سورية

«النصرة» في الجنوب.. من العزل إلى الرحيل للشمال

| الوطن – وكالات

بدأ تنظيم جبهة النصرة في المنطقة الجنوبية، إعادة ترتيب أوراقه من جديد، وقام خلال الأيام الماضية، بعملية عزل ونقل لأهم قاداته العسكريين و«الشرعيين»، ممن تواجدوا في المنطقة منذ الأيام الأولى لتشكيل الجبهة.
وبحسب مواقع الكترونية تصرُّف «النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، أثار استغراب الجميع، وترك عدداً كبيراً من إشارات الاستفهام، مع عدم صدور توضيحات لقراراته. وأهم التطورات، تمثلت بعزل ونقل الشخصيتين الأبرز في المنطقة الجنوبية: «الشرعي العام» للجبهة سامي العريدي، و«الأمير العسكري» إياد الطوباسي المعروف بأبو جليبيب.
والعريدي أردني الجنسية، وقد تسبب بالكثير من الانتقادات لـ»النصرة» في المنطقة الجنوبية، وبحسب بعض الناشطين، لم يكن العريدي يمتلك قاعدة شعبية، حتى بين العناصر التابعين لـ»النصرة» بشكل مباشر. أما الطوباسي، فهو أردني أيضاً، ويشغل منصب «الأمير العسكري» للجبهة في المنطقة الجنوبية.
وقد تم نقل العريدي والطوباسي، برفقة عضو مجلس الشورى في التنظيم أبو ماريا القحطاني، وعدد من عناصر الجبهة، قُدّر بـ130 عنصراً، إلى إدلب في شمال البلاد، على شكل مجموعات صغيرة. وتم تعيين «المنسق العام» لـ«جيش الفتح» في الجنوب، أبو أحمد أخلاق، زعيماً جديداً لـ«النصرة». وأخلاق خلافاً لقادة «النصرة» السابقين في الجنوب، الأردنيين بمعظمهم، هو سوري ينحدر من منطقة التضامن جنوب دمشق.
وعرف عن أبو أحمد أخلاق، تقاربه مع الكثير من التنظيمات المسلحة، عندما كان يشغل منصب «أمير النصرة» في المنطقة الشرقية من درعا، في وقت سابق. واكتسب «النصرة» حينها، زخماً كبيراً، وتمدد حضوره في المنطقة الجنوبية.
ونقلت المواقع الالكترونية عن الناشط الإعلامي عبدالله الحريري: أن «النصرة» كانت في البدايات هي الفصيل الأهم في الجنوب، لكن ما لبث أن تراجع دوره بشكل كبير، وربما أصبح معدوماً في كثير من المناطق. وشهدت الجبهة مؤخراً انفصال عدد كبير من عناصرها، إثر الخلاف الحاصل، والاقتتال مع «لواء شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم داعش، لتنقسم الجبهة بين مؤيد للقتال ومعارض له، في ظل الدعوات لتوجيه سلاح الجبهة ضد الجيش العربي السوري أولاً. وهذا التراجع ربما شكّل سبباً مباشراً، فرض على «النصرة» ترتيبات جديدة في المنطقة الجنوبية، من العزل إلى النقل».
وتابع الحريري قائلاً: «بعد عزل الطوباسي والعريدي تصبح المنطقة الجنوبية خالية بشكل كامل، من أي عناصر أجنبية (غير سورية) ما يثير ارتياحاً كبيراً لدى الجميع، الذين باتوا يرفضون أي تواجد لهذه العناصر بأي شكل».
وأرجع ناشطون وفقا للمواقع أسباب العزل إلى تراجع دور «النصرة» في الجنوب، وانضمام مقاتلين وقيادات منها إلى تنظيمات أخرى مثل «حركة أحرار الشام الإسلامية». ومن المنشقين عن «النصرة» من عمل على تأسيس تنظيمات جديدة كـ«جند الملاحم»، الذين يقدر عددهم بأكثر من 500 مقاتل، جميعهم منفصلون عن «النصرة». ونقل ناشطون أن سبب العزل هو خلاف طويل استمر لأكثر من سبعة أشهر، بين أبو ماريا القحطاني والعريدي، انتقل على إثره أبو ماريا إلى إدلب مع مجموعة من العناصر. ومجموعة أبو ماريا كانت قد جاءت إلى درعا من دير الزور، في وقت سابق، بعد سيطرة داعش على المنطقة الشرقية من سورية. وبعد رحيل مجموعة أبو ماريا إلى إدلب، عُزل العريدي وأبو جليبيب بقرار من زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، وتم استدعاؤهم إلى إدلب حيث يقيم. من جهته قال الناشط الإعلامي عمر المقداد بحسب المواقع: أن «دور الجبهة تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهناك عدد من المدن لم يعد فيها للجبهة حضور فعلي. كما أن قتال «النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» سبّب ضعفاً كبيراً في عمليات «النصرة» العسكرية ضد قوات النظام في المنطقة الجنوبية، حتى كادت أن تتوقف نهائياً».
مصدر مطلع أوضح بحسب المواقع، أن «النصرة» علقت أيضاً عملها داخل «المحكمة الشرعية»، منذ مدة، معترضة على عدد من القوانين، في محاولة للتفرد في قرارات المحكمة، وهذا أمر مرفوض في حوران من قبل جميع التنظيمات المسلحة.
التراجع في دور «النصرة» في الجنوب يترافق مع ضعف العمليات العسكرية وتوقفها، ما قد يكون دافعاً إضافياً لـ«النصرة» لإعادة ترتيب أوراقها من جديد، وخاصة بعد رفض الكثير من التنظيمات المسلحة في الجنوب، التعامل معها، في ظل التشدد في قراراتها، ومحاولة فرض إرادتها في كثير من المعارك التي تشارك فيها بشكل مباشر. الأمر الذي فرض عزلة كبيرة على «النصرة» ومشاركتها في المعارك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن