أنقرة اعتبرت أنها ليست محتلة للأراضي السورية وتواجدها حماية للحدود! … مصادر لـ«الوطن»: لا مواعيد محددة حتى الآن لعقد الاجتماع «الرباعي» في موسكو
| سيلفا رزوق
أعادت التحركات الإيرانية- الروسية الأخيرة ملف تطبيع العلاقات السورية- التركية إلى واجهة التداول السياسي مجدداً، بعدما تسبب الزلزال المدمر بتوقف جميع التحركات السياسية المرتبطة بهذا الملف، لاسيما بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا وما تبعه من تفاهمات مرتبطة بتشكيل لجان مختصة من أجل ضمان حسن تنفيذ ومتابعة ما جرى خلال اللقاء الثلاثي.
وعلى الرغم من الإعلان الذي صدر عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بخصوص عقد اجتماع رباعي خلال هذا الأسبوع في موسكو يضم نواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، تحضيراً لعقد محادثات وزراء الخارجية، غير أن التوضيح الذي صدر مباشرة بعد هذا التصريح من قبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حول عدم تلقي موسكو الرد من سورية وإيران بخصوص الاجتماع الرباعي كشف أن المعطيات اللازمة لانعقاد هذا الاجتماع لم تنضج بعد وفق ما ذكرته مصادر متابعة لـ«الوطن».
مصادر «الوطن»، كشفت أن موقف سورية مازال على حاله لجهة التأكيد ضرورة الحصول على ضمانات من تركيا بالانسحاب من أراضيها قبل حصول أي لقاء سياسي يجمع الطرفين على طاولة مباحثات واحدة، مشيرة إلى أن البيان الرئاسي الصادر عقب استقبال الرئيس بشار الأسد لوزير الخارجية الإيراني كان واضحاً في هذا السياق، حيث نقل البيان عن الرئيس الأسد تأكيده بضرورة أن يكون هنالك تحضير جيد للاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة، يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة.
كما شدد الرئيس الأسد على أن مصالح الشعب السوري هي الأساس في أي خطوات سياسية تنتهجها الدولة وأن نتائج تلك الخطوات يجب أن تحقق مصلحة الشعب السوري.
وأشارت المصادر إلى أن موقف إيران لم يكن بعيداً عن موقف دمشق وجاء مؤيداً لها حيث لفت عبد اللهيان إلى أن بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وستدعم هذه المواقف في الاجتماعات الرباعية.
مصادر «الوطن» أكدت أن لا مواعيد محددة حتى الآن لانعقاد الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، مبينة أن دمشق منفتحة على كل الجهود الرامية لبناء الحوار مع أنقرة وفقاً للثوابت والأولويات التي يأتي في مقدمتها استعادة أراضيها المحتلة.
ولفتت إلى أن التحركات الدبلوماسية التي يقودها حليفا دمشق، لا تزال متواصلة، كما أن أبواب التوصل إلى توافقات تفضي لعقد الاجتماع الرباعي مازالت مفتوحة، لافتة في هذا الإطار إلى التصريح الذي صدر عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، الذي اعتبر أن بلاده ليست محتلة للأراضي السورية وتواجدها يهدف إلى مكافحة الإرهاب وحماية حدودها ووحدة أراضيها على حد قوله.