اعتبرت أن الإعلام السوري لم يصحح التشويه الذي صنعه نظيره الغربي … سعادة لـ«الوطن»: كتل برلمانية أوروبية بدأت تتحرك ضد سياسات حكوماتها.. والفاتيكان يدرك خطأ استخدام عبارة «تهجير المسيحيين»
كشفت النائب في مجلس الشعب ماريا سعادة أن العديد من الكتل البرلمانية الأوروبية بدأت بالتحرك داخل برلماناتها تعارض فيه سياسات حكوماتها تجاه سورية، مشيرةً إلى وجود جيل ناشئ أصبح أكثر وعياً وفهماً للحرب التي تمر بها بلادنا، ودعت إلى تقويتهم بالتواصل معهم سواء عبر الإعلام أو إقامة الندوات أو إرسال وفود تتكون من كفاءات عالية ومواصفات على مستوى عال قادرة على التأثير في الرأي العام الغربي.
وأوضحت سعادة أن التغيير الحاصل بدأ يتشكل بسبب سقوط الأقنعة السياسية في الغرب وصمود الدولة السورية بكل عناصرها، وبالأخص عقب إطلاق موسكو عملياتها الجوية إلى جانب الجيش السوري لمحاربة التنظيمات الإرهابية. ورأت في ذلك مؤشراً على بداية تحول نحو تغيير في السياسات التي تنهجها بعض الدول الأوروبية تجاه سورية.
وفي لقاء خصت به «الوطن» استعرضت فيه جولتها في أوروبا، والتي كان أهم محطاتها لقائها البابا فرنسيس على هامش قداس أجري في الفاتيكان، قالت سعادة: «قابلت العديد من رؤساء اللجان والكتل السياسية في مجلس الشيوخ الإيطالي، كما دعيت إلى الحديث في جلسة استماع في المجلس حضر فيها أهم رؤساء اللجان والكتل السياسية تبعها أسئلة مهمة ونقاش حول نقاط مفصلية، فتبين لي أنه بدأ يعلو في المجلس موقفان واضحان أحدهما داعم للدولة السورية والآخر معارض يريد التصعيد تمثله الحكومة الحالية».
وأوضحت سعادة أنها أبلغت من التقتهم في مجلس الشيوخ أن «العقوبات الاقتصادية» المفروضة من قبل الدول الأوروبية على سورية جديرة بأن تسمى «إرهاباً اقتصادياً واجتماعياً». وأضافت «لفتت (خلال اللقاء) إلى أن الدول تختلف في توصيفها للإرهاب، ففرنسا حاربت الإرهاب في مالي ودعمته في سورية وبعد التفجير الإرهابي الحاصل على أرضها في باريس صرحت بأنها ستحارب داعش في حين وزير خارجيتها (لوران فابيوس) قال منذ سنتين أن «النصرة» تقوم بعمل جيد، كما تسمي الولايات المتحدة الإرهاب «معارضة مسلحة معتدلة» وتسقط تركيا طائرة روسية خلافاً لما يجب أن يكون عليه الحال في أن يكون الاثنان متعاونان في محاربة الإرهاب»، وأوضحت أن «كل هذا يظهر عدم جدية الدول في ضرب الإرهاب واختلاف توصيفهم له وبالتالي هدفهم في محاربته».
واعتبرت أن الإعلام السوري موجه «فقط» لمخاطبة الشارع السوري، وأنه لم يرق حتى هذه اللحظة لمستوى مخاطبة الرأي العام الأوروبي أو غيره في الخارج، مبينةً أن العديد من الشخصيات التي قابلتهم في إيطاليا أبلغوها أن إعلامنا لا يساعدهم في تصدير شخصيات أو محتوى يدعم مواقفهم مقابل إعلامهم الذي ينتهز نقاط الضعف ويبني عليها في تشويه الصورة، وأضافت بأسفت «لم يستثمر إعلامنا في أدوات قوية تصحح التشويه الذي صنعه الإعلام الغربي».
وشددت على ضرورة التواصل مع الإعلاميين الواعين لحقيقة الأزمة السورية، من أجل تصدير نقاط القوة وتغيير الرأي العام الغربي، مؤكدةً أن التأثير الحاصل في إيطاليا كان نتيجة زيارة عدد كبير من الإعلاميين ووسائل إعلامية إيطالية وأوروبية إلى سورية، فكانت إيطاليا بوابة للكثير من وسائل الإعلام الخارجي التي زارت البلاد للإطلاع على الواقع الحقيقي وإيصال الصورة الصحيحة لشعوبها، وأضافت: «هذا ما كنا نعمل عليه على مدار أربع سنوات ماضية بالتعاون مع المركز الإيطالي العربي الذي انتخب النائب سعادة في اجتماع الجمعية العمومية رئيساً فخرياً له تقديراً لجهودها».
ورأت سعادة أن العقل الغربي اليوم بحاجة إلى خطاب أكثر موضوعية يعتمد على قاعدة بيانات ومؤشرات واضحة، موضحةً أنه حينما يتم طرح أي موضوع فإنه لابد أن يستند إلى ما هو مقنع وقاعدة بيانات حتى يتبناه الطرف الآخر، ومن هذا المنطلق لابد من تحديد شخصيات الوفود التي يجب أن تلعب هذا الدور سواء كانت اعتبارية أو مستقلة كما علينا أن نعتمد على الدراسات والأبحاث والبيانات.
وبشأن لقائها بالبابا فرانسيس، قالت سعادة: إن «بابا الفاتيكان قال لي بعد أن عرف أنني جئت من دمشق: «إن سورية في القلب».
وأكدت أن البابا فرانسيس قبل دعوتها لأداء صلاة خاصة لسورية وذلك بعد أن سلمته رسالة سلام دعت فيها إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري. وبينت أن لدى الفاتيكان وعياً لمسألة أن «تهجير المسيحيين» في سورية هي مجرد أداة تستخدم في الحروب وأن مجرد الخوض في هذا الحديث يزيد التطرف والتجزئة في المجتمع السوري، مشددةً على ضرورة مواجهة هذه السياسات التي تستغل الدين في التركيز على حماية المجتمع السوري كاملاً ليعكس علمانية سورية، لافتةً إلى أن العلمانية لا تعني فصل الدين عن الدولة بقدر ما تعني أن نحمي الدين من استغلاله في السياسة.