عشر سنوات على رحيل «الغضنفر» … صباح عبيد.. انطلقت شهرته الدرامية في «البركان» و«الجوارح» وغنّى للوطن مرتين
| وائل العدس
رحل باكراً بعد دخوله في غيبوبة لشهر كامل متأثراً بأزمة دماغية، هكذا فإن صباح عبيد لم يكمل عامه الثالث والستين حتى ناداه الموت ليوارى تحت ثرى اللاذقية قبل عشر سنوات.
ودفن الراحل بناءً على وصيته في قطعة أرض اقتناها في حياته لتكون مثواه الأخير، بمنطقة «سيانو» في جبلة، وهو من مواليد محافظة حلب 1950، متزوج وله ثلاثة أولاد.
مسيرة حافلة
بدأ مشواره الفني في سن صغيرة في الجمعية العربية المتحدة للأدب والفنون والتي عنيت بالمواهب الفنية والمشاريع، وقد كانت منصة انطلاق عدد من النجوم السوريين مثل الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي.
حصل بعدها على المركز الأول في «مسرح المواهب»، ولمعت موهبته من خلال العمل في المسرح، حيث أدى خلال المسرحيات الطلابية التي شارك بها شخصيات بطولية أبرزت موهبته منذ سنواته الأولى.
بعد ذلك دخل عالم المسرح مع الشاعر والكاتب المسرحي عبد الفتاح رواس قلعجي قبل أن يلتحق بالخدمة العسكرية في محافظة اللاذقية.
سافر إلى دمشق وانتسب لنقابة الفنانين عام 1975 بتشجيع من الفنانين أحمد حداد وأحمد نهاد الفرا، ثم أصبح عضواً دائماً في النقابة بعد فترة التمرين عام 1978.
أعمال راسخة
شارك في عشرات من الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، لكنه اشتهر باسم «الغضنفر» في أواخر التسعينيات الماضية عند أدائه لشخصية تحمل هذا الاسم في المسلسل التاريخي «البركان» للمخرج محمد عزيزية عام 1989 ليلتصق به الاسم بعد ذلك، وخاصة أن شخصيته ونبرة صوته كان فيهما شيء من هذا الاسم، ثم اشتهر بشخصية «الباشق» عندما أداها في مسلسل «الجوارح» للمخرج نجدت أنزور عام 1995.
أما أهم أعماله المسرحية فهي «الطحالب والممر» و«المروءة المقنعة» و«الناصر صلاح الدين»، وسينمائياً شارك في «إمبراطورية غوار» 1982، و«ليلى والذئاب» 1984، و«المكوك» 1992، و«آه يا بحر» 1994.
وعلى الصعيد الدرامي اشتهر بالعديد من الأعمال منها: «حرب السنوات الأربع» عام 1980، «وادي المسك» عام 1982، «أبو كامل» عام 1993، «دموع الأصايل» عام 1994، «قانون الغاب» عام 1994، «بنت الضرة» و«باب الحديد» و«العوسج» عام 1997، «الكواسر» عام 1998، «حي المزار» و«جلد الأفعى» و«الفوارس» عام 1999، «الخوالي» و«البواسل» عام 2000، «ردم الأساطير» عام 2002، «ذكريات الزمن القادم» عام 2003، «صراع الأشاوس» عام 2004، «رجاها» عام 2005، «انتقام الوردة» و«الوزير وسعادة حرمه» عام 2006، «باب المقام» عام 2008، «على موج البحر» عام 2009، «فزلكة عربية» و«شاميات» عام 2010، «الدبور» عام 2011، «الشبيهة» عام 2012.
آخر الأعمال
رغم رحيله، كان الفنان عبيد حاضراً في الموسم الرمضاني الذي تلا رحيله من خلال مسلسل «عيلة ومكترة» الذي يتألف من مجموعة من الحلقات المنفصلة تدور أحداثها حول مغامرات ومواقف تحدث لمجموعة من الشخصيات، والمسلسل من تأليف ثائر العكل، وإخراج فادي سليم، وإنتاج شاميانا للإنتاج والتوزيع الفني، وتم تصوير العمل في مدينتي اللاذقية وطرطوس، ليكون هذا العمل الأخير في مسيرته الفنية الطويلة.
مناصب عدة
شغل خلال مسيرته العديد من المواقع في نقابة الفنانين منها مدير مقر النقابة وعضو في المجلس المركزي، وعين رئيساً لمكتب الثقافة والإعلام ثم نقيباً للفنانين وصنف كفنان أول عام 1984 وكان عضواً في مجلس الشعب في الدور التشريعي التاسع.
حصل على براءة تقدير مع الميدالية الذهبية في التسعينيات من القرن الماضي وشارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية ومؤتمرات اتحاد الفنانين العرب والملتقى الأول للفنانين العرب في ليبيا كما كتب دراسات عدة عن الفن.
كُرم عام 2008 في لبنان في مهرجان ذكرى وفاة الكبير منصور الرحباني، وكُرم في مدينة العين الإماراتية على مجمل أعماله.
مثير للجدل
يعتبر الفنان الراحل من أكثر الفنانين جدلاً لأسباب عدة، والبداية لكونه حظي بمقعد في البرلمان السوري في الدور التشريعي التاسع.
وأحدث ضجة إعلامية حينما أصدر قراراً منع بموجبه الفنانتين اللبنانيتين إليسا وهيفاء وهبي والفنانة المصرية روبي من الغناء في سورية بداعي الحفاظ على الهوية البصرية ووضع حد للتلوث الأخلاقي، علماً أنه تبوأ رئاسة نقابة الفنانين بالفترة ما بين 2006 – 2008 قبل أن يقدم استقالته.
في الغناء
طوع الراحل صوته الرجولي للغناء للوطن، فأنشد له عام 2006 في ديو مع مجموعة مع نجوم الدراما السورية منهم رفيق سبيعي وناجي جبر وسلمى المصري وسلوم حداد.
وكرر الأمر عام 2008، فغنى مع مجموعة من نجوم الغناء العربي لدمشق في احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية» بمشاركة هاني شاكر ولطيفة التونسية وحسين الجسمي وعاصي الحلاني وآخرين.