سورية

التنظيم منع إدخال مساعدات إغاثية مجهزة من الهلال الأحمر السوري … الجرب ينتشر في مراكز إيواء متضرري الزلزال بمناطق سيطرة «النصرة»

| وكالات

أدى نقص الخدمات، وانعدام النظافة والعدد الكبير من العائلات المتضررة من الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا في السادس من الشهر الحالي، إلى انتشار الجرب في مراكز الإيواء التي تسيطر عليها ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له في مناطق إدلب.
ونقلت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» عن سوزان الحج علي، وهو اسم مستعار لإحدى المتضررات من الزلزال تأكيدها أن النظافة معدومة والحمامات بالواسطة، وهو ما أدى لانتشار أمراض أحدها الجرب.
وأوضحت الحج علي، التي دمر منزل عائلتها في مدينة سلقين، ولجأت إلى مركز الإيواء الذي تشرف عليه ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة» أنه لم تتمكن منذ أكثر من 15 يوماً في مركز الإيواء، من تغسيل أطفالها الثلاثة، مشيرة إلى أن الحجة في ذلك هي أن المياه لا تكفي إلا للشرب.
وأعربت عن استيائها واستغرابها، من أن عائلات مسلحي «الهيئة» ضمن مركز الإيواء نفسه يسمح لهم بذلك مرتين في الأسبوع.
وتهيمن «الهيئة» من خلال ما يسمى «مكتب التنمية» على مراكز الإيواء بكل مفاصلها متخذة منها فرصة تجارية، تستقطب عبرها دعم المنظمات والجهات الداعمة دون أن تقدم خدمات الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى بحجة العجز.
ونقلت «نورث برس» عن مصادر محلية أن «الهيئة» اتخذت من ملعب إدلب موقعاً لنصب خيم الإيواء، حيث يوجد فيه أكثر من 1000 عائلة متضررة، ويفتقر لأدنى الخدمات الأساسية وسبل الرعاية الصحية ولاسيما أن أغلبية قاطنيه نساء وأطفال.
ونقلت الوكالة عن عمر منصور (37 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد المتضررين من سكان بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، إنه خرج مع عائلته من إحدى خيم الإيواء ضمن الملعب مع بدء انتشار مرض الجرب.
وأكد منصور أنه يفضل النوم والمبيت في الشارع والحدائق على العودة لمركز الإيواء، مشدداً على أن «الهيئة» وجدت في ذلك المركز فرصة تجارية واستغلت اضطرار الكثير من المتضررين للسكن لعجزهم عن إيجاد بديل.
وفي السياق أكد إداري فيما يسمى قسم الرقابة الصحية بوزارة الصحة في «الإنقاذ»، أن انتشار مرض الجرب بات واضحاً، مشيراً إلى أنه تم رصد أكثر من 36 حالة إصابة خلال الأيام الأربعة الماضية أغلبيتها أطفال.
وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سورية وافقت الحكومة السورية على ادخال مساعدات إنسانية عبر الهلال الأحمر السوري وبالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي
عن طريق معبر سراقب من مناطق سيطرة الدولة إلى المناطق الخارج عن سيطرتها، لكن قافلة المساعدات لم تستطع اجتياز المعبر، وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حينها إن نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من مناطق سيطرة الدولة إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة «هيئة تحرير الشام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن