«الوطني الفلسطيني» رحب بقرار جنوب إفريقيا خفض العلاقات مع الكيان الإسرائيلي … الاحتلال يقصف جنوب قطاع غزة ويرفع حالة التأهب.. وإضراب شامل في الضفة
| وكالات
رحب المجلس الوطني الفلسطيني بقرار برلمان جنوب إفريقيا خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي رداً على الجرائم اليومية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، على حين قصف كيان الاحتلال مناطق جنوب قطاع غزة المحاصر، بينما عم الإضراب الشامل مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية حداداً على أرواح شهداء جنين، وحملت جامعة الدول العربية بدورها الاحتلال مسؤولية وتداعيات الهجوم على المخيم، وطالبت الإمارات من جانبها الكيان إسرائيلي بوقف التصعيد.
وحسب وكالة «وفا» قال رئيس المجلس روحي فتوح في بيان أمس: إن عزل الاحتلال على المستوى الدولي يعتبر خطوة مهمة ورسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وسياسة الفصل العنصري، لافتاً إلى أن جنوب إفريقيا رمز من رموز الحرية والانتصار على العنصرية التي عانى منها شعبها لسنوات طويلة.
من جهتها أكدت حركة «فتح» أن قرار خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال يجسد عمق العلاقة التاريخية بين فلسطين وجنوب إفريقيا على المستويين الرسمي والشعبي، ويشكل رسالة دعم وإسناد للشعب الفلسطيني في ظل ما يواجهه من عدوان إسرائيلي متواصل يخالف جميع القرارات الأممية والشرائع الدولية والإنسانية.
وطالبت «فتح» دول العالم بأن تحذو حذو جنوب إفريقيا في تعاملها مع كيان الاحتلال بناء على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وليس بناء على علاقات المصالح والهيمنة.
وأول من أمس الثلاثاء صوت برلمان جنوب إفريقيا على قرار لخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين.
ونقلت وكالة «وفا» عن حزب الحرية الوطني الذي قدم مشروع القرار قوله في بيان: تمت إقامة إسرائيل من خلال تهجير الفلسطينيين وقتلهم وإحكام السيطرة عليهم من خلال نظام الفصل العنصري، وبصفتنا مواطنين في جنوب إفريقيا فإننا نرفض الوقوف مكتوفي الأيدي بينما ترتكب جريمة الفصل العنصري مرة أخرى.
وأشار الحزب إلى أن هذه الخطوة تأتي ترجمة لسياسة جنوب إفريقيا في دعم الشعوب المضطهدة في العالم، حيث كان الرئيس الراحل نيلسون مانديلا رمز محاربة الفصل العنصري (الأبارتهايد) يقول على الدوام: إن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين.
وخفضت بريتوريا تمثيلها الدبلوماسي لدى الاحتلال عام 2019 وسحبت سفيرها، بسبب الفظائع التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
في غضون ذلك قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مناطق عدة جنوب قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال استهدفت بقذائف المدفعية مناطق شرق خان يونس جنوب القطاع، وتوغلت عدة آليات وجرافات عسكرية للاحتلال شمال شرق خان يونس، وقامت بأعمال تجريف لمساحات من الأراضي الزراعية.
وعمّ أمس الإضراب الشامل، مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية حداداً على أرواح شهداء جنين، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، استجابةً لدعوات الفصائل الفلسطينية إلى الإضراب، وعمت حالة من الغضب الضفة بعد إعلان الاحتلال رفع حال التأهب.
وفي غزّة، كذلك، شارك مئات المواطنين في مسيرات متفرقة في مختلف مناطق القطاع، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في جنين، ودعماً للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلقت المسيرات بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية ولجنة الأسرى، تحت شعار «مسيرات الغضب» للتنديد بجريمة الاحتلال والمجزرة التي ارتكبت في جنين، وردّدوا شعارات تدعو إلى الاستمرار بالمقاومة.
ويأتي ذلك بينما تستعد قوات الاحتلال «لعمليات انتقامية» بعد عملية القوات الخاصة الإسرائيلية (يمام) في جنين أول من أمس، والتي أدّت إلى استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم منفذ عملية حوارة الذي نعته كتائب القسام.
وبحسب إعلام العدو، فقد أصدرت قوات كيان الاحتلال الإسرائيلي مساء أول من أمس الثلاثاء أمراً بمضاعفة حالة التيقظ والوجود بصورة بارزة في القدس وفي منطقة خط التماس والمدن المختلطة.
وقالت «القناة 13» الإسرائيلية: إن حركة «حماس» تحاول فرض معادلة تهديد جديدة وخطيرة، وهذا ما لن تقبل به إسرائيل.
وكانت الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، قد هددت بالانتقام بعد الاعتداء الإسرائيلي، الذي جرى خلاله محاصرة منزل واستهداف قاطنيه.
وقامت قوات عسكرية كبيرة قدرت بنحو 40 آلية عسكرية مدعومة بقوات خاصة قد تسلل جنودها إلى مخيم جنين بزي مدني، بمحاصرة منازل في شارع مهيوب بشرق المخيم، وقصفت هذه القوة أحد المنازل بالصواريخ على حين كانت مروحيات ومسيرات تشارك في الهجوم.
وشيّع أهالي مخيّم جنين الشهداء الستة الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال بعد اقتحامها المخيّم، وانطلقت مسيرة التشييع من مستشفيي ابن سينا وجنين الحكومي، وجابت شوارع المخيم، حيث حمل المشيّعون جثامين الشهداء، وندّدوا بجرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وأشادوا بالتصدي البطولي للمقاومين لعدوان الاحتلال.
من جهتها، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بـأشد العبارات المجزرة الدموية الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أول من أمس خلال اقتحام قواته الخاصة مخيم جنين.
وذكر بيان الدول العربية أنّ هذه المجزرة الدموية الجديدة، وهي الرابعة منذ بداية عام 2023، تأتي في سياق الحرب المفتوحة التي تنتهجها حكومة اليمين المتطرف ووزراؤها العنصريون المحرضون، وامتداداً لسلسلة المجازر والجرائم المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني.
وحمّل البيان حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الممنهجة والخطيرة، وعن تداعياتها على الوضع المتدهور في الأرض الفلسطينية المحتلة، وانعكاساتها الإقليمية والدولية.
كما دانت وزارة الخارجية الإماراتية بدورها في بيان أمس الاقتحامات الإسرائيلية لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ودعت السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأكدت أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.