«محور الخير» الخبيث يريد إعادة سورية إلى العصر الحجري.. وموقفه بعد الزلزال كريه … السفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو: لقد فضلنا الحظيرة الأطلسية على مهد الحضارات
| وكالات
أكد الكاتب والباحث الإستراتيجي الفرنسي والسفير السابق ميشيل رامبو، أن سورية هي مهد الحضارات التي على أي إنسان متحضر أن يعتبرها وطناً ثانياً مثلما قال باحث الآثار الكبير أندريه بارو، موضحاً أن فرنسا فضلت الحظيرة الأطلسية على مهد الحضارات.
وقال رامبو في مقال بعنوان «سورية ـ عودٌ على بدء» نشره موقع «إفريقيا- آسيا» الالكتروني: «تعرضت سورية لزلزال عنيف (…) ودفعت تركيا أيضاً ثمناً باهظاً، وسقط عدد كبير من الضحايا من بينهم عدد كبير من اللاجئين السوريين، وكان التضامن مع تركيا على مستوى الكارثة
ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه حول سورية».
وأضاف: تبنى «محور الخير» الخبيث، الذي يريد إعادتها إلى العصر الحجري وتدمير شعبها، موقفاً انتقامياً كريهاً بعد الزلزال. فرنسا الرسمية هي التلميذ النجيب في تبني القضايا السيئة دوماً، وتستحق ميدالية الخزي والعار لأنها حشدت مرة أخرى كل عصابة عام 2011 لكي تحاول تسويق «الثوار» وتبرير لا مبالاتها الواضحة تجاه ضحايا الزلزال في سورية».
ولفت رامبو إلى أن حرب الاعتداء غير المعلنة التي تمثل «جريمة دولية بامتياز» في دمشق وحلب وحمص وحماة وتدمر ودير الزور واللاذقية، تلاقت وتزامنت وتوالت مع حرب مقدسة لا رحمة فيها وحرب هجينة لا نهاية لها قادها «من الخلف» الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي حصل على جائزة نوبل للسلام بشكل استباقي كزهرة جميلة إلى رئيس ينضح السمّ منه مثل بقية الرؤساء الأميركيين قبله وبعده.
وأوضح، أن سورية شهدت العقوبات والتقييدات والحظر بكل أشكاله، ولو كنا نعيش في زمن آخر أكثر تحضراً أو في أمكنة أخرى أكثر احتراماً لحقوق الإنسان، وعرفنا بكل هذه الإجراءات العقابية غير الشرعية والأحادية الجانب والقاتلة، سيكون ذلك كافياً للتعبير عن السخط وبعض التضامن.
وأضاف: «كان من الطبيعي حتى الآن أن الكوارث الطبيعية والحرب تبعث على التعاطف وتوقظ الضمائر، لكن هناك شائعة تدور في العالم الواسع بأن نخبة الإنسانية المثقفة في الغرب وضعت حقوق الإنسان في متحف الأشياء البالية بعد أن كانت تحمل رايتها في العالم».
وشدد رامبو على أن فرنسا تتصرف كما لو أنه لم يحصل شيء، وأضاف: «من الواضح أننا نفضل الحظيرة الأطلسية على مهد الحضارات، والتمتع فيما بيننا بمباهج ديمقراطية كبيرة مثل ديمقراطيتنا، والغرق في الإجماع بدلاً من السير مع الإنسانية».
وبين، أن الانحدار وصل إلى الحضيض، وما زال الحفر مستمراً أكثر وأكثر، وقال: «يبدو أن الخبراء والمغرورين قرروا بالإجماع رؤية هذا الزلزال باعتباره نوعاً من عودة عملهم القذر والتزوير والكذب والمعلومات المضللة إلى جدول الأعمال، والذي مارسوه بشراسة لا تهدأ منذ اثني عشر عاماً، أن حفرتهم هي السقوط إلى الجحيم في سورية المتألمة لكن الشجاعة، سورية التي يبدو أنها مثقلة بالمصاعب من كل جهة حتى من باطن الأرض».
وقال: كتبت في شهر آذار 2012: «سيسامحوننا عندما نعبر بصوت عال عن جرحنا العميق تجاه المعاملة المخصصة لسورية. سيعذروننا عن عدم قدرتنا على السكوت أمام محنة الشعب ولاسيما محنة النساء الواقفات دوماً على الخط الأول في الحياة اليومية وإطعام العائلات والعناية بالأطفال… هل يجب الانتظار ثلاثين عاماً، كما هو الحال بالنسبة للعراق، للاعتراف بالطابع الإجرامي أو حتى صفة الإبادة للعقوبات والتقييدات والسرقات والنهب؟… ندعو إلى رفع العقوبات التي تصل إلى ما هو أبعد من العقوبة الجماعية بمجرد أنها تعكس إرادة متعمدة وبشكل واضح لقتل شعب».