ما الذي يجعل عائلات متضررة من حلب واللاذقية تأتي إلى السويداء؟… كلمة السر: السكن المجاني
| السويداء -عبير صيموعة
ما زالت محافظة السويداء تسجل وصولاً للعائلات المتضررة من الزلزال وبشكل يومي تقريباً حيث أكدت العائلات التي التقتها «الوطن» في مناطق متعددة على ساحة المحافظة أن قدومها إلى السويداء كان لأسباب عديدة منها دعوة بعض الأقارب للإقامة ومنها عائلات جاءت نتيجة معرفتها بحجم الخدمات المقدمة لجميع العائلات الوافدة وأهمها السكن المجاني بعد عجزها عن تأمين سكن في محافظاتها جراء الأجور المرتفعة.
وأكدت إحدى العائلات أنها جاءت من حلب إلى اللاذقية إلا أن ارتفاع أسعار أجور المنازل هناك مع معرفتها بتقديم المجتمع المحلي بالسويداء للسكن بشكل مجاني دفعها إلى التوجه إليها، فضلاً عما تقدمه لجان الإغاثة في المحافظة من إعانات وخدمات إضافة إلى المتابعة الصحية لجميع الأسر.
كما أشار أهالي بعض العائلات إلى استقرارهم حالياً في المحافظة حتى انتهاء العام الدراسي على أقل تقدير بعد إدخالهم أولادهم ضمن مدارسها لإكمال عامهم الدراسي مع انتظارهم للإجراءات الحكومية التي سيتم اتخاذها وأهمها عملية تأمين السكن البديل لهم، مشيرين إلى كرم أبناء محافظة السويداء من خلال استقبالهم ضمن منازلهم أو تقديم السكن لعائلاتهم، إلا أنهم أكدوا أنها يجب أن تكون فترة مؤقتة لا تتجاوز الأشهر لأنه (على حد قولهم) وضمن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الجميع لابد من إيجاد حل حقيقي يضمن عودتهم إلى محافظاتهم مع تأمين السكن البديل عن منازلهم المدمرة خاصة أنه لم يتم افتتاح أي مركز إيواء على ساحة محافظة السويداء حتى تاريخه.
وكشفت عضو لجنة الإغاثة في السويداء رغدة الغوثاني لـ«الوطن» أن عدد الأسر الوافدة إلى السويداء من المناطق المنكوبة تجاوز حتى تاريخه أكثر من 182 أسرة، موضحة أن اللجنة وبالتنسيق والتعاون مع فرع الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية والأهلية والمجتمع المحلي بالسويداء عملت على تأمين احتياجات الأسر الوافدة المتضررة من الزلزال من المواد الغذائية والإسعافية والألبسة والفرش والحرامات وغيرها من المستلزمات مع قيام المجتمع الأهلي بالمحافظة باستضافة الأسر وتأمين السكن لها مع وجود دراسة لتأمين فرص عمل لأي من أفراد تلك الأسر من الراغبين بالبقاء بالمحافظة خلال الأشهر القادمة.
منسق فرع الهلال الأحمر بالسويداء أوضح لـ«الوطن» أن عدد متضرري الزلزال المستفيدين من مساعدات الهلال الأحمر بالمحافظة وصل حتى تاريخه إلى 72 عائلة، حيث جرى تقديم السلل الغذائية والمطبخية والفرش والأغطية والشواحن وحفاضات للأطفال، وذلك بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي والصليب الأحمر الألماني، إضافة إلى تقديم الإسعاف النفسي الأولي للمتضررين مع المتابعة، إضافة إلى الخدمات الصحية، فضلاً عن التشبيك مع المبادرات المجتمعية عن طريق الفرع لتأمين ما أمكن من الاحتياجات.
مدير صحة السويداء الدكتور طارق الجمال أوضح أن فرق الاستجابة الطبية في المديرية تواصل بالتنسيق مع المحافظة متابعة الحالات الصحية لهذه الأسر بشكل يومي وتقديم الخدمات الطبية الأساسية عبر العيادات المتنقلة والمراكز الصحية ومشفى الشهيد زيد الشريطي والتي تتضمن صرف الأدوية حسب المتوافر منها، وتأمين الاحتياجات اللازمة لهذه الأسر ودراسة حالة الغذاء وأخذ اللقاح للأطفال دون خمس سنوات وللحوامل مع تحويل أي حالة تستدعي دخول المشفى لمتابعتها ضمن أقسامه.