نساء الرقة تبرعن بــ«النضد» لأبناء المناطق المنكوبة … محافظ الرقة لـ«الوطن»: الدفعة الأولى بلغت 165 مليون ليرة و140 شاحنة محملة بالمستلزمات الضرورية
| محمود الصالح
كشف محافظ الرقة عبد الرزاق الخليفة عن مساهمة محافظة الرقة في المناطق المحررة بمبلغ 165 مليون ليرة سورية للمتضررين من الزلزال الأخير سلمت إلى اللجنة العليا للإغاثة كدفعة أولى ستتبعها دفعات أخرى.
وأضاف محافظ الرقة في تصريح لـ«الوطن»: إن هذه المبالغ جمعت على عجل منذ الأيام الأولى التي تلت الزلزال والقسم الأكبر منها كان من الفلاحين الذين ساهموا بمبلغ بحدود 60 مليوناً والأهالي 30 مليوناً والجمعيات الخيرية 27 مليوناً وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي 25 مليوناً ومحافظة الرقة 13 مليوناً والشؤون الاجتماعية والعمل 10 ملايين ليرة.
ونوه الخليفة إلى أن الجزء الأكبر من المحافظة لا يزال خارج السيطرة، وهذه الإعانات قدمت من أبناء المناطق المحررة في معدان والسبخة والدبسي وما حولها من قرى، مشيراً إلى أن نساء الرقة كن يتسابقن إلى تقديم «النضد» وهو مصطلح مهم لدى أبناء الرقة ويعني الفرش الصوف واللحف والمخدات الصوف التي تصنعها ربة المنزل، وتعتبر من أهم ممتلكاتها، حيث إن المرأة الرقية يمكن أن تفرط في ذهبها لكنها أبداً لا تفرط في «النضد»، وأمام هذه الفاجعة وجدنا أخواتنا في الريف المحرر يتسابقن لفك «النضد» وتحميله في السيارات التي أعدت لنقل المساعدات، وهذا دليل على حجم التضحية والتعاضد الذي أبداه أهلنا في الرقة لمساعدة إخوانهم في المحافظات المنكوبة نتيجة الزلزال، حيث بلغ عدد الشاحنات التي نقلت المعونات 140 شاحنة منها 100 شاحنة توجهت إلى حلب و40 شاحنة إلى اللاذقية، ويتم الآن تجهيز 20 شاحنة ستتوجه خلال أيام إلى حماة، وهذه الشاحنات حملت 4357 لحافاً و4318 مخدة و1128 أسفنجة و200 حصيرة و100 سجادة و2031 بطانية و6 أطنان من السكر و4 أطنان من الرز و6 آلاف ليتر من الزيت و4 أطنان من البرغل.
وأشار الخليفة إلى أن أبناء المحافظة مستمرون في عمليات جمع التبرعات العينية والمالية وستستمر قوافل المساعدات من الريف المحرر إلى المناطق المنكوبة في تأكيد جديد من أبناء الشعب السوري على وحدة المصير والألم.
وعن الأضرار التي تعرضت لها المناطق المحررة في ريف الرقة بيّن المحافظ أنها كانت بسيطة وهي عبارة عن تشققات في بعض المباني، وزيادة في الاهتمام والحيطة والحذر تم إخلاء 14 منزلاً بعد الكشف عليها من لجنة السلامة التي شكلت منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال، وتوفر المحافظة كل مستلزمات الاستضافة والمعونة اللازمة للعائلات التي تضررت، لكن نتيجة العلاقات الاجتماعية في تلك المناطق لا يلجأ الناس إلى مراكز الإيواء بل تتم استضافتهم من أقاربهم، وتقدم لهم المحافظة كل ما يحتاجونه من مستلزمات، وعن الأضرار التي أصابت المنشآت الحكومية أوضح أنها كانت بسيطة جداً ولم تؤد إلى توقف العمل في أي منها، وهناك متابعة من اللجان المختصة للحالة الفنية لجميع المباني العامة والخاصة وتوثيق وضعها الفني بشكل دقيق.