حلب والمجد والجيش والوحدة وحطين وتشرين، وأكثر الفرق التي احتسب عليها ركلات جزاء كانت الطليعة بواقع ثلاث ركلات ثم جبلة وأهلي حلب والوحدة ركلتان، والمجد وحطين والفتوة سجل عليهم ركلة جزاء واحدة.

وفي حسابات البطاقات الحمراء فقد رفع الحكام إحدى عشرة بطاقة، للوثبة ثلاث، ولأهلي حلب والمجد بطاقتان، وبطاقة واحدة لكل من الوحدة والطليعة والجيش والكرامة.

عدا عقوبات الإيقاف بحق اللاعبين التي اتخذتها لجنة الأخلاق والانضباط والملاحظ أن ثمانية من اللاعبين الذين خرجوا بالبطاقة الحمراء هم دوليون سابقون أو في الوقت الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن