يبدو أن أنديتنا بات يطبق عليها المثل الشعبي القائل (لا يعجبها العجب ولا الصيام برجب)، فبعد الكارثة التي ألمت بالبلاد نتيجة الزلزال المدمر الذي ترك وراءه الكثير من الدمار على الصعيدين البشري والاقتصادي، وجد اتحاد كرة السلة نفسه أمام واقع صعب يتجلى في إمكانية إنهاء مسابقاته بطريقة سريعة تماشياً مع ظروف الأندية الصعبة، فعودة النشاط الرياضي ليست واردة في الوقت الحالي نظراً لهول ما خلفته الكارثة من أسى وحزن في نفوس جميع السوريين.
لذلك ارتأى الاتحاد ضرورة أن يكون هذا الموسم استثنائياً بكل شيء وعرض رئيس الاتحاد مقترحاته وأكد بأنها ستبقى ضمن إطار المقترحات ريثما يتم الحصول على موافقة القيادة الرياضية والأندية.
فلم يمض سوى أيام قليلة على هذه المقترحات حتى أبدت أغلبية الأندية الكبيرة امتعاضها حيالها، ويبدو أن القدر قد حكم على مقترحات رئيس الاتحاد أن توضع في حالة سبات قبل أن تشق طريقها حيز التنفيذ بعدما وجدت فيها الأندية الكبيرة إجحافاً بحقها، فبعض الأندية وصفتها بالمتسرعة، وأخرى وجدت فيها أنها تصب في مصلحة أندية أخرى.
وبين هذا وذاك كان لابد من إجراء استطلاع أجرته «الوطن» لبيان رأي الأندية بهذه المقترحات.
نادي الجيش
(توقيت غير مناسب)
مشرف سلة نادي الجيش العقيد علي عيسى أكد في معرض حديثه بأن تبعات الزلزال الكارثية ستأخذ وقتاً طويلاً، وهناك واجبات على الجميع الالتزام بها حتى تستقر الأمور، ومضى يقول: الاتحاد الرياضي العام أخذ قراراً بإيقاف النشاطات الرياضية حتى إشعار آخر، وعندما يعود النشاط الرياضي لكل حادث حديث، وأشار العيسى بقوله: التوقيت الذي أطل به رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش كان غير موفق، وليس بوقته فالمصاب كبير، وتابع بقوله: ليس من حقه كفرد أن يقترح أو يقرر لأن هناك أندية ولاعبين سيتضررون والتصويت في أي قرار سيضر أندية من دون أخرى لوجود أندية غير منافسة، وهذا لا يحقق العدالة.
وختم حديثه بقوله: من المبكر التحدث بهذه الأمور لأننا لا نعرف ماذا سيكون غداً، وعند توافر الظروف المناسبة يجب أن يكون القرار للأندية وخاصة المنافسة مع احترامي للبقية والأخذ بعين الاعتبار مصلحة اللاعبين بالدرجة الأولى.
نادي الكرامة
(خسارة الأرض والجمهور)
مشرف سلة نادي الكرامة يامن بالي أبدى استياءه حيال هذه المقترحات مبيناً في الوقت نفسه أن هذه المقترحات لا تتناسب مع طموحات سلة الكرامة، وتساءل بقوله: كيف لنا بعد كل هذا التعب في إعادة بناء الفريق أن نلعب خارج أرضنا ونخسر مساندة جمهورنا الكبير، وختم حديثه بقوله: سيكون لنا جلسة مع إدارة النادي من أجل البت بشأن هذه المقترحات بشكل نهائي.
نادي الجلاء
(مستعجلة وظالمة)
أكد رئيس النادي الدكتور أنطوان عتة بأن هذه المقترحات لا تتماشى مع واقع الأندية نظراً لما حملته من ظلم بحق نادي الجلاء، وتابع يقول: كيف لرئيس اتحاد السلة أن يغيّب نادي الجلاء عن ترؤس إحدى المجموعتين، رغم أن الجلاء كان من أقوى الأندية الموسم الفائت وتأهل للمربع الذهبي عن جدارة واستحقاق، واستغرب العتة مقترح وجود اللاعب الأجنبي في المربع الذهبي والأندية تئن تحت وطأة الأعباء المالية، ومضى بقوله: كيف لاتحاد السلة أن يقيم دورياً استثنائياً عبر تجمع لمدة عشرين يوماً وهو لا يتناسب مع جميع الأندية لأنه ليس من الطبيعي أن نصرف مئات الملايين على عقود ومقدمات اللاعبين من أجل أن نلعب مباراتين حسب مقترح الاتحاد، وكان حرياً على الاتحاد أن يبدأ بالفاينال إيت، وبعدها الفاينال سكس، ثم المربع الذهبي، وبذلك يكون منح الفرصة لجميع الأندية من المنافسة.
وأبدى العتة استياءه حيال إلزام الاتحاد عبر مقترحاته تثبيت عقود اللاعبين لموسم جديد معتبراً بأن ذلك المقترح يضر بالأندية لأن هناك بعض اللاعبين لا ترغب في وجودهم معها لموسم جديد فكيف فرض علينا الاتحاد لاعبين لا نرغب في تجديد عقودهم لموسم قادم.
وختم حديثه بقوله: رئيس اتحاد السلة استعجل في مقترحاته وكان عليه أن يستشير بعضاً من خبرات الأندية، ومن ثم يستشف ما يراه مناسباً لمصلحة اللعبة والأندية.
نادي الأهلي (رفض مبدئي)
رئيس نادي أهلي حلب رصين مارتيني أكد بأن إدارته مبدئياً رافضة لهذه المقترحات، لكنه أشار إلى أن إدارته ستجتمع في أقرب وقت من أجل التشاور بخصوص هذه المقترحات والبت بأمرها بشكل نهائي، وختم حديثه بقوله: نحن حالياً مشغولون بالظروف الإنسانية الصعبة التي ألمت بأهالي حلب ونعمل على تقديم المساعدات للمتضررين.
المقترحات
يذكر أن مقترحات رئيس اتحاد السلة تركزت حول إمكانية إلغاء الصعود والهبوط في دوري الرجال والسيدات وللدرجتين الأولى والثانية، وسيتم إقامة الدوري بطريقة سريعة واستثنائية في دمشق وعبر تجمع لمدة عشرين يوماً، وسيقوم الاتحاد بتثبيت عقود اللاعبين مع أنديتهم لموسم قادم، وتكفله بجميع أجور الحكام.