أقيمت مباريات إياب الدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا في نهاية الأسبوع الماضي فأسفرت عن تأهل أربعة فرق إلى الدور الربع النهائي وهي (بايرن ميونيخ، تشيلسي، ميلان، بنفيكا) على حين بقيت أربعة فرق أخرى ستحدد هويتها مباريات اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، وقد تم تكليف الحكام بما يتناسب مع أهمية مباريات الإياب ودرجة صعوبتها وتأثير النتائج المسجلة ذهاباً عليها، ثلاثة حكام شاركوا بالمونديال الأخير وهم (الإيطالي أورساتو والهولندي ماكيلي، والفرنسي توريان) إضافة إلى (التركي أموت ميلر) لمباراة (بنفيكا وكلوب بروج) الأقل صعوبة فكان التحكيم ناجحاً وعادلاً بشقيه الميداني والتقني الذي ساهم بتأكيد بعض القرارات أو تصحيحها ما أثر إيجاباً على صحة وعدالة القرارات المتخذة.
وفي ملاحظات رقمية على المباريات لوحظ ارتفاع الوقت بدل الضائع والمعلن إلى (29) دقيقة بمعدل (7.25) دقائق للمباراة تماشياً مع التعليمات الجديدة وذلك بالحرص على احتساب الوقت بدل الضائع بدقة، بما يتوافق مع قانون اللعبة مع ارتفاع بعدد الإنذارات إلى (19) إنذاراً بمعدل (4.75) معظمها لأسباب تكتيكية، وأحياناً متهورة بهدف تعطيل أو إيقاف عملية بناء الهجمات الواعدة، فيما كان مجموع المخالفات المحتسبة (66) مخالفة منها ركلتا جزاء أي بمعدل (16.5) مخالفة في المباراة وهو رقم يتناسب مع معدلات المخالفات في المسابقات الأوروبية وهو الأقل عالمياً.
أما عدد الأهداف المسجلة فهو (10) أهداف من (32) تسديدة على المرمى بمعدل (2.5) هدف في المباراة الواحدة وهي نسبة تقل قليلاً عن المعدل الأوروبي للتسجيل.
ومن المفارقات أن فريق (بنفيكا) سجل خمسة أهداف مقابل ارتكابه ثلاث مخالفات فقط، على حين حصل (دورتموند) على ثلاثة إنذارات عن أربع مخالفات ارتكبها… وهذا يدلل على تقلص عدد المخالفات لمصلحة اللعب الإيجابي النظيف، وهو أمر يجب العمل على تعزيزه دائماً وارتكاب المخالفات لم يكن لعاملي الإهمال أو التهور بقدر ما كان لأهداف تكتيكية.
وأما تقنية الفار، فقد لعبت دوراً مهماً ومؤثراً في دعم قرارات الحكام أو تصحيحها:
– فأكدت قرار الحكم المساعد بإلغاء هدف لـ(بايرن ميونيخ) في الدقيقة (51) لوجود (مولر) في موقف تسلل لحظة تصويب الكرة برأس زميله (موتينغ) إلى مرمى باريس سان جيرمان، حيث قام بعدها (مولر) بمحاولة واضحة بمد قدمه للعب بالكرة القريبة منه دون أن يلمسها ما أثر على قدرة حارس المرمى على لعب الكرة أو المنافسة عليها (تداخل مع المنافس).
– كما دفعت الحكم (ماكيلي) لتصحيح قراره واحتساب ركلة جزاء لمصلحة (تشيلسي) في الدقيقة (46) بعد مراجعة الشاشة لوجود لمسة يد على (وولف- دورتموند) الذي أبقى يده بعيدة عن الجسم.
– وساهمت بإعادة تنفيذ ركلة الجزاء لتشيلسي لتجاوز لاعب (دورتموند- أورغان) قوس منطقة الجزاء قبل التنفيذ وقيامه بالتداخل باللعب بشكل مباشر وإبعاد الكرة بعد ارتدادها من القائم.
إن تطور كرة القدم الأوروبية قد جاء نتيجة عمل اجتمعت فيه الخبرة والكفاءة فأثمرت وضوحاً بالرؤية ودقة بالتنفيذ مع حرص الجميع لتقديم منافسة قوية وممتعة هي الأهم على مستوى العالم.