في إطار العمل على تجاوز تداعيات الزلزال نفسياً ومعنوياً بالتوازي مع الاستجابة الطارئة طبياً وصحياً، بالنسبة للمتضررين في محافظة اللاذقية، تعمل الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وفق ورشة عمل للتدريب على دليل الدعم النفسي الاجتماعي والإسعاف النفسي الأولي.
حول الهدف الأساس من الدورة، بيّنت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان المهندسة سمر السباعي أن الهدف من هذا التدريب هو خلق مجموعة كاملة قادرة على التعامل مع الآثار السلبية التي خلفها الزلزال من خلال استثمار دليل موحد شامل للدعم النفسي الاجتماعي أعدته الهيئة مسبقاً كدليل معياري موجه لأشخاص لديهم خبرة أساساً في مجال الدعم النفسي لصقل معلوماتهم من خلاله.
وأشارت السباعي إلى أن المتدربين خاضعون لدورات عديدة في هذا المجال خلال سنوات الحرب الطويلة التي كانت فيها حاجة كبيرة إلى الدعم النفسي أيضاً، مبينة أن دليل الدعم النفسي الذي أعدته الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، موجه للأشخاص العاملين في مراكز الإيواء.
وبيّن مصدر لـ«الوطن»، أن الدليل يهدف إلى تأهيل المتدربين في مجالات تطبيق أنشطة دعم نفسي للأطفال، واكتساب المهارات اللازمة للاستجابة لأي نوع من الكوارث أو الحوادث الطارئة المحتملة، ورصد الحالات التي تحتاج إلى مراحل متقدمة من العلاج ليتم إحالتها إلى جهات متخصصة وفق هرم التدخلات، مع شرح أهم ما تضمنه من مبادئ الدعم النفسي والإسعاف الأولي بما يضمن مساعدة المتضررين بالاندماج والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وأشار المصدر إلى أهمية تشكيل فريق دعم نفسي مؤهل وقادر على التعامل مع الآثار السلبية التي خلفها الزلزال، في وقت يعاني العديد من المتضررين على الصعيد النفسي، ما يؤكد أهمية التعاطي علمياً مع هذا الأمر لتجاوز الكارثة من النواحي كافة.
وذكر المصدر أن الورشة تستهدف أكثر من 100 شخص من خريجي كليات الإرشاد النفسي والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع ممن يمتلكون خبرة في مجال الدعم النفسي، لصقل معلوماتهم والاطلاع على طرق العمل بالدليل بشقيه النفسي والاجتماعي عبر سلسلة من الجلسات النظرية، والتدريب العملي في أحد مراكز الإيواء.
وتتناول الورشة تقديم الإسعاف النفسي الأولي وفق طريقة صحيحة ومخططة، لمساعدة المتضررين نفسياً والتخلص من المخاوف التي تسيطر عليهم بسبب الزلزال.
وبالتوازي، تستمر دائرة الصحة المدرسية بمتابعة أوضاع الطلاب والتلاميذ والأطفال والأهالي بشكل عام المقيمين في المدارس التي تم استخدامها كمراكز إيواء، ويعمل 14 فريقاً للدعم النفسي ضمن خطة عمل الاستجابة السريعة الجوالة وتم توزيعها على مدن محافظة اللاذقية وريفها.