اعتبرت تصريحاتها استمراراً لـ«نهج الحكومة الألمانية بدعم الإرهاب» … طهران: كان من المتوقع أن تعتذر وزيرة الخارجية بيربوك
| وكالات
نددت إيران أمس بالتصريحات المعادية لها التي أدلت بها وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك من بغداد، عبر تقديم مزاعم لا أساس لها من الصحة ضد طهران، معتبرة أنها تمثل استمراراً لـ«نهج الحكومة الألمانية بدعم الإرهابيين».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: «كان من المتوقع أن تعتذر وزيرة الخارجية الألمانية
أولاً وقبل كل شيء عن السلوك السابق المخزي لحكومة بلادها تجاه الشعبين الإيراني والعراقي» وذلك وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «العالم» الإخبارية.
ولفت إلى الدور الذي لا يمكن إنكاره لإيران في دعم سلامة ووحدة الأراضي العراقية واحترام سيادة هذا البلد، وقال: في الوقت الراهن لجأ عدد كبير من الجماعات الانفصالية والإرهابية المسلحة الملطخة أيديها بدماء المدنيين الإيرانيين والعراقيين، إلى ألمانيا.
وأضاف: إن تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية ضد إيران مؤشر إلى استمرار نهج الحكومة الألمانية الداعم للإرهابيين المسلحين والانفصاليين ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستمرار الجهود غير المثمرة للإضرار بالعلاقات بين البلدين المجاورين إيران والعراق.
ونصح ألمانيا بأن تتعلم الدرس من التاريخ، وقال: لن تنسى دول المنطقة أبداً أداء بعض الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا، في إشعال نيران الحرب ودعم الطغاة والديكتاتوريين الذين أشعلوا نار الحرب.
وأول من أمس قالت بيربوك، خلال زيارة إلى بغداد: إن «الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود العراقية غير مقبولة وتعرض المدنيين والاستقرار الإقليمي للخطر».
وسبق أن أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن «حكومة العراق المركزية اتّفقت مع إيران على إبعاد الجماعات الإرهابية عن الحدود الإيرانية»، كما شدّد على دعم بلاده للعراق وأمنه وسيادته في مواجهته للإرهابيين.
وقدّمت إيران أكثر من 70 وثيقة إلى العراق بشأن وجود جماعات إرهابية مسلّحة في إقليم كردستان العراق، بعد إعلان حرس الثورة الإيراني بدء جولة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على «مقار المؤامرة ومراكزها المعادية لإيران في الإقليم».
كذلك، أرسلت إيران رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، شرحت فيها أسباب قصفها الجماعات الانفصالية المتمركزة في كردستان العراق، مشدّدةً على عدم وجود «خيار آخر لديها من أجل حماية نفسها من هذه الجماعات الإرهابية».
بموازاة ذلك، أكد مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا وممثلها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية محسن نذيري أصل أن طهران تحتفظ بحق الرد ضد أي إجراءات سلبية تُتخذ ضدها.
وفي مقابلة مع قناة «الميادين» شدد نذيري أصل على أن إيران تلتزم بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي معلومات تحتاجها ضمن الأطر الملزمة قانونياً، وقال: إن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت مهمة جداً، إذ وضعت طرائق عمل للأسابيع والأشهر المقبلة.
وأضاف: إن تقرير وكالة الطاقة الدولية يوضح أن نسبة التخصيب هي بنسبة 60 بالمئة، لافتاً إلى أن «إيران تحتفظ بحق الرد ضد أي إجراءات سلبية تُتخذ ضدها».
والإثنين الماضي، قال مدير عام وكالة الطاقة الدولية، رافائيل غروسي، خلال مؤتمرٍ صحفي في فيينا إن ما حصل في إيران ليس اتفاقاً جديداً بل هو مواصلة لحديث مستمر منذ 3 سنوات.
وأكد غروسي أن الوكالة تريد التوصل إلى علاقات طبيعية مع طهران، لأن ذلك سيسهل أموراً كثيرة، وسيمهد الطريق للعودة إلى مفاوضات فيينا.
وقال غروسي: إنه «لا يمكنه حسم ما إذا كانت زيارته إلى طهران ستؤثر بصدور قرار جديد ضد إيران أم لا»، مشيراً إلى أن هذا «عمل الدول الأعضاء».
وقدّم غروسي تقريره أول من أمس عن زيارة إيران ولقاء المسؤولين فيها أمام اجتماع مجلس المحافظين، قائلاً: إن إيران «وافقت، بعد المناقشات، على السماح للوكالة بالمضي قدماً في إجراءات المراقبة والتحقق الإضافية التي لا غنى عنها للوكالة في أداء مهمتها».
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران مطلع شهر آذار الجاري لإجراء مناقشات بشأن برنامج إيران النووي.
والتقى غروسي خلال الزيارة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وفي وقتٍ سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إنه «من دون أي شروط مُسبقة، ومن خلال حسن النية وتصميم جميع الأطراف، يمكن اتخاذ الخطوات النهائية للمحادثات النووية».