سورية

تجار الأزمات في إدلب يؤجّرون الخيام المخصصة لمنكوبي الزلزال!

| وكالات

يتواصل في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية استغلال آلاف العوائل التي تشردت من منازلها جراء الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية، حيث يقوم تجار الأزمات في محافظة إدلب وريفها التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بتأجير الخيام التي خصصتها المنظمات الدولية لإيواء هذه العوائل ورفع سعر بيعها، وذلك تحت أعين التنظيم الذي لم يحرك ساكناً لوضع حد لهذه التجاوزات!

وقالت مصادر إعلامية معارضة أمس: «تزامنت أحداث الزلزال المدمّر في 6 شباط الجاري وما تلاه من تشرد لآلاف العوائل في مناطق إدلب وريفها وخروجها من منازلها المتضررة خشية انهيارها، مع استغلال كبير لبعض تجار الأزمات وضعاف النفوس في المنطقة الذين بدؤوا برفع إيجارات المنازل الأرضية والخيام بهدف كسب المزيد من الأموال على حساب المعاناة الكبيرة التي تعيشها المنطقة».

وذكرت أن أسعار الخيام التي بدأ البعض يلجأ إليها ممن لم تتوافر له خيمة مجانية من المنظمات أو في المخيمات ارتفعت حيث وصل سعرها بشكل متوسط إلى 130 دولاراً أميركياً بسبب لجوء الكثير للسكن الدائم أو المؤقت في الخيام نتيجة الزلزال المدمّر الذي ضرب محافظات في شمال غرب سورية في السادس من الشهر الجاري وما أعقبه من هزات ارتدادية، إضافة للزلزال الجديد الذي وقع مساء الإثنين الماضي.

وأضافت المصادر، إن بعض تجار الأزمات ممن يعملون في تصنيع وتركيب الخيام بدؤوا بنشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسيوك» لجذب زبائن لهم وكسب الأموال على حساب معاناة المشردين رغم كل ما حدث من كارثة إنسانية لم تشهدها سورية من قبل، حيث لاقت منشوراتهم موجة من الردود الغاضبة من قبل المواطنين ضمن مناطق شمال غرب سورية واستياء واسعاً، مطالبة بوضع حد للمتاجرة بمعاناة السوريين في هذه المنطقة.

وأول من أمس، تحدثت وكالة «نورث برس» الكردية، عن إقدام متزعم في ميليشيا «السلطان محمد الفاتح» الموالية للاحتلال التركي يدعى إبراهيم القاضي، على سرقة 29 خيمة مع كل محتوياتها من مواد إغاثة وسلل طوارئ كانت مجهزة لتقديمها للمنكوبين من الزلزال في بلدة جنديرس بريف مدينة عفرين المحتلة بريف حلب وبيعها بالدولار الأميركي.

وذكرت المصادر الإعلامية المعارضة، أن الكثير ممن كانوا يقطنون في منازل طابقية ضمن مدينة إدلب ومدن وبلدات عديدة مثل سلقين وأرمناز وكفرتخاريم وجسر الشغور والدانا وسرمدا وغيرها، بدؤوا بالبحث عن منازل أرضية والانتقال إليها باعتبارها تعد أكثر أماناً عند حدوث الزلازل، مما زاد من أسعار إيجاراتها الشهرية لحد كبير.

ووفقاً للمصادر، فإن إيجارات المنازل، تراوحت ما بين 75 و200 دولار شهرياً وذلك حسب موقع المنزل إذ تعد مدينة إدلب من أكثر المدن ارتفاعاً تليها سرمدا والدانا، حيث زادت إيجارات المنازل نحو 50 دولاراً عما كانت عليه قبل وقوع الزلزال.

وأشارت المصادر إلى أن تجار الأزمات نشطوا أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشر دعايات عن المنازل التي تتوافر لديهم.

ويعاني سكان إدلب وريفها أصلاً من أوضاع معيشية قاسية مستمرة منذ سنوات، نتيجة تسلط تنظيم «النصرة» عليهم من خلال مصادرة أرزاقهم وحملات الاعتقال التي ينفذها بحقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن