صمود أسطوري لمشفى جسر الشغور الوطني.. و«خراسان» يشارك إلى جانب «النصرة» بمعارك إدلب …قبل أن يعيد تمركزه بالقرب منه.. الجيش يقتل 200 مسلح في معسكر القرميد
حلب- الوطن
قتل الجيش العربي السوري أكثر من 200 مسلح معظمهم من جنسيات غير سورية خلال الاشتباكات مع مقاتلي ما يدعى «جيش الفتح» بقيادة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية في محيط معمل القرميد وداخله قبل أن تعيد قوات الجيش تمركزها قرب المعسكر.
وذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن انغماسيي «النصرة» من العرب والأجانب نفذوا 10 عمليات انتحارية في محيط المعسكر وأن اشتباكات عنيفة للجيش داخله دارت طوال ليل أمس الأول استخدم فيها المهاجمون أعداداً كبيرة من صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع حصل عليها فرع القاعدة من تركيا بتمويل سعودي قطري وليتخذ الجيش قراراً بالانسحاب إلى خارج المعسكر.
وأوضح المصدر، أن سلاح الجو في الجيش نفذ غارات عديدة على تجمعات المسلحين في محيط المعسكر قبل اقتحامه وداخله بعد انسحاب الجيش منه وحالت دون تمركزهم فيه وأدت لمقتل ما لا يقل عن 100 مسلح.
ولفت إلى أن استشهاد عدد من جنود وضباط الجيش الذين انسحب معظمهم إلى قرية مصيبين المجاورة له وإلى مدينة أريحا ومعسكر المسطومة الذي يبعد عنه نحو 2 كيلو متر لتعزيز دفاعات الجيش فيه، هو ما حال دون وقوع المزيد من الشهداء في ظل تدفق أعداد غفيرة من الانتحاريين.
كما تمكن سلاح الجو من تصويب غارات مركزة على انتحاريين شيشانيين جنوب مدينة جسر الشغور أدت إلى مقتل أعداد كبيرة منهم أضيفوا إلى قتلى المسلحين في قرى سهل الغاب الشرقي جنوب المدينة حيث تسلل المسلحون إليها وتجري اشتباكات عنيفة مع الجيش الذي بدأ عملية ارتدادية لاستعادتها مع جسر الشغور ذات الموقع الإستراتيجي.
وأشار مصدر معارض لـ«الوطن» أن ما يدعى جيشي «الفتح» و«النصر» بزعامة «النصرة» فشلا في تحقيق أي خرق أمس على طول جبهات القتال المشتعلة في محيط جسر الشغور وفي سهل الغاب وصولاً إلى محيط مدينة أريحا ومعسكر المسطومة وقرى كفر نجد ونحليا والمقبلة التي سيطر عليها الجيش قبل أسبوعين.
وقال المصدر: إن المسلحين الإسلاميين المتشددين فشلوا حتى بالسيطرة على المشفى الوطني في جسر الشغور والذي تتمركز فيه قوة حماية صغيرة من الجيش سجلت صموداً أسطورياً خلال أسبوع من الاشتباكات مع أعداد كبيرة من المهاجمين وتمكنت من قتل عشرات المسلحين ومنهم قياديون ميدانيون في ساحة المشفى وتحت شرفاته.
في الغضون، أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» زيف ادعاءات الإعلام المؤيد للمجموعات المسلحة والذي تحدث عن انسحاب رتلين عسكريين من أريحا باتجاه سهل الغاب حيث لا يزال طريق الإمداد هذا مفتوحاً أمام الجيش. وبينت المصادر أن المعنويات مرتفعة لوحدات الجيش واللجان الشعبية المتمركزة معها في أريحا وعلى طول الطريق الممتد حتى قرية فريكة جنوب جسر الشغور والطريق المؤدي من القرية إلى عمق سهل الغاب. إلى ذلك، أوضح مصدر ميداني من داخل مطار أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي أن المطار آمن مع القرى المحيطة به وأن جميع عمليات التسلل التي نفذتها «النصرة» أحبطت في مهدها ولم تتمكن من الوصول إلى المطار أو التمركز في محيطه.
في الأثناء، أكد مصدر معارض في إدلب أن جماعة أو تنظيم «خراسان» المطلوب رقم واحد أميركياً يشارك إلى جانب شقيقته «جبهة النصرة»، في معارك جسر الشغور ومعسكري المسطومة والقرميد.
وفي اتصال مع «الوطن»، أوضح المصدر المقرب من «صقور الشام»، التي اندمجت في حركة «أحرار الشام الإسلامية» وتشكل فصيلاً مهماً في «جيش الفتح» الذي بسط سيطرته على إدلب، أن «خراسان» نقلت عدداً كبيراً من قياداتها وعناصرها إلى قرى في جبل الزاوية ومحيط بلدتي دركوش وسلقين في ريف إدلب على الحدود التركية من بلدة سرمدا وقرية كفر دريان ومن قرية كفرجوم في ريف المهندسين جنوب حلب بعد استهداف «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لمراكزها وتجمعاتها في 23 أيلول الماضي وادعت تحقيق إصابات مباشرة في صفوفها وإصابة زعيمها الكويتي محسن الفضلي الذي نجا من ضربات التوماهوك.
وأشار المصدر إلى أن «خراسان» وسع قاعدته في حلب وإدلب وبات يضم مسلحين سوريين وعرباً وأجانب كثراً ممن لديهم خبرة قتالية وولاء مطلق لـ«القاعدة» ومنهم خبراء متفجرات سبق لهم القتال في أفغانستان وأصبح يشكل تهديداً قوياً وجدياً للمصالح الغربية في ظل إطلاق تغريدات على موقع «تويتر» من محسوبين عليه عن نيتهم «صيد العصافير» من دون الإفصاح عن هويتها وماهية أهدافها التي يعتقد خبراء عسكريون أنها أميركية وأوروبية وعربية من الدول المشاركة في تحالف واشنطن. وكانت الولايات المتحدة رصدت مكافآت مالية مقدارها 12 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على محسن الفضلي ونائبه عادل الحربي اللذين أسسا «خراسان» الجماعة المتخصصة في تصنيع المتفجرات من خيرة مسلحي «القاعدة» المخضرمين في إقليم خراسان الواقع بين أفغانستان وباكستان برعاية وأوامر أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» بهدف تنفيذ عمليات انتحارية وتفجير مقار حساسة في مدن أميركية وأوروبية.
يذكر أن تنظيم «خراسان» بايع تنظيم «داعش» مع بدء غارات التحالف على مقاره وتجمعاته في مدينة عين العرب وريفها.