ثقافة وفن

يا يسوع… إنهم لا يعلمون!!

| إسماعيل مروة

يا يسوع، أيها المقدس الساكن بعيداً
حياتك سرمدية
مكانتك لا تدانى
ترقبنا ونحن نحبك
نقدسك
نتعمد بك وبذكراك
ولدت من طهارة ذات يوم
وكل يوم تولد
وكل عام تولد
وكل دهر تولد
وحدك يا يسوع من طهر كنت
إلى طهر ترحل وتبقى
قلوبنا أدماها انتظارك
بمشيئة الرب تأتي
حين يأذن تعود
أما وصلك خطبنا؟!
أما نستحق رحمتك ونحن العصاة؟!
ألا تمنحنا شفاعتك؟!
ألا تزرع فينا حبك؟!
كنت قداسة
طهراً
حباً
تسامحاً
زرعت كل شيء وغادرت
علمتنا الحب وما تعلمنا
أحببناك.. وكانت العذراء طهراً
قداسة
أمومة
حملنا صليبك ومشينا
إلى المجهول سرنا
لم نعرف وجهتك!
لم نعرف طريقك!
شقّ علينا أن نحفظك!
تملكنا حياء الخذلان
أشحنا الوجه عن جسدك في القمة
عجزنا عن فعل شيء
غادرنا.. كنا بائسين
وكنت الفادي والافتداء
كنت الكلمة والتضحية
كنت الهادي وقربان الحق
وحين أزف الوقت
جفّت الدماء
تحركت الروح
وهناك حيث لا ندري أنت
حيث الشموخ أنت
غير معروف المكان أنت
الله فينا يا يسوع
كيف انزرعت فينا ولم نفهم؟!
كيف ألهمتنا وأنكرنا؟!
كيف تكون بنا ولا نسامح؟!
إن غبت عنا الزمن
لا تغب اليوم عنا يا يسوع
الرحمة نريد اليوم وأنت هي
التسامح يلزمنا وأنت هو
الحب دواؤنا وأنت الحب
يا سيدي يسوع
ها أنت تولد للمرة…
ولا تتجلى في أرواحنا
نبحث عنك في الميلاد
نسألك في قيامتك
نتفقد في عامك
نقرأ آياتك
نستلهم آلامك
نستحق وقد أنكرناك الإهمال
نحتاج وقد آلمناك الألم
نحن كما ترى يا يسوع
نحن كما تركت يا يسوع
ضلالنا.. كرهنا.. حقدنا
كل شيء فينا لم يتغير
وأنت لا تتغير
اهبط لنا من عليائك
من سموك في المطمور منا
اهبط وباركنا
امنحنا السلام الذي تريد
امنحنا من الحب الذي تملك
آلامنا دون آلامك.. لكننا لا نحتمل
أوزارنا تجاوزت آياتك.. لكننا نطمح
غادرتنا بالخشب
ترانا بالذهب
لا تعتب يا يسوع
سامحهم يا يسوع
الذهب لا يعدل قطرة دم على خشبة صليبك
يحاولون الوصول لكنهم لم يصلوا
يسعون لتملك الدنيا
وأنت خارج التملك
لأجلنا نحن الذين نحبك أيها الفادي
اهبط في ميلادك إلينا
انتزع مضغة الكره
ألقها حيث شئت
لكن اخرج منا لتنزرع فينا حباً
تقدست يا يسوع
أحبابك نحن فكن شفيعاً…
إنهم لا يعلمون..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن