«غلوبال تايمز»: الجيش الأميركي يستخدم البالونات ويخفي طائرات الاستطلاع كطائرات مدنية للتجسس على الصين
| الوطن
تُستخدم المناطيد عالية الارتفاع على نطاق واسع في مراقبة الطقس من البلدان في جميع أنحاء العالم، لكن الولايات المتحدة أنشأت مؤخراً سلسلة من الأعمال الدرامية «التجسسية» التي تروج لمنطاد الصين من دون طيار التي خرجت عن نطاق السيطرة، والتي لم تؤد فقط إلى التوترات، بل أضرت أيضاً بحقوق الصين بشكل خطير، من خلال استخدام القوة.
وحسب تقرير نشرته جريدة «غلوبال تايمز»، فقد أجرى الجيش الأميركي بشكل متكرر عمليات استطلاع عن قرب للصين، بما في ذلك استخدام البالونات، ما يجعل الولايات المتحدة أكبر دولة تجسس في العالم، ففي عام 2022، نفذ الجيش الأميركي عمليات استطلاع من كثب في بحر الصين الجنوبي أكثر من 600 مرة باستخدام طائرات تجسس، حسبما أفادت شركة «ميزارفيجن» الصينية للتكنولوجيا والاستخبارات، للصحيفة.
وقالت «ميزارفيجن» إن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى، حيث تقوم بعض الطائرات الأميركية بإيقاف تشغيل أجهزة تعقب ADS-B أو استخدام أجهزة مزيفة، كما نُفذت طلعات استطلاعية مماثلة في بحر الصين الشرقي، بما في ذلك في آب الفائت، عندما أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات واسعة النطاق حول جزيرة تايوان، وفقاً لرصد الشركة.
وتشمل الطائرات المنتشرة بشكل متكرر، طائرة استطلاع الإشارات الإلكترونية EP-3E وطائرة الدوريات البحرية والاستطلاع P-8A وطائرة الاستطلاع RC-135 وطائرة القيادة والتحكم المحمولة جواً E-8 وطائرة الاستطلاع U-2 على ارتفاعات عالية.
وقالت الشركة إن الجيش الأميركي يستخدم أيضاً أنواعاً أخرى من الطائرات والسفن، ويخفيها أيضاً على شكل طائرات مدنية وسفن تجارية من خلال رموز تعريف مزيفة ومن خلال تخصيص الطائرات التجارية في طائرات تجسس، مضيفة إنه تم استخدام مثل هذه الأساليب للتجسس عليها في جزيرة هاينان الصينية وجزر شيشا في بحر الصين الجنوبي.
الجيش الأميركي وفقا لصحيفة «غلوبال تايمز»، استخدم أيضاً بالونات التجسس، بما في ذلك خلال مناورات جرت مع الفلبين في قناة «باشي» في الفترة من آذار ونيسان من العام الفائت وكان البالون مصنوعاً من بلاستيك البولي إيثيلين، ويمكن استخدامه في الاتصالات والملاحة والاستشعار عن بعد أكثر من 45 يوماً.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنها كشفت في تصريح لها يوم الجمعة الفائت أن بالونات الطقس كانت جزءاً حيوياً من شبكة المراقبة العالمية على مدار العقود الماضية، حيث كانت بمنزلة قواعد لتوقعات الطقس ومراقبة المناخ، إذ ترسل نحو 1000 من بالونات الطقس التي تحمل أجهزة الكشف اللاسلكي البيانات كل يوم.
وأصبح استخدام بالونات عالية الارتفاع في أنشطة البحث العلمي معياراً دولياً، حيث أظهرت بيانات من صحيفة «تشاينا ساينس ديلي» إنه بحلول عام 2018، أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 2000 بالون على ارتفاعات عالية، وفرنسا نحو 3000 بالون، واليابان أكثر من 800.
ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت أنشطة البالون من مؤسسات البحث العلمي والشركات في جميع أنحاء العالم أكثر تواتراً، ما يجعل الرحلات الجوية عبر الحدود أكثر توتراً، بما في ذلك الرحلات القادمة من الولايات المتحدة، فعندما تحدث مثل هذه الحوادث، غالباً ما يتم حلها من خلال الحوارات، لكن هذه المرة، عندما دخل منطاد البحث العلمي المدني الصيني إلى الولايات المتحدة عن طريق الخطأ، جرى تجاهل هذه الحقائق والتواصل الودي للصين، واغتنمت الفرصة للتلاعب السياسي والضجيج غير المقصود، واتهمت الصين باستخدام المنطاد لأغراض «التجسس».
مصدر مقرب من الجيش الصيني قال لصحيفة «غلوبال تايمز»، من المستحيل استخدام المنطاد الصيني «للاستطلاع على ارتفاعات عالية»، حتى إن مسؤولي «البنتاغون» وخبراء أميركيين قالوا إن الأقمار الصناعية ستؤدي وظيفة أفضل من بالون للاستطلاع العسكري.
وقال المصدر إن المناخ السياسي الحالي في الولايات المتحدة لا يحترم الاحتراف والفطرة السليمة، لأنه يتسبب عن قصد في أعمال مثيرة مناهضة للصين، وأضاف المصدر إن الولايات المتحدة تجري ما يسمى التحليلات على حمولة البالون، وقد تكون هذه النتائج مزيفة لإلقاء مزيد من الوحل على الصين.
وقال نائب الأمين العام لاتحاد النقل الجوي الصيني تشو ياوتشون، لصحيفة «غلوبال تايمز» إن إسقاط الولايات المتحدة للمنطاد الصيني باستخدام طائرة مقاتلة وصاروخ كان رد فعل مبالغاً فيه بشكل واضح ولا يتوافق مع القانون والأعراف الدولية، وقال تشو إنه في الممارسة الدولية، يجب مرافقة الطائرات المدنية من دون طيار التي تدخل المجال الجوي لدولة أخرى عن طريق الخطأ، أو تحذيرها، أو طردها، أو إجبارها على الهبوط، لأن حل المشكلة سلمياً هو مبدأ أساسي في ميثاق الأمم المتحدة، وأشار تشو إلى أنه وفقاً للقانون الدولي، يمكن استثناء دخول أي طائرة من دون طيار إلى المجال الجوي لدولة أخرى من دون إذن في حالة القوة القاهرة أو الخطر أو التهرب في حالات الطوارئ، على النقيض من ذلك، تجري الولايات المتحدة استطلاعاً عسكرياً حقيقياً على الصين باستخدام تقنيات بما في ذلك البالونات، الغرض من هذا النوع من الاستطلاع عن قرب هو جمع المعلومات الاستخبارية عن الأنشطة البحرية لجيش التحرير الشعبي، بما في ذلك تلك التي تقوم بها الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وجمع المعلومات الإلكترونية التي يمكن أن تفك رموز اتصالات جيش التحرير الشعبي، وتلتقط معلومات الرادار، وتعلم منشآت الدفاع الصينية باستخدام البصريات وأجهزة الرادار، وكذلك فهم أنماط طلعات الطائرات الحربية لجيش التحرير الشعبي وأوقات رد الفعل، التي تخدم أهداف الهيمنة الأميركية، كما قال المراقبون.