عضو في مجلس نقابة مهندسي دمشق لـ«الوطن»: تصور لتصنيع أبنية سريعة التشييد آمنة … خطة لتحديد أسباب انهيار الأبنية بسبب الزلزال وخصوصاً أن بينها أبنية حديثة
| محمد منار حميجو
كشف عضو فرع مجلس نقابة المهندسين في دمشق رصين عصمت أن هناك خطة تعمل عليها نقابة المهندسين بالتنسيق مع الحكومة لوضع برنامج شامل يتضمن تقييم الأضرار جراء الزلزال وخصوصاً في المناطق التي تضررت بشكل كبير من الزلزال لتحديد الأسباب بدقة وموضوعية وبشكل احترافي، التي أدت إلى انهيار المباني في تلك المناطق وخصوصاً أن هناك مباني حديثة انهارت وذلك بعد وضع بيانات تحدد الاستجابة التي تمت أثناء وقوع الزلزال.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد عصمت أنه من الممكن أن تكون تربة التأسيس أحد الأسباب الرئيسية في انهيار المباني وليس للبناء علاقة في ذلك وبالتالي تم التأكيد أيضاً على فحص التربة بشكل دقيق وشامل، مشيراً إلى أنه تمت مطالبة الحكومة بعدم قبول أي عمل بناء إلا بإشراف هندسي ولفت إلى ضرورة أن يكون هناك إشراف هندسي في تشييده، مشيراً إلى أهمية الاختبارات التي تتم أثناء تنفيذ بناء الأبنية مثل اختبار الحديد وغيره.
ولفت إلى أنه بعد تحديد الأسباب بشكل دقيق فإنه بكل تأكيد سيتم اتخاذ إجراءات قانونية وإدارية في حال تبين أن هناك بناء تم تشييده بشكل مخالف للمواصفات لكن أهم شيء حالياً هو التقييم الدقيق للوصول إلى نتائج دقيقة، مشدداً على ضرورة التعاون مع المحافظة ومراكز المدن وبإشراف الوزارات المعنية في هذا الخصوص.
وبين أن الخطوة الثانية هي إعادة النظر بالكودات وخصوصاً الكود الخاص الملحق بالزلزال بحيث يمكن تطويره وتحديثه في ضوء المعطيات الزلزالية التي حدثت وتحديث بعض الكودات والأدلة الاسترشادية التي صدرت خلال السنوات الماضية للوصول إلى البناء الآمن إنشائياً والمحقق لمتطلبات الصمود بوجه أي كارثة مهما كانت وأن يكون صديقاً للبيئة وضمن معايير البناء الاقتصادي أي أقل كلفة.
وأشار إلى أن هناك فريقاً مصغراً مؤلفاً من نقيب المهندسين ومختصين مستشارين في هذا الموضوع، لافتاً إلى ضرورة التعاون بين النقابة والحكومة في هذا الخصوص بمعنى يجب أن يكون العمل جماعياً ومتكاملاً.
وبين أن هناك تعاوناً مع وزارة الأشغال والإسكان العامة في العديد من المواضيع وخاصة ما يتعلق بالأبنية السريعة التشييد والآمنة التي تحقق متطلبات السلامة الإنشائية، كاشفاً أن هناك تصور لدى النقابة في هذا الموضوع بالتعاون مع الوزارة حتى تستوعب المتضررين من الزلزال، لافتاً إلى أن هناك تصوراً لهذا الموضوع وخصوصاً أن سورية لديها تجربة في تشييد الأبنية المسبقة الصنع منذ ثمانينيات القرن الماضي وأنه لابد أيضاً أن نستعين بالدول الصديقة التي لديها تجارب متقدمة في هذا الموضوع مثل روسيا التي لديها خبرة في تشييد هذه الأبنية المقاومة للزلزال.
وأكد أنه يوجد في النقابة خبرات عالية جداً وهناك تعاون جدي بينها وبني الجامعات الحكومية والمعهد العالي للدراسات والبحوث الزلزالية الذي يضم نخبة من كبار المهندسين الإنشائيين وخاصة المتخصصين في العلوم الزلزالية، مشيراً إلى أن هذه الجهود يجب أن تتأطر ضمن إطار وطني ومتكامل لمساعدة الحكومة في البرامج والتصاميم الحديثة للأبنية المقاومة للزلزال.
وكشف عصمت أنه تم في دمشق الكشف على نحو 3 آلاف مبنى وأن النتائج كانت مطمئنة وهناك بعض المباني تحتاج إلى تدعيم بسيط.