كرة الحرية في ذهاب دوري المحترفين … سيناريو معتاد ودوامة الهبوط مازالت مستمرة
| حلب – فارس نجيب آغا
جاءت نتائج كرة الحرية في القسم الأول من دوري المحترفين طبيعية لكل من تابع عملية التحضير وانتقاء اللاعبين وهو شيء تكرر مشهده في السنوات الأخيرة ولم يشكل أي مفاجئة للمتابعين العارفين ببواطن الأمور وسط افتقاد لرؤية مستقبلية تتصف بخبرة العمل الميداني، ما جر الفريق ليكون بين فرق مؤخرة الترتيب كما درجت العادة في ظل نقمة جماهيرية على مجلس الإدارة الذي بحسب رأيهم لا يملك جدارة قيادة أخضر الشهباء بسبب الأخطاء والمنغصات التي لم يتمكنوا من التعامل معها بإيجابية، ما خلق شرخاً كبيراً مع اللاعبين أدى لمغادرة البعض منهم مقر الإقامة في اللاذقية، حيث ازدادت حدة الخلافات أكثر في وقت يجب فيه على المسؤولين لمّ الشمل وخاصة أن البطولة لا ترحم وقضية التهديد بالهبوط بات سمة رئيسية تلازم الفريق كل موسم، الفريق جاء تحضيره عادياً جداً وعملية استقطاب اللاعبين لتدعيم الخطوط وسد الفراغات الحاصلة لم تلب الطموح فحضرت التعاقدات مع أسماء عادية كشفت مستواها الحقيقي عند المحك ضمن صراع الدوري حيث لا تستحق ارتداء القميص الأخضر، فهل يعود ذلك لعدم امتلاك المال الوافر أو لقلة حيلة وخبرة من تسلم قيادة الفريق؟
بالعموم كرة الحرية دفعت ثمن الأخطاء المتراكمة منذ سنوات وهي بلا شك ليست وليدة اليوم فلم يفلح أحد ممن حضر بانتشال النادي من واقعه المؤلم وبقي ضمن دائرة مغلقة ما بين الهبوط والصعود في تأرجح واضح ودليل كاف على الوضع الذي وصل إليه الفريق.
بالأرقام
استعداد الفريق لم يخرج عن نطاق أسوار المحافظة واكتفى الحرية بعدة مباريات مع الاتحاد وفرق أندية الدرجة الثانية (الحرفيين و الشهباء) فخسر أغلبيتها وتبين وجود حلقة مفقودة حيث يلوح في الأفق صورة ضبابية تمهد لحالة من عدم التوازن تؤدي لنتائج متواضعة تضع الكل ضمن دائرة الحساب، وهو حقيقة ما حدث، حيث لعب الحرية 6 مباريات حقق الفوز مرة واحدة بقيادة مدربه الجديد محمد خير حمدون بينما تعادل في 2 وخسر3 وطرق مرماه 7 وسجل 3 فجمع 5 نقاط محتلا المركز الثامن قبل متذيل الترتيب الجزيرة، حيث سينحصر الصراع على بطاقة واحدة نتيجة انسحاب أمية الهابط لمصاف أندية الدرجة الثانية.
ردة فعل
هذه الحالة من الانحدار وعدم الاستقرار لم تلق دعماً بكل المقاييس من حيث إعادة هيكلية للفريق فكل من يأتي همه الكرسي فقط بعيداً عن أي خطط عملية ذات فكر كروي يساعد على تصحيح وضع الفريق ليكون ليس في المقدمة بل بوسط الترتيب كأبسط احتمال ويخرج من دوامة الهبوط والصعود كل موسم، ويبدو أن القائمين كما أشرنا ليس لديهم شيء ليقدموه بعيداً عن الظروف الراهنة التي تعيشها حلب وخير دليل هو الجار الاتحاد الذي بات الحصان الأسود في مجموعته الآن من خلال النتائج المسجلة، وهو عامل يمكن أن يحفز نادي الحرية بجميع مكوناته مجلس إدارة وفنيين ولاعبين، لكن لم نشهد ردة فعل ليكون الانتصار على الجزيرة هو الخيط الرفيع الذي ربما يمهد لحالة استقرار وإعادة التوازن حين تستكمل مباريات الدوري.
لمصلحة النادي
على وقع النتائج لم يكن هناك خيار أمام المدرب (خالد الظاهر) إلا وضع استقالته على طاولة مجلس الإدارة معتبرا أنه قدم عصارة خبرته وجهده ضمن الإمكانيات التي أتيحت له فهو يشكو نزف اللاعبين المغادرين محليا والمهاجرين خارجيا، والتعاقدات التي حدثت كانت ضمن حد متوسط لن تلبي حاجة الفريق إلى ما يطمح، لكنه تصدى لتلك المهمة وقبل التحدي، ومع تقدم الوقت ظهرت بوادر خلاف بين الإدارة وبعض اللاعبين وسجلت مع انطلاق مسيرة الدوري فخسر الفريق أبرز لاعبيه (براء ديار بكرلي) ولم تكن البقية بمستوى لائق فلعب الظاهر بما هو متاح وحاول استعمال كل الأوراق التي يمتلكها وواجه بعض المعوقات وسط نقص في كل مباراة نتيجة حالات الطرد، ما تسبب بمشاكل داخل أرض الملعب فضلاً عن سوء الحظ الذي بقي ملازما لفريقه، بالنهاية كان لا بد للظاهر أن يتنحى عن منصبه في سبيل مصلحة الفريق إن كان ذلك هو القرار الأسلم مفضلاً الخروج بصورة طيبة لأن المهمة باتت صعبة للغاية.
فوز مهم
على الفور عقد مجلس الإدارة في حلب مع مسؤول الكرة علي الشيخ ديب اجتماعاً عاجلاً نُوقش فيه كتاب استقالة الظاهر مع سرعة البحث عن البديل وسط خيارات محدودة، فتم الاستعانة بالخبير الكابتن محمد خير حمدون ليتابع المشوار على أمل النهوض من الكبوة وضخ روح جديدة بنفوس اللاعبين الذين باتوا بحاجة لصدمة فكان الاختبار الأول أمام الجزيرة، حيث نجح بتحقيق فوز مهم وثلاث نقاط كان الفريق بأمس الحاجة لها، منحت نوعاً من الارتياح لدى البيت العرباوي متلازماً مع تأجيل مباريات الدوري وهي نقطة مهمة صبت بمصلحة الحمدون للعودة إلى حلب والعمل على حل جميع العوائق إن كانت فنية أو إدارية وهي فسحة وقت مهمة يجب الاستفادة منها.
كلام مستهلك
خلاصة الحديث أن سيناريو نادي الحرية يتكرر كل عام رغم تبديل الوجوه والقضية باتت تحتاج لحل جذري ومن دون ضخ مال وجلب لاعبين من نوعية جيدة لن يتحقق شيء، ولن يستطيع أحد إعادة هذا النادي لموقعه بين الكبار، أما الحروب بين الأعضاء فستبقى مستمرة إلى ما شاء الله وكل جماعة ترغب في أن تكون الحاكمة والمسيرة لهذا النادي، والتكتلات موجودة ولا يمكن إنكارها في معظم أنديتنا والحرية أحدهم، وما يمكن فعله الآن هو التكاتف بين الجميع لمصلحة الفريق حتى لا يعود لمصاف أندية الدرجة الثانية وهذا الكلام بات مستهلكاً للأمانة لأنه للدعاية والإعلام فقط ولا أحد يأخذ به.