تجفيف مصادر الإرهاب.. العبرة بالتنفيذ
| ميسون يوسف
بعد القرارين 2170 و2199 جاء مجلس الأمن بقرار جديد اتخذه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يعني أنه قرار ملزم للأعضاء وتطبيقه والعمل به قسري تحت طائلة المساءلة الدولية، قرار ابتغى منه المجلس أن يجفف مصادر تمويل الإرهاب ويمنع عنه أي إمداد ومحاصرة التنظيمات الإرهابية وخاصة القاعدة وداعش وجبهة النصرة. لقد جاء القرار بنص خاض في التفاصيل واعتمد بإجماع أعضاء المجلس بعد التوافق الذي حصل بين روسيا وأميركا عليه.
والآن وبعد صدور القرار الذي استبق فيه المجلس مناقشة مشروع قرار يتعلق بحل القضية السورية ككل ووضع خريطة طريق للحل، نسأل الآن هل سيطبق القرار ومن سيطبقه وكيف؟
لقد أصدر مجلس الأمن كما أسلفنا قرارات سابقة لمكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي في طليعتها داعش ومع ذلك ورغم النصوص الواضحة في القرار 2199 لم تعبأ تركيا بالأمر ولم يسألها أحد. واستمرت قبل القرار وبعده بمساعدة داعش في تصريف النفط المنهوب من الآبار السورية والعراقية والاشتراك معها في عملية السرقة.
كما استمرت أميركا تراقب آلاف الصهاريج التي تنقل النفط المسروق وتهربه عبر تركيا إلى ميناء جيهان ولم يتدخل طيرانها ضد صهريج واحد، فكيف لنا أن نصدق أن تركيا وأميركا ستتغيران بعد القرار ويتصديان للنفط المنهوب الذي يؤمن لداعش مئات الملايين من الدولارات ويمكنها من شراء الأسلحة والذخائر وتجنيد الإرهابيين والإتيان بهم عبر الممرات التركية على أنواعها.
كما أننا نسأل هل إن ما يسمى المجتمع الدولي سيضع يده على أموال البترودولار المتدفق من الخليج إلى الإرهابيين، وهل فعلا سيصادر أصول تلك التنظيمات؟ والكل يعرف أن داعش باتت تمتلك ثروات نقدية طائلة وهي لا تحتفظ بها في جيوب متزعميها بل إنها تستفيد من الخدمات المصرفية في تركيا والخليج وتودع الأموال بالدولار وتحركها عبر أوامر من نيويورك.
كنا نود أن نصدق أن هناك جدية غربية في تجفيف مصادر الإرهاب، لأننا على ثقة أن تجفيف المنابع في الخارج يسهل علينا في الداخل السوري الإجهاز على الإرهابيين واستعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد بمهل قياسية قصيرة، لكننا لا نثق بقيادة الغرب وأتباعه وخاصة أولئك القابعين على حدودنا من تركيا أردوغان إلى أشباه الدول في الخليج الذين دأبهم الأضرار بالمصالح الوطنية للشعوب العربية خدمة لأسيادهم في الغرب. نقول ذلك لأن التجارب والتاريخ عودانا أن الغرب يعمل بالمكاييل المزدوجة إن لم يكن أكثر، ولهذا يبقى علينا أن نستمر في المواجهة في الميدان ونحاذر الركون إلى نصوص قد لا تجد من يطبقها.