ويرحل الأحباب والشباب، وقد أعطوا جهدهم وعملهم للأرض والحياة..
لم يكتمل الدور! لم تدر دورة الحياة كما يحلم بها الحالمون!
كم هو صعب أن يغتال الموت أمنيات ينتظرها الإنسان
دهمنا الموت دفعة واحدة
لم يرحم أبداً.. لم يفرّق أبداً
ليست مصادفة أن يهبّ شادي لبلسمة الآلام
أن يقف في وجه الزلزال
أن يحمل على كتفيه للآخرين
كانت صورته ماثلة وهو يتألم
يبكي
يحاول تخفيف آلام الناس
لم يكن يدري أن من يألم لفراقهم سيتبعهم
لم يحتمل قلبه هذا الكمّ من الألم
تعب لتعب السوريين
شاركهم حتى ألم الرحيل
بعد أن حمل لهم ما يستطيع
ألقى رأسه واستراح
ويسأل المرء: كيف لي أن أخرج من الحزن؟
موت يتبعه موت
فاجعة تتبعها فاجعة
عقد مضى ويزيد ونحن نودع الأحباب
بموعد وبلا موعد.. بترقب وبصورة فجائية..
صار الموت موعداً يومياً على صباحاتنا والمساء..
وجاءت الكوارث لتعلق الأسماء جملة لا فرادى
فإلى أي موت نلتفت؟ وأي موت نترقب..
شادي زيدان كان فارساً نبيلاً
يمشي على بساط الأرض بهدوء.. يقيس المدى.. يعد الخطوات..
وكان صوته خفيضاً
كان فارساً يُسرج صهوة الفن ليقدم رسالته
جاء من البعيد مسلحاً بحب وجمال وموهبة
وفي سبعة الأشواط لرحلة العمر غادر
قبل أن تكتمل الأشواط لبس ثوبه وغادر
قابل الموت.. صارعه.. وسمح له بأن يغدر به..
دون سابق إنذار رحل الفنان الجميل شادي زيدان
لم ينتظر رمضان ليشهد نفسه ويشاهدها
لم يُعلم أحداً بموعد الرحيل..
في مواعيد الفواجع يستحي الطيبون أن يشغلوا أحداً
رحل شادي زيدان تاركاً غصة حارقة
لدى أخ تجاوز الأخوة ليكون أباً حانياً
وتشاء الأقدار وجعاً للفنان القدير أيمن زيدان
أرادت له الأقدار أن يصبح على موعد جديد
أمام باب.. أمام ذكرى.. أمام صورة.. أمام حياة
واحد من المبدعين تفتقدهم سورية.. يلحق بالمبدعين الذين رحلوا
والعزاء للفن، وللقلب الكبير الذي يلفه كثير من الألم الفردي النبيل، والألم لسوريته التي عشقته كما عشقها.. ورد لروحه الطيبة وعزاء لقلبك المترع بالحب والألم الفنان الكبير أيمن زيدان..