سورية

الإعلام الغربي يستخدم السرديات الكاذبة وهدف الحرب على سورية النيل من الهوية الوطنية … شعبان: العالم لم يعد يتقبل نظاماً أحادي القطب خاضعاً لسيطرة الغرب

| وكالات

أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أمس أن النظام أحادي القطب لم يعد مقبولاً من عالم اليوم وأن الغرب متورط في الحرب بالوكالة في أوكرانيا، وبخلق تكتلات إقليمية، وأن الإعلام الغربي استخدم حرب السرديات الكاذبة لتحريف مجرى الأحداث.

ونقلت وكالة «سانا» عن شعبان قولها خلال المؤتمر الشرق أوسطي الـ12 لمنتدى «فالداي» الدولي للحوار المنعقد في موسكو: «إن العالم لم يعد من الممكن أن يوجد في إطار نظام أحادي القطب خاضع لسيطرة الغرب».

وأضافت: «نشأ نظام عالمي جديد قائم على قواعد معينة، ولكن بعض البلدان لا تعرف ما هي هذه القواعد، وكيف يمكن الالتزام بها، وهذه القواعد تفرضها الولايات المتحدة والغرب عموماً»، مشيرة إلى أن دولاً كثيرةً لا تتفق مع هذه القواعد.

وأوضحت شعبان أن الغرب يختار العناصر الموالية له ويدعمها، وهذه العناصر هي التي تتولى مهمة التنفيذ، ويستخدمون الإرهابيين لتغيير النظام العالمي القائم ولجعل الدول تسير وفق أهوائهم.

وشددت على أن أهداف الغرب الاستعمارية ما زالت مثلما كانت وقالت: «الغرب الاستعماري غيّر في طريقته، لكنه لم يغير في أهدافه الاستعمارية، لقد غير في طرقه بالتدخل العسكري المباشر»، وأضافت: «بعد الحرب في فيتنام ظهرت عدة دراسات لتقول إنه لم نعد نحتاج لأن نرسل جيوشاً إلى تلك الدول، يمكن أن نحدد وكلاء فيها ليقوموا بما نريده هناك، وهذا ما نراه الآن في الحرب على العراق أو على سورية، وما يقومون به ضد إيران».

شعبان، التي تزور موسكو للمشاركة في مؤتمر «فالداي» التقت أول من أمس مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في روسيا البروفيسور فيودور فايتلوفسكي، وأكدت أن الحرب على سورية هي بالدرجة الأولى حرب ثقافية وفكرية هدفها النيل من الهوية الوطنية للشعب السوري، وإلغاء ثقافة العيش المشترك التي نشأ عليها السوريون.

وخلال اللقاء، أشارت شعبان إلى الدور المفصلي الذي يلعبه الإعلام في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، مبينة أن الحرب التي نخوضها الآن هي حرب فكرية وحرب سرديات؛ فالغرب يمتلك آلة إعلامية ضخمة تعمل على ضخّ السرديات الكاذبة التي تهدف إلى تضليل الشعوب وحرف الرؤى عن المسار الصحيح لمجرى الأحداث، كما تسعى إلى ضخّ الأفكار الغربية الشيطانية وتدمير المبادئ الأخلاقية في مجتمعاتنا.

ولفتت شعبان إلى أن العالم يتجه اليوم نحو بداية عهد جديد ونظام دولي متعدد الأقطاب تقوده الصين وروسيا لإنهاء الاستعلاء الأميركي والهيمنة الغربية، مؤكّدةً دعم الرئيس بشار الأسد والشعب السوري للموقف والقرار الروسي الذي لا يسعى إلى الدفاع عن روسيا فحسب بل عن العالم أجمع وعن مبادئ العدالة والإنسانية، ويهدف إلى إنهاء سيطرة القوى الغربية على الشعوب وقراراتها المستقلة، واستباحة أراضيها ونهب ثرواتها.

بدوره، بيّن فايتلوفسكي أن الولايات المتحدة لطالما انتهجت سياسة «صبّ الزيت على النار» في الصراع الروسي الأوكراني، مشيراً إلى عدم اكتراث واشنطن بالتوصّل إلى أي تسوية سلمية بين الطرفين بل إلى تأجيج الصراعات في المنطقة وتمويل الإرهاب وإشاعة روايات كاذبة يدعمها الإعلام الأميركي الكاذب، منوهاً في الوقت ذاته بدور سورية المهمّ والداعم لروسيا في هذه المرحلة المفصلية.

وانطلقت في موسكو أمس أعمال مؤتمر «فالداي» الذي ينظمه نادي فالداي بمساهمة معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تحت عنوان: «الشرق الأوسط الجديد وأزمة الأمن في أوروبا»، وذلك بمشاركة سورية وخبراء وشخصيات من عدد من دول المنطقة والصين والهند وأوروبا وغيرها.

ويتجسد الموضوع الأساسي للمؤتمر هذا العام في مناقشة تأثير الأزمتين الأوروبية والعالمية على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلاقات روسيا مع دول المنطقة.

وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تعزيز الحوار والتعاون المتنوع مع كل من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك التجمعات الناشطة في المنطقة يعتبر من الأولويات الإستراتيجية غير المشروطة لسياسة روسيا الخارجية.

وقال لافروف في رسالته التي تلاها نيابة عنه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: «نلاحظ بارتياح أنه على الرغم من الضغط غير المسبوق من الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة، يتخذ الأصدقاء العرب موقفاً متوازناً بشأن الوضع في أوكرانيا وما حولها، مسترشدين في المقام الأول بمصالحهم الوطنية الأساسية».

وبيّن لافروف أن موسكو ستواصل العمل على جعل الشرق الأوسط منطقة آمنة وستساعد في التغلب على الأزمات، وستشارك في إعادة الإعمار ما بعد النزاع في البلدان المتضررة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن