«تربية» حلب تصدر تعميماً لاستئناف الدوام … مدير التربية لـ«الوطن»: لن نبقي أي طالب خارج أسوار المدرسة.. والأهالي يعترضون على التوقيت
| حلب - الوطن
كشف محافظ حلب حسين دياب في تصريح لـ«الوطن» أن الأحد القادم سيشهد إعادة الدوام المدرسي في معظم مدارس حلب «حرصاً منا على متابعة العملية التعليمية».
وقال رداً على سؤال حول وجود انتقادات تخص التسرع في إعادة افتتاح المدارس بعد أيام من حدوث الزلزال المدمر لعدم قدرة الطلاب والكادر التدريسي على الوصول إلى المدارس، إنه «من الضروري رجوع الطلاب إلى مقاعد الدراسة، وتم التنسيق في هذا الموضوع ضمن الإمكانيات الموجودة في المدارس التي لا يوجد فيها إيواء أو أضرار».
مدير تربية حلب مصطفى عبد الغني، أكد لـ«الوطن» أنه لم يجر التسرع بإعادة افتتاح المدارس: «لذا كان هناك تنظيم في عملية افتتاح المدارس، الذي حدث بشكل تدريجي وآمن، فهناك لجان مدرسية قامت بفحص المدارس، وباشرت من المناطق الآمنة، وكل مدرسة قدمت لجان السلامة العامة عنها تقريراً أنها سليمة، تم الإعلان عن افتتاحها تدريجياً، فمن حق كل طفل وشاب الحصول على التعليم، ولا نستطيع أن نحرمه من هذا الحق».
ورداً على سؤال حول عدم قدرة بعض التلاميذ والكادر التدريسي على الوصول إلى المدارس من مراكز إيوائهم، أوضح عبد الغني أنه جرى افتتاح المدارس «في المناطق التي كان فيها الضرر أقل من غيرها وباتجاه المناطق المتضررة، حتى إن رئاسة مجلس الوزراء أعلنت المناطق المتضررة مناطق منكوبة، فهناك مناطق في حلب لم تكن متضررة ولم يكن حجم الضرر كله واحداً، ولذلك، المناطق التي كانت أخف ضرراً وجرى التأكد من سلامة مدارسها، لا يجوز إغلاق المدارس فيها إلى حين الانتهاء من المناطق المتضررة، فلكل منطقة علاج خاص بها».
وبين أن جهوداً تبذل «لإيجاد حلول عن طريق مقرات بديلة أو فوج ثان أو حتى عبر التعليم الافتراضي، ولن نبقي أي طالب خارج أسوار المدرسة».
وكانت مديرية التربية بحلب قد فرضت استئناف الدوام في مدارس حلب، التي ضربها زلزال مدمر في 6 الشهر الجاري، وذلك اعتباراً من 14 الشهر الجاري وبالتدريج، ما أثار اعتراضات وانتقادات واسعة من أولياء أمور الطلاب وحتى من الكادر التدريسي، الذين شردتهم تداعيات الكارثة بين مراكز الإيواء ومنازل أقربائهم.
وسارعت تربية حلب، وبالتنسيق مع محافظ حلب وبموجب التفويض الممنوح لهما في تقدير الوضع بإمكانية وضع المدارس في الخدمة مجدداً إثر وقوع الزلزال، إلى إعلان أسماء المدارس الآمنة والصالحة لاستئناف العملية التعليمية والتربوية فيها، فأفرجت في 13 الشهر الجاري عن أسماء 67 مدرسة لمباشرة دوامها في اليوم التالي، وواظبت على العملية في الأيام التالية.
ودأبت المديرية على إصدار التعاميم اليومية الخاصة بدوام المدارس، وآخرها الذي صدر أول من أمس وقضى بافتتاح 5 مدارس لاستقبال طلاب شهادة التعليم الأساسي (الصف التاسع) وطلاب الثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي لتعويض الدروس، وذلك لجميع الطلاب من كل مدارس المحافظة التي لم تفتتح بعد، واعتباراً من صباح أمس الأحد على أن تخصص فترة الدوام الصباحية للإناث والمسائية للذكور وبكادري تدريس مختلفين، وهي مدرسة أحمد مجدمي في حي صلاح الدين وثانوية شحود درويش في حي مساكن هنانو وثانوية مي زيادة بحي الهلك وثانوية المأمون بحي الإسماعيلية ومدرسة أحمد سبسبي بحي الجميلية.
وأعقبت المديرية التعميم السابق بتعميم آخر وفي اليوم ذاته، نص على استئناف العملية التعليمية في جميع مدارس المجمعات التربوية في ريف محافظة حلب اعتباراً من صباح أمس، في أبنيتها الأساسية السليمة أو الأبنية المقترحة كبديل مؤقت، إلى حين إجراء الصيانة اللازمة للمباني المتضررة، وذلك بناء على التقارير الفنية الواردة من اللجان الهندسية المكلفة بتقييم أضرار الزلزال.
كما أصدرت المديرية أول من أمس قائمة بأسماء 41 مدرسة مع المدارس المجاورة التي تستأنف العملية التعليمية فيها بدل الأولى المتضررة، على أن تداوم فوجاً ثانياً وبالتناوب بشكل مؤقت. كما أصدرت قائمة بأسماء 26 مدرسة، معظمها في الشطر الشرقي للمدينة الذي تضرر بالزلزال بشكل أكبر من شطر المدينة الغربي، ستستأنف العملية التعليمية فيها بشكل تدريجي بعد إجراء الصيانة اللازمة فيها أو إخلائها من المواطنين المتضررين المقيمين فيها حالياً أو تأمين مقر بديل لهذه المدارس.
واعتبر ذوو طلاب التقت بهم «الوطن» مسارعة تربية حلب إلى فرض الدوام المدرسي مجدداً وخلال زمن قصير من الزلزال، مخاطرة بمستقبل أبنائهم غير القادرين على الدوام لأسباب عديدة، عدا الصدمة النفسية التي ألمت بهم من جراء الكارثة التي تحتاج إلى علاج من اختصاصيين.
وجزم احدهم بأنه لن يرسل أطفاله إلى المدارس في الوقت الحالي بعد أن فقد بيته الذي انهار من جراء الزلزال في حي الفردوس مع أثاثه والعتاد المدرسي لكل أولاده الأربعة الذين يقيمون في أحد مراكز الإيواء البعيدة عن حيه.
وأكد آخر أن ليس بمقدور أولاده الوصول إلى أي مدرسة من مركز الإيواء شبه المؤقت المخصص لهم في مكاتب معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد أقصى جنوب المدينة، وهو حال تلامذة مركز الإيواء المؤقت في حي مساكن هنانو أقصى شرق المدينة، والذي يفتقر إلى المواصلات اللازمة لنقل طلاب المدارس إلى وجهتهم المحددة.
والحال أن وضع الكادر التدريسي للمدارس ليس بأفضل من حال تلامذتها، إذ أعرب العديد منهم لـ«الوطن» عن عدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس التي يداومون فيها بعد أن خسروا بيوتهم أو لم يعد بإمكانهم الإقامة فيها بسبب تصدعها بالزلزال المدمر، وذلك بعد أن تشردوا ولجؤوا إلى مراكز الإيواء في المساجد والمدارس والصالات الرياضية، مع عدم قدرتهم على الوفاء بمتطلبات الحياة لهم ولعائلاتهم إثر فقدانهم مصادر رزقهم التي كانت تعينهم إلى جانب رواتبهم من التدريس.