اتفاق لإرسال فريق طبي وتأمين المستلزمات الطبية اللازمة التي تحتاجها سورية حالياً … أمين عام «الأعمال الإنسانية البحرينية» لـ«الوطن»: نعمل على جانب إغاثي سريع وآخر على المدى البعيد
| سيلفا رزوق
اعتبر الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية البحرينية لدعم ضحايا الزلزال في سورية وتركيا مصطفى السيد، أن سورية والبحرين وعلى مدى التاريخ تربطهما علاقات محبة وأخوية متميزة، وهذا ما دفع بالمملكة للتحرك العاجل نحو إغاثة متضرري الزلزال في سورية والتأكيد على وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري في هذه المحنة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار السيد إلى اللقاء الذي جمعه مؤخراً بوزير الصحة حسن الغباش، حيث جرى خلال اللقاء التنسيق لإرسال مجموعة من الأطباء البحرينيين ستنضم إلى صفوف الأطباء السوريين للعمل على علاج المصابين من ضحايا الزلزال والاطلاع على الواقع الصحي في سورية وأهم الاحتياجات والنواقص التي يمكن المساهمة في تقديمها.
وقال السيد الذي زار سورية الأسبوع الفائت على رأس وفد بحريني برفقة طائرة مساعدات بحرينية محملة بالمواد الطبية والإغاثية، في تصريحه لـ«الوطن»: أصدر الملك حمد بن عيسى آل خليفة توجيهاته بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الدول الشقيقة والصديقة المتضررة من الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا، وخلّف العديد من الضحايا والمفقودين وأحدث دماراً كبيراً في البينة التحتية والمنشآت، ووجه المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بقيادة ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ناصر بن حمد آل خليفة للمساعدة بتقديم العون اللازم لضحايا الزلزال، وبناء على هذه التوجيهات وبدعم من الحكومة البحرينية بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، عملت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية واللجنة الوطنية لدعم ضحايا الزلزال بقيادة ناصر بن حمد آل خليفة على تقديم المساعدات التي من شأنها تخفيف وقع آثار الزلزال الذي ضرب سورية الشقيقة».
وتابع «وفي هذا الجانب تشرفت مع وفد بحريني بزيارة سورية انطلاقاً من العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعباً، وبما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف، وعاداتنا العربية الأصيلة في مساعدة الأشقاء والمنكوبين في مختلف الظروف الإنسانية التي يمرون بها، حيث قمنا بنقل تعازي مملكة البحرين لأسر الضحايا ولشعب سورية الشقيق في هذا المصاب الأليم، متمنين للمصابين الشفاء العاجل، مؤكدين تضامن البحرين قيادة وحكومةً وشعباً مع سورية في تجاوز الكارثة الطبيعية، داعين اللـه عز وجل أن يحفظ سورية وشعبها الشقيق من كل مكروه».
وأضاف: «قمنا خلال هذه الزيارة بتوصيل شحنة من المساعدات الإغاثية العاجلة ولقاء العديد من المسؤولين للوقوف على أهم الاحتياجات التي يحتاجها الأشقاء، والتقيت وزير الصحة حسن الغباش، لبحث سبل تعزيز التعاون في المجال الطبي والإغاثي بما يخدم متضرري الزلزال، حيث تم خلال اللقاء التنسيق لإرسال مجموعة من الأطباء البحرينيين ستنضم إلى صفوف الأطباء السوريين للعمل على علاج المصابين من ضحايا الزلزال والاطلاع على الواقع الصحي في سورية وأهم الاحتياجات والنواقص التي يمكن المساهمة في تقديمها».
وأوضح السيد أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع نقيب أطباء سورية غسان فندي بحضور رئيس جمعية الأطباء البحرينية عامر الدرازي، سيتم على ضوئها إرسال فريق طبي بحريني في القريب العاجل بعد الانتهاء من كل الترتيبات الخاصة بذلك واختيار التخصصات الطبية اللازمة كذلك العمل على توفير بعض المستلزمات الطبية اللازمة التي تحتاجها سورية في الوقت الراهن والتي ستسهم في رفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة للمتضررين من الزلزال».
وردأ على سؤال حول التصريحات التي صدرت عن الوفد البحريني عند زيارته لدمشق بأن جسراً جوياً سيتم إطلاقه من البحرين لمساعدة السوريين، قال السيد: «نحن في المؤسسة ووفقاً للإستراتيجية التي يقودها رئيس مجلس الأمناء ناصر بن حمد آل خليفة نعمل على جانبين، جانب إغاثي سريع تحتمه الظروف، وجانب يعمل على خدمة الأشقاء على المدى البعيد، وبالنظر إلى مشاريعنا الإغاثية يلاحظ أن معظم تلك المشاريع كانت على شكل مشاريع مؤسسية، وانطلاقاً من هذه الإستراتيجية عملنا على إرسال شحنات من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى أشقائنا في سورية كما عقدنا عدة اجتماعات مع منظمات الأمم المتحدة حيث اجتمعنا مع ممثل بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية سيفانكا دانابولا وتمت مناقشة التعاون المشترك والمشاريع الممكن تنفيذها من قبل البحرين في سورية، حيث نسعى لإعادة ترميم ثلاث مدارس ومستشفى، ونشكر الأشقاء في سورية أن منحنونا شرف خدمتهم وتقبلوا منا هذه الهدية التي تعكس روح المحبة والأخوة بين الأشقاء».
ولفت السيد إلى توجيهات الملك البحريني حمد بن خليفة آل ثاني للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية للمساعدة في تقديم العون اللازم لضحايا الزلزال حيث تم تشكيل لجنة وطنية لدعم المتضررين، وكان باكورة عمل اللجنة تنظيم حملة إغاثية أطلق عليها «يوم التضامن» الذي حمل في طياته انعكاساً لمشاعر أبناء البحرين والمقيمين فيها، وبما يمثل القيمة المثلى لتاريخ وثقافة المجتمع، والقائمة على قيم وواجب إنساني، كما يمليه عليه دينهم الحنيف وثقافتهم العربية الأصيلة وواجبهم الإنساني.