ميدفيديف توعد بدق آخر مسمار بنعش نزعة الغرب الاستعمارية.. طهران: تعاوننا يشمل جميع المجالات … بوتين ورئيسي يقيّمان بالإيجابية ديناميات تطور العلاقات الثنائية
| وكالات
بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس العلاقات بين البلدين، في حين توعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بـ«دق آخر مسمار بنعش نزعة الغرب الاستعمارية»، في وقت أكدت فيه طهران أن العلاقات مع موسكو تمتد إلى جميع المجالات.
ووفق بيان للكرملين أوردته وكالة «سبوتنيك» فإن «بوتين أجرى محادثة هاتفية مع رئيسي، وقدم الجانبان تقييماً إيجابياً لمستوى وديناميات تطور العلاقات الروسية الإيرانية».
وتابع بيان الكرملين: «نوقشت قضايا التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك تنفيذ مشاريع البنية التحتية المشتركة»، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على الحفاظ على إجراء المزيد من الاتصالات بين البلدين.
وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن العلاقات بين بلاده وروسيا تمتد إلى جميع المجالات ولا تقتصر على المجال العسكري وحده، مشيراً إلى أن المزاعم بشأن إمداد إيران روسيا بطائرات مسيرة «تفتقر إلى أدلة»، والغرض منها «افتعال مشكلات».
وقال كنعاني، خلال مؤتمر صحفي، أمس: إن «التعاون بين إيران وروسيا لا يقتصر على التعاون العسكري فقط، والعلاقات بين البلدين تمتد إلى جميع المجالات، وهي علاقات طبيعية، ولا يمكن لأحد أن يلوم إيران على علاقتها بروسيا في المجال العسكري والدفاعي»، حسب ما نقل الوقع الإلكتروني لقناة «الميادين».
ورأى أن «ما أثير فيما يتعلق بالطائرات المسيرة هو ادعاءات فقط، وكذلك أعلنت الحكومة الروسية أنها لم تستخدم المسيرات الإيرانية في أوكرانيا»، موضحاً أن «أوكرانيا والغرب لم يقدموا أدلة موثقة لدعم ادعاءاتهم بشأن الطائرات المسيرة»، لافتاً إلى أن «هذه المشكلة مسيسة من جانبهم وهدفها افتعال المشكلات».
وتواصل الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تقديم مساعدات مالية وعسكرية ضخمة لأوكرانيا، وذلك منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس.
في الأثناء، أكد ميدفيديف أن الدول ذات السيادة الحقيقية بدأت تتخلص من خوفها من الغرب الجماعي، وكتب في منشور على الموقع الاجتماعي «في كي»، وموقع حزب «روسيا الموحدة»: «إن نفوذ فرنسا وغيرها من الدول الغربية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، آخذ في التراجع بسرعة»، لافتاً إلى أنه حان الوقت «لإجراء عملية جراحية دولية، لإزالة الورم الخبيث للماضي الاستعماري»، حسب ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم».
وأشار ميدفيديف إلى «أن العالم الجديد المتعدد الأقطاب سيكون أكثر تعقيداً من الديكتاتورية الأحادية أو الثنائية القطب، وهذا يناسبنا، حيث لا توجد مناطق محظورة للحوار بالنسبة لروسيا، لأنه لم تكن لدينا أبداً مستعمرات وإذا أسهم الاتحاد السوفييتي بنشاط في انهيار النظام الاستعماري في العالم، فالآن بإمكاننا مع دول أخرى، دق آخر مسمار في نعش التوجهات الاستعمارية الحديثة للعالم الغربي».
في الغضون، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز «سو-27» و«ميغ-29» ومروحية من طراز «مي-8» تابعة لسلاح الجو الأوكراني خلال الساعات الـ 24 الماضية إضافة إلى تصفية 45 جندياً أوكرانياً على محور «كوبيانسك»، وأكثر من 160 آخرين إضافة إلى استهداف دبابة، وراجمة صواريخ من طراز «غراد» في اتجاه كراسنوليمان، وذلك حسب التقرير اليومي للوزارة حول سير العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
كذلك اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 15 قذيفة من راجمات الصواريخ الأميركية «هيمارس»، وكذلك من أنظمة «أوراغان»، ودمرت 9 طائرات مسيرة.
ولاحقاً، أعلنت الوزارة أن القوات الروسية استخدمت ذخائر دقيقة التوجيه من الجيل الجديد ضد القوات الأوكرانية في منطقة العمليات العسكرية الخاصة.
كما تم تعزيز وحدات القوات الروسية الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر بمنطقة خيرسون بقاذفات قنابل يدوية، لمكافحة محاولات اختراق مجموعات التخريب الأوكرانية على متن قوارب وزوارق مصفحة.
في مقابل ذلك، كشف مدير مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية أندريه كلينتسيفيتش أن الغرب يمد الجيش الأوكراني بجسور حديدية لعبور الدبابات للتغلب على العقبات والتحضير لهجوم مضاد.
وقال كلينتسيفيتش خلال مقابلة مع برنامج سولوفييف لايف: «إن الجسور من إنتاج ألماني وأميركي، وصممت لتتغلب المركبات الثقيلة من دبابات ومدرعات على العقبات، وتم إرسالها إلى الجيش الأوكراني للتحضير للعمليات الهجومية خلال الأشهر المقبلة».
على خط مواز، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مشاريع إعمار البنية التحتية في منطقة دونباس، بما في ذلك مدينة ماريوبول، حيث قام ضمن إطار جولته إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة بتفقّد أعمال إعادة إعمار المجمّعات السكنية والبنية التحتية في منطقة دونباس.
وزير الدفاع الإيراني العميد رضا آشتياني أكد من طهران أن هناك الكثير من الدول التي ترغب بشراء الطائرات المسيرة الإيرانية، وكشف عن مخطط لتوظيف تقنية الذكاء الصناعي في التحليق الجماعي والفردي للمقاتلات.
وأعلن آشتياني خلال مؤتمر صحفي نقلته قناة «الميادين» أن بلاده تقوم بتصميم وتصنيع صواريخ باليستية بمدى ألفي كيلومتر، وأوضح أن طهران لديها اكتفاء ذاتي من منظومات الدفاع الجوي، لكن لو كان من الضروري شراء سلاح معين مثل منظومة «إس-400» الروسية، فستفعل ذلك.
وتحدّث عن الإنجازات الجديدة في مجال الطائرات المسيرة التي ستعلن طهران عنها قريباً، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الدول التي ترغب في شراء الطائرات المسيرة التي تنتجها بلاده.
يشار إلى أن المسيرات الإيرانية ليست حديث طهران وحدها، بل حديث الصحافة الغربية، فقد أكد مسؤولون أميركيون مطلع الشهر الماضي أن إيران ظهرت كقائدة عالمية في إنتاج مسيّرات فعّالة بسعر مناسب.
وبعدما كشفت إيران، قبل أسبوع، عن تصنيعها أول صاروخ فرط صوتي، أعلن قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيراني أن بلاده أعدت محلياً سفناً وغواصات من دون طواقم بشرية تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وفي السياق، كشف قائد القوة الجو فضائية في حرس الثورة العميد أمير علي حاجي زاده أن إيران صنّعت أول صاروخ فرط صوتي في البلاد، تصل سرعته إلى أكثر من سرعة الصوت بـ12 مرة، وهو ما يُعَدُّ إنجازاً تقنياً مهماً وإضافة كبيرة إلى القدرات الصاروخية الإيرانية.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن التوصل إلى تفاهمات جيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن تمهد لحل القضايا التقنية العالقة، معرباً عن أمله ألا يكون هناك تسييس وضغوط في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وألا نشهد أي تدخلات سياسية من بعض الدول.
وأضاف كنعاني وفق قناة «العالم» الإخبارية: نستفيد من كل الإمكانات المتاحة لتحقيق مصالحنا والحفاظ على إنجازاتنا في برنامجنا النووي، مؤكداً أننا ملتزمون بالدبلوماسية ونرى أنها السبيل الوحيد لحل الخلافات والملفات المعقدة.
ورداً على سؤال حول تأثير التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في توفير الأرضية لإجراء المزيد من المفاوضات الجادة وتبادل الرسائل، أكد أن إيران تتمسك بالدبلوماسية وتعتبرها أفضل إطار للعمل.