علق مشاركة بلاده في معاهدة «ستارت».. وموسكو استدعت سفيرة واشنطن وأبلغتها بضرورة سحب الجنود الأميركيين من أوكرانيا … بوتين: الغرب هو من بدأ الحرب ويستخدم أوكرانيا ساحة لها.. وهزيمة روسيا مستحيلة
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، أن الغرب كان يلعب بأوراق مخلوطة ويحتفل بخيانته وهو معتاد على البصق على العالم كله، ويستخدم أوكرانيا كساحة للحرب، مشدداً على أن هزيمة روسيا في ساحة المعركة مستحيلة، معلناً تعليق مشاركة بلاده في معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية «ستارت».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال كلمته أمام الجمعية الفيدرالية أمس: إن روسيا كانت منفتحة على الحوار البناء مع الغرب وعرضت العمل على نظام أمني مشترك لسنوات عديدة، لكن الغرب أفشل الحوار وجهز كييف لشن حرب كبيرة واستغل اتفاقيات مينسك لتسليحها.
ولفت بوتين إلى أن نظام كييف كان يحضر لمهاجمة القرم بعد دونباس، والغرب هو من استخدمه لبدء الحرب، وروسيا استخدمت القوة لوقفها، وقال: «الغرب أنفق نحو 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا، بينما منح للدول الفقيرة 60 مليار دولار خلال عام 2020».
وأكد بوتين أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة، مبيناً أن روسيا ستتعامل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع في أوكرانيا إلى مواجهة عالمية، قائلاً: «ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟ إنه يعني إنهاءنا وبشكل نهائي وللأبد.أي إنهم يعتزمون نقل الصراع المحلي إلى مرحلة مواجهة عالمية.هذا الذي نفهمه من كل هذا وسنرد وفقا لذلك، لأنه في هذه الحالة نحن نتحدث بالفعل عن وجود بلدنا.لكنهم أيضاً يدركون ولا يمكنهم أن يتجاهلوا أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة»، منوهاً بأن روسيا تفهم وتعي أهداف الغرب وسيتم الرد عليهم وفقا لذلك.
ووصف بوتين أوكرانيا بأنها مستعبدة من الغرب، قائلاً: «كانت الدول الغربية تعد كييف لحرب كبيرة.. دربوا ضباطاً من الكتائب (النازية) الأوكرانية وقاموا أيضاً بتزويدهم بالأسلحة (…) الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب.كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، سنقوم بدفع العدو بعيداً عن أراضينا».
وشدد على أن روسيا لا تحارب الشعب الأوكراني الذي أصبح أسيراً للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري.
وأوضح بوتين أن الولايات المتحدة الأميركية تفكر في إمكانية اختبار أسلحة نووية، وتلك معلومات متاحة بالفعل.
وتابع بوتين إن على وزارة الدفاع الروسية وشركة «روس آتوم» بالتالي أن تكونا على استعداد لاختبار أسلحة نووية إذا ما قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً، قائلاً: «إننا نعلم على وجه اليقين أن بعض الشخصيات في واشنطن يفكرون بالفعل في إمكانية إجراء تجارب طبيعية لأسلحتهم النووية، مع الوضع في الاعتبار حقيقة أن الولايات المتحدة تطور أنواعاً جديدة من الأسلحة النووية»، مشدداً على أن روسيا «لن تكون أول من يفعل ذلك، ولكن إذا ما أجرت الولايات المتحدة مثل هذه الاختبارات، فسنقوم أيضاً بذلك».
وبين بوتين أن الولايات المتحدة تمتلك مئات القواعد العسكرية خارج حدودها وتسببت الحروب التي شنتها في مناطق متفرقة من العالم منذ عام 2001 بمقتل 900 ألف شخص، وتحويل الملايين من البشر إلى لاجئين ومشردين، على حين تدافع روسيا عن مصالحها، وتؤمن بأن العالم يحتاج إلى نظام عادل للجميع.
وأعلن أن روسيا تعلّق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الإستراتيجية الهجومية «ستارت» الجديدة، وقال: «أنا مضطر لأن أعلن اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، أكرر، ليس الانسحاب من المعاهدة، لا، بل بالتحديد تعليق مشاركتها، ولكن قبل العودة إلى المناقشة والبحث بشأن ستارت، يجب أن نفهم، ما الذي تريده تلك الدول مثل فرنسا وبريطانيا؟ وكيف سنأخذ في الاعتبار ترساناتهما الإستراتيجية، أي القدرة الضاربة المشتركة لتحالف شمال الأطلسي»؟
وأضاف: «إن روسيا تعلق مشاركتها في معاهدة ستارت.. الولايات المتحدة، من خلال الناتو، توجه إنذاراً وتنبيهاً لموسكو بشأن معاهدة ستارت الجديدة.. واشنطن تطالب بتحقيق جميع النقاط، في حين تخطط واشنطن للتصرف كما تشاء».
وقال: «في بداية شباط طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة «ستارت» بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية، إنه مسرح العبث بعينه»، مضيفاً: «طلبنا في الإشراف المقابل، لم يتم الرد عليه، أو تم تجاهله».
وأوضح أن «الناتو» يريد إلحاق «هزيمة إستراتيجية» بروسيا، و«بعد ذلك يريد أن يشرف على منشآتنا النووية»، مؤكداً «لا يمكن لروسيا أن تتجاهل ذلك (…) لا يخفي أحد أنهم يريدون إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا..هذا ذروة النفاق، أو السخرية.. إنهم يريدون إلحاق هزيمة إستراتيجية بنا والولوج لمنشآتنا النووية».
وبشأن الاقتصاد الروسي، قال بوتين إنه تراجع بنسبة 2.1 بالمئة في 2022، بينما كانت التوقعات تتحدث عن انهياره، مشيراً إلى أن حصة الروبل الروسي في التسويات الدولية تضاعفت مقارنة بشهر كانون الأول 2021 وبلغت الثلث.
وأضاف إن التضخم في روسيا وصل إلى النسبة المستهدفة، أي نحو 4 بالمئة، وهو أفضل من بعض الدول الأوروبية، موضحاً أن روسيا تمكنت من حماية المواطنين ودعم النظام المالي.
وخلص إلى أن الاقتصاد الروسي أقوى بكثير مما كان يظنه الغرب عند فرضه العقوبات، مؤكداً أن موسكو لن تحتاج إلى أي قروض، فلدى البنوك الروسية «مبالغ ضخمة وأرصدتها تزايدت خلال العام الماضي».
وعن الانتخابات الإقليمية، أكد بوتين أنها ستجرى في أيلول المقبل، وأنّ انتخابات الرئاسة ستجرى عام 2024 وفقاً للجداول المحددة والمعلنة، وفي إطار التزام صارم بالقانون، مع الالتزام بجميع الإجراءات الديمقراطية والدستورية.
من جهة ثانية أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء، أنها استدعت السفيرة الأميركية لين تريسي، على خلفية التصعيد وانجرار الولايات المتحدة إلى الصراع بأوكرانيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن الخارجية قولها في بيان: «إن رئيسة البعثة الدبلوماسية الأميركية، تم استدعاؤها إلى وزارة الخارجية الروسية، في 21 شباط، وذلك على خلفية التورط المتزايد للولايات المتحدة في الأعمال القتالية إلى جانب نظام كييف».
وأضافت إنها أبلغت السفيرة الأميركية بضرورة أن تتخذ واشنطن خطوات لسحب عسكرييها والعسكريين التابعين لحلف شمال الأطلسي «الناتو» من أوكرانيا.
ميدانياً أفادت وزارة الدفاع الروسية بتصفية أكثر من 500 جندي أوكراني وسط تقدم القوات الروسية على كل المحاور.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الدفاع الروسية قولها في البيان اليومي عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: «في محور كوبيانسك تمكنت قواتنا من هزيمة القوات الأوكرانية في مناطق تابايفكا، سينكوفكا بمنطقة خاركوف ونوفوسيلوفسكوي بجمهورية لوغانسك الشعبية، ونتيجة للعمليات تمت تصفية 70 جندياً أوكرانيا ودبابة ومركبة قتالية من طراز Grad MLRS ومدافع هاوتزر D-20 ونظام مدفعي M777 أميركي الصنع.
وفي محور كراسني ليمان، تمت هزيمة القوات الأوكرانية في مناطق ستيلماخوفكا وتشيرنوفايا ديبروفا في لوغانسك، ويامبولوفكا في جمهورية دونيتسك وتمت تصفية أكثر من 200 جندي أوكراني وتدمير مركبة قتالية من طراز غراد MLRS، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Gvozdika، ومدافع هاوتزر D-30، ومدافع هاوتزر M101 أميركية الصنع.
وأوضح البيان أنه في محور دونيتسك، تستمر القوات الروسية بالتقدم وإلحاق الهزيمة بالجيش الأوكراني، حيث تمت تصفية أكثر من 170 جندياً أوكرانيا وتدمير خمس مركبات قتالية مدرعة وأربع مركبات ومركبة قتالية من طراز غراد MLRS ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Akatsiya ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Gvozdika ومدافع هاوتزر من طراز D-30.بالقرب من مدينة كراماتورسك في جمهورية دونيتسك الشعبية، كما تم تدمير قاذفتي صواريخ متعددي الصنع من طراز HIMARS أميركية الصنع ومستودع للذخيرة.
وتابع: «في محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، ألحقت قواتنا هزيمة بصفوف الجيش الأوكراني في مناطق أوغليدار وبريتشيستوفكا وزولوتايا نيفا في جمهورية دونيتسك الشعبية، وتم نتيجة للعمليات الهجومية تدمير ما يصل إلى 70 جندياً أوكرانيا وتدمير دبابتين ومركبتين قتاليتين مدرعتين ومركبة قتالية من طراز Grad MLRS ومدافع هاوتزر D-20.كما تم استهداف مستودع ذخيرة تابع للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية أوغلدار».
وأكد البيان أنه في محور خيرسون، تم تدمير مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز Akatsiya ومدفعين ذاتيي الدفع من طرازGvozdika وفي منطقة قرية تومينا بالكا بمنطقة خيرسون تم تدمير رادار قتالي مضاد للبطاريات أميركي الصنع AN / TPQ-37 إضافة إلى تدمير مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بالقرب من مدينة خيرسون.
وختم بالقول: أسقطت قواتنا ودفاعاتنا الجوية عشر مسيرات أوكرانية في مناطق ليمان 2، وتافولغانكا، وغراكوفو، ومنطقة خاركوف، وبلوشانكا، وكريمينايا بجمهورية لوغانسك الشعبية، وبانتيليمونوفكا، وكيريلوفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية، وبيرموزني بمنطقة زابوروجيه.إضافة إلى ذلك، تم إسقاط صاروخين من طراز HIMARS وUragan، إضافة إلى صاروخين تكتيكيين من طراز Tochka-U في مناطق بولشيتروتسكوي وكراشينويفي منطقة بيلغورود».