المحيسني: للتعجيل بإعلان «حكومة الداخل».. «وإلا ذهبت الساحة» … «جند الأقصى» تشن أعنف هجوم على مؤتمر الرياض.. وتدعو «المجاهدين» للانتفاض على قادتهم وإقالتهم
اتسعت رقعة الخلافات بين المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء «جيش الفتح» حول مؤتمر الرياض. وانضمت مجموعة «جند الأقصى» إلى تنظيم جبهة النصرة في إدانتها لمؤتمر الرياض. واعتبرت المجموعة كل من وقع على البيان الختامي للمؤتمر «خائناً».
في غضون ذلك، أطلق شرعي تحالف «جيش الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني، صرخة وجهها إلى قادة «النصرة» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» دعاهم فيها إلى التعجيل بإعلان «حكومة الداخل» محذراً من ضياع «الساحة الشامية».
وأطلق مؤتمر الرياض ما يبدو أنها رصاصة الرحمة على تحالف «جيش الفتح» الذي تشكل في الربيع الماضي بقيادة «النصرة». والأسبوع الماضي، هاجم زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني، بشدة المؤتمر على الرغم من أن حركة الأحرار أهم شريك لـ«النصرة» في «جيش الفتح» شاركت فيه. وقبل أسابيع تعرض «جيش الفتح» الذي تقوده «النصرة» لهزة عندما جمدت الجبهة مشاركتها في عملياته، وذلك بالترافق مع إعلان «جند الأقصى»، انسحابها من الغرفة.
وشن المدعو «عبد اللـه المحسيني» في تسجيل صوتي نشرته مجموعة «جند الأقصى» على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً على مؤتمر الرياض والمجموعات المسلحة التي وقّعت على بيانه الختامي، متهماً إياها بـ«الخيانة والحماقة والغدر والتبعية».
واعتبر المحسيني أن الدول الداعمة للمجموعات المسلحة في سورية «شرعوا بالدعم السخي الماكر المتواصل لسنوات المشروط وغير المشروط، وكان له أثر بالغ في سلب إرادة المدعومين، ثم جاء مؤتمر الرياض ليسلب ما تبقى عندهم من الدين والرجولة والشرف». واعتبر أن مؤتمر الرياض جاء بعد أن «استقام الجهاد على سوقه وأمسى النظام على شفا السقوط والتهاوي، وبعد أن أخفق الروس في حملتهم المأذون بها إقليمياً ودولياً». وتابع متسائلاً: «كيف لا نخون من رضي بمزاملة هيئة التنسيق الأسدية، ومكاتفة شراذم قذرة من العلمانيين الحقراء، ليشكلوا معهم وفداً واحداً، وينسجوا مشروعاً واحداً، ويتواطؤوا على رؤية كافرة واحدة». كما تساءل «كيف لا نجرم من وقع على مشاركة النظام في الحكم والحفاظ على مؤسسات إجرامه، ووافق على إقامة دولة مدنية ديمقراطية مستخفاً بالله وحاكميته وشريعته، وأقر بالتسوية التامة في الأحكام بين المسلمين وسائر الطوائف.. ثم ختم كل هذه الموبقات بالتعهد بطرح كل من هاجر لله ورسوله نصرة لأهل الشام؟!!».
وثمن المتحدث موقف من انسحب «ولم يرض بخيانة دينه وشعبه، وإن كان مجرد ذهابهم لمثل هذه المؤتمرات خطأ عسى ألا ينجروا لمثله مستقبلاً». وحذر المجموعات المسلحة في الساحة الشامية من «الأنظمة الماكرة والمشاركة في التحالف الصليبي» مؤكداً أنها ليست «بحاجة إلى فتاتهم ولا أموال سحتهم».
ودعا الحسيني «الصادقين» ممن ينتسب إلى المجموعات الموقعة على مؤتمر الرياض إلى التنصل من قياداتهم وإقالتهم، قائلاً: «أما الصادقون الذين انتسبوا لتلك الفصائل الموقعة أن قيادتكم في الخارج قد زهدت بالجهاد وباعته بثمن بخس، سهل عليهم التفريط بما لا يعز، وهم اليوم يقامرون بجهودكم ويبيعون دماءكم، وقد حان وقت التنصل منهم وإقالتهم، فإن أمتكم ودينكم وشعبكم أولى بكم».
وأشار إلى أن «من يقاتل ابتغاء الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية أو تحت راية التحالف الصليبي لا جهاد له ولا أجر ولا إسلام»، مؤكداً أن «الهدن لن تعقد والمدافع لن تقلع». وحاول المحيسني تضميد «جيش الفتح». وناشد شرعي هذا التحالف كلاً من الجولاني ومتزعم «الأحرار» أبو يحيى وبقية متزعمي المجموعات المسلحة، قائلاً: «أستحلفكم بالله اجمعا كلمة المسلمين، عجلوا بإعلان حكومة من داخل أرض الشام، حكومة من بين الدماء، عجلوا بإعلان التوحد قبل أن تذهب الساحة، ولكم علينا أن نقاتل بإذن اللـه تحت راياتكم حتى نلقى اللـه سبحانه تعالى مقبلين غير مدبرين».