ثقافة وفن

فيلم «وعد شرف»… الشهادة والتقدير للعائلة السوريّة … الخطيب لـ«الوطن»: إنتاج متواضع وفكرة كبيرة أفتخر بإنجازها وأعتز … تكريم أيمن زيدان وباسل الخطيب وميادة بسيليس ووفيق حبيب وسمير كويفاتي

| عامر فؤاد عامر

يسلّط «وعد شرف» الضوء على واقع الأسرة في سورية، التي تبذل حياة أفرادها في سبيل نيل المعنى الأسمى من وجودها وهو الشهادة، أمام الحرب المستمرة في هدف تخريب وتدمير وحدة سورية، وصمودها، فتأتي صورة كلّ شهيد من شهدائنا الأبرار حكاية مطرزة بالشرف، والنبالة، والوطنيّة، والكثير من المعاني الإنسانية، ويسمو المعنى أكثر أمام غطرسة الطرف المعادي، الذي يتحدّى جمال بلدنا وبعده الحضاري، فكل الأساليب التخريبيّة يتمّ استخدامها اليوم بحجج واهية وشعارات مزيفة.

صعوبة المهمّة
التقينا مخرج الفيلم «باسل الخطيب» الذي قدّم سلسلة من الأفلام الروائيّة الطويلة خلال السنوات الخمس التي مرّت وكلها تحاكي الواقع السوري والأزمة التي نعيشها، وعن موقع فيلم «وعد شرف» القصير بين سلسلة أفلامه يجيب: «هو فيلم بإنتاج متواضع، لكن فكرته كبيرة جداً، ورسالته عميقة جداً، وهو بالتأكيد من الأعمال التي أفتخر وأعتز بها، وهو لا يقل صعوبة عن أيّ فيلم روائي طويل قدّمته، فالفكرة التي يمكن تقديمها في فيلم قصير، أيّ ضمن مدّة زمنيّة بسيطة، تغدو المهمّة فيه أصعب، وذلك من خلال تكثيف الشخصيّات، ومهامّها، ومصائرها، في وقتٍ محدد وقصير، فلذلك هذه التجربة لها موقع خاصّ وحميمي لديّ، جعلني أعيد النظر في كثير من الأمور التي يجب عليّ أن أشتغلها وأركز عليها».

لحظات لا تنسى
وعن التعاون الذي جاء من أهالي الشهداء الحقيقيين، الذين ساهموا في تقديم مشاهد من الفيلم، لتغدو لوحات حقيقيّة بلون توثيقي؛ أضاف للفيلم مسحة من الحزن، والحقيقيّة، يضيف لنا المخرج «باسل الخطيب»: «كان الوضع جداً مؤثراً، وكانت لحظات لا تنسى، فأهالي الشهداء عندما علموا بأنّه لدينا تصوير في مقبرة الشهداء، المكان الذي يجمع أضرحة أبنائهم، رفضوا أن يمثل أشخاص – كومبارس – عنهم، وجاؤوا هم بأنفسهم ليحتلوا صورة حقيقيّة أمام أضرحة أبنائهم، فكانت لحظات لا تمحى من الذاكرة».
جمعيّة تموز

الجمعية السوريّة لدعم أسر الشهداء «تموز» بالتعاون مع الهاني – جوى فيلم للإنتاج الفني قدمت الفيلم بافتتاح في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، في حضور شخصيّات اجتماعيّة وسياسيّة وفنيّة، وفي كلمة جمعية «تموز» الجمعية السوريّة لدعم الشهداء، التي جاءت بخصوص الفيلم: «إن تموز جاءت وانبثقت منكم كتعبير عن حبّ هذا الوطن والتشبث به، ولهذا كان الوعد وعد الصادقين، والشرف في أن أبنائنا وإخوتنا في الجيش العربي السوري البطل لم ولن يعرفوا يوماً طعم الهزيمة أو التراجع. فمنذ تشريني التصحيح والتحرير وحتى يوم الناس هذا كان الجندي السوري ولم يزل رمزاً لكلّ مآثر المجد والبطولة، وأسطورة كتبها أبطالنا الميامين بالدّم والعرق هاتفين في كلّ ساحات الفداء: «وطن… شرف… إخلاص» صاعقين بذلك كل من تسوّل له نفسه تدنيس تراب هذه الأمّة. فالوطن كان وسيبقى:
«عرين العروبة بيت حرام
وعرش الشموس حمى لا يضام».

القصة باختصار
يتحدث الفيلم باختصار عن عائلة مؤلّفة من أب، وأمّ متوفاة، وابنة شابة تدرس في دمشق تضطر لنقل دراستها إلى مكان أقرب على مكان سكن عائلتها الأساسي، أمّا أخواها فأحدهما في خدمة العلم يدافع عن أرضه، وبلده، والآخر يستعد للهجرة، ومع تلقي خبر استشهاد أخيه في الحرب، يعدل عن فكرته في هجرة الوطن؛ ليلتحق بصفوف الجيش العربي السوري انتصاراً لشهادة أخيه.

بسيليس الختام
تلا عرض فيلم «وعد شرف» حفل فنّي أحيته الفنانة «ميادة بسيليس» تحية إجلال وإكبار وتقدير للشهداء السوريين ولأهلهم ومحبّيهم، قدّمت فيه مجموعة من الأغاني العاطفيّة والوطنيّة، ومنها كانت أغنية لمدينة «حلب»، وأغنية «أحبّ دمشق» للسيدة فيروز، و«كذبك حلو»، و«وسختوا الصابون» وغيرها، وفي ختام الحفلة أعادت «ميادة» غناء أغنية «الشهيد» التي جاءت في نهاية فيلم «عد شرف» وهي من كلمات الفنان «أيمن زيدان»، وألحان الفنان «سمير كويفاتي».

تكريماً
وفي نهاية الحفل كان هناك تكريم لمجموعة من الأسماء تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم مثل المخرج «باسل الخطيب»، والفنانة «ميادة بسيليس»، والفنان «سمير كويفاتي» الذي قدّم الموسيقا التصويريّة للفيلم، والفنان «أيمن زيدان» الذي تغيب عن الحفل واستلمت ابنته التكريم بالنيابة، ومنتج الفيلم «هاني مخلوف»، وغيرهم.

شكراً
يذكر أن فيلم «وعد شرف» من تمثيل: «نجاح سفكوني»، و«يحيى بيازي»، و«جيانا عنيد»، و«علي الإبراهيم، «فارس ياغي»، و«وفاء العبد الله، لجين اسماعيل»، و«وجدي عبيدو»، و«بسام دكاك»، و«محمد حسن»، ويعقوب إحسان»، و«فريد طمس»، و«عمار شلهوم»، و«منيار الوقيّة»، و«محمد إبراهيم»، و«عيد ريشة»، و«علي سويدان»، وهو عن نص لـ«سامر اسماعيل» والإخراج لـ«باسل الخطيب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن