اعتقالات في الضفة والقدس ومواجهات في جنين … الاحتلال يفرض عقوبات جماعية في سجن أيلون ونادي الأسير يُحمّله المسؤولية
| وكالات
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية والقدس، تصدى الفلسطينيون لها، في حين واجه الأسرى الفلسطينيون عقوبات جماعية في سجن أيلون بالتزامن مع شروع الأسير محمد نايفة بإضراب مفتوح عن الطعام.
واقتحمت القوات الإسرائيلية، صباح أمس الثلاثاء، مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة من مداخل عدة، في حين تصدى الفلسطينيون لقوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص الحي والمعدني.
ومنذ أشهر عدة، يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات شمالي الضفة الغربية تتركز في مدن نابلس وجنين بدعوى ملاحقة مطلوبين، وتتركز الاقتحامات في محافظات جنين وبيت لحم ورام اللـه والخليل، وتمّ خلالها اقتحام عشرات المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها، وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب عمر عابد البيان بعد اقتحام منزله في شارع نابلس، وكذلك الأسير المحرر بشار قصراوي.
وقالت «كتيبة جنين»: إن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال في محيط المخيم بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص.
من جهته، أفاد نادي الأسير باعتقال 24 فلسطينياً من الضفة، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بذريعة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
واستشهد فتى فلسطيني وأصيب آخران برصاص قوات الاحتلال الأحد الماضي في مخيم جنين، وسط اشتباكات عنيفة حصلت عند تصدي «كتيبة جنين» للإسرائيليين.
من جانب آخر أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بعد زيارة محاميها فواز شلودي لسجن «أيلون»، أن الأسير محمد نايفة «أبو ربيعة»، شرع بإضراب مفتوح عن الطعام منذ 6 أيام، وذلك احتجاجاً على نقله من الأقسام وعزله بالزنازين من دون سبب واضح.
وحسب وكالة «وفا» أوضحت الهيئة، أن الأسير منع منذ إضرابه من الاستحمام، وتم سحب جميع أغراضه والأدوات الكهربائية الخاصة به، وهذا ليس بالإضراب الأول له، إذ سبق أن خاض عدة إضرابات للسبب نفسه (العزل).
وفي سياق متصل، واحتجاجاً على عزل أبو ربيعة التعسفي، قام الأسرى داخل القسم بالطرق على الأبواب، في حين اقتحم الجنود القسم وقاموا بقمعهم وتوزيعهم، ورافق ذلك منع جميع الأسرى المعزولين من الاستحمام منذ يوم الخميس الماضي، وإدخال الأسير مناضل نفيعات إلى غرفة لا يوجد فيها أي شيء، حتى فرشة للنوم، ولا يوجد شبابيك للزنازين التي يوجد فيها الأسرى، ومنع زيارات الأهل لمدة شهر، إلى جانب منع إدخال «الكانتينا» لمدة شهر.
ويقبع الأسير أبو نايفة من مدينة طولكرم في الأسر منذ قرابة الـ20 عاماً، وقد اعتُقل بتاريخ 15-11-2002، بعد أن طارده الاحتلال فترة طويلة، وحاول اغتياله أكثر من مرة، وحكم عليه بالسجن المؤبد 14 مرة، كما تعرض خلال فترة اعتقاله للعديد من العقوبات التعسفية من إدارة السجون، كالعزل، والحرمان من الزيارة.
على خط مواز حمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة، عن مصير الأسرى في «قسم 3» في سجن «ريمون»، بعد عملية قمع واقتحام نفذتها وحدات القمع بحقّهم، وشاركت فيها وحدات «المتسادا، ودرور، واليماز» واستخدمت بحقهم، القنابل الصوتية، ورشتهم بالغاز المسيل للدموع.
وحسب «وفا» بيّن نادي الأسير، في بيان له، أمس الثلاثاء، أن إدارة السجن شرعت بنقل الأسرى وعددهم نحو 80 أسيراً، حيث جرى نقل عدد منهم إلى الزنازين، ونقلت بقية الأسرى إلى قسم 10 في سجن «نفحة».
وأكّد نادي الأسير أن حالة من التوتر الشديد تسود أقسام السجن، بعد أن أقدمت إدارته على إغلاق الأقسام كافة.
ولفت نادي الأسير، إلى أن هذا الاقتحام يأتي في ظل تهديدات إدارة السجون المتصاعدة بحقّ الأسرى، وإعلانها البدء بتطبيق إجراءات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، واستمرار الأسرى في خطواتهم النضالية (العصيان)، ردًا على هذه الإجراءات.
يذكر أن عمليات الاقتحام تشكّل إحدى السياسات الثّابتة التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، ومنذ عام 2019 صعّدت إدارة السجون من مستوى التنكيل بحقّ الأسرى خلال عمليات الاقتحام، حيث سُجلت خلال عامي 2019 و2020 عدة اقتحامات كانت الأعنف منذ سنوات، وارتفعت وتيرتها مجدداً بعد تمكن ستة أسرى من انتزاع حريتهم عام 2021.
ودعا نادي الأسير مجدداً، إلى استعادة الدور الشعبي الذي يليق بقضية الأسرى لنصرتهم في معركتهم المستمرة، وتأكيد دعوة الأسرى بأن يكون يوم الجمعة المقبل يوم غضب نصرة لهم وللقدس.