لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الوثبة يتوقع لها هذا الحضور الباهت الموسم الفائت في مسابقتي الدوري والكأس، فبعد أن وصل الفريق إلى نهائي كأس الجمهورية، وحل بمركز الوصافة قبل عدة مواسم، وكان نداً قوياً في مباريات الدوري الذي لم يكتمل الموسم قبل الماضي تحول إلى فريق وديع تستبيح سلته أضعف الأندية ومني بخسارات أمام أندية كانت تتمنى أن تكون خسارتها معه أقل من عشر نقاط.
لكن ومع قدوم الإدارة الجديدة وجدت ضرورة العودة باللعبة لنقطة الصفر، وإعادة ترتيب أوراق اللعبة ما يتناسب مع المرحلة المقبلة التي تتطلب الكثير من الإمكانات المادية.
تراجع مخيف
أرهقت التعاقدات مع بعض اللاعبين منذ عدة مواسم النادي ووضعته تحت أعباء مالية كبيرة لم يتمكن من تحملها، ما تسبب في حدوث شرخ كبير بين اللاعبين والإدارة، لا بل أكد بعض اللاعبين من خارج أسوار النادي ضعف انتمائهم بعدما رفض البعض منهم اللعب بحجة عدم دفع مستحقاته المالية المتراكمة، لذلك ارتأت الإدارة الجديدة ضرورة طي هذه الصفحة المظلمة بتاريخ النادي، والاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب الموجودين بالنادي والذين لم يتمكنوا من أخذ فرصتهم بسبب هذه التعاقدات، وتهدف من وراء هذه الخطوة بناء فريق للمستقبل، وهذا يتطلب متسعاً من الوقت حتى تنضج الفكرة وتترجم على أرض الواقع.
منغصات جديدة
لم تكد سلة رجال نادي الوثبة أن تنتهي من مشكلة حتى تجد نفسها أمام مشكلة أصعب، فلاعبو الفريق لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية منذ بداية الموسم، والإدارة لم تعر نداءاتهم أي اهتمام وكأن الأمر لا يعنيها رغم الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد، على أمل أن تحل هذه المشكلة قبل عودة مباريات الدوري لأن هذه المنغصات قد تؤثر سلباً على نتائج الفريق في حال بقيت من دون حلول جذرية.
عودة للتحضير
على الرغم من كل هذه المنغصات التي يعاني منها الفريق بشكل عام، مازال الفريق يتمرن بمعدل حصة تدريبية يومية تحت إشراف المدرب الوطني الشاب سامر سطمة على أمل أن يعود الفريق لتوازنه ويستعيد لاعبوه ثقافة الفوز التي افتقدها هذا الموسم، حيث مني الفريق بخمس خسارات كانت كفيلة بوضعه في المركز الأخير على لائحة الترتيب العام للدوري.
إداري الفريق الكابتن حسان دالاتي أكد في معرض حديثه لـ«الوطن»، بأن تحضيرات الفريق تسير بشكلها الطبيعي من دون أي منغصات تذكر، وتابع يقول:
لقد قمنا بفسخ عقد اللاعب الأجنبي كريس بالتراضي بسبب تعليق النشاط الرياضي نتيجة الزلزال المدمر الذي تعرضت له البلاد، وقررت الإدارة استكمال الدوري بلاعبين محليين وهم من أبناء النادي، وختم حديثه بقوله: الإدارة وعدت بتسديد كامل مستحقات اللاعبين المالية في الفترة القادمة رغبة منها في تسجيل حضور طيب وتحقيق نتيجة إيجابية ترضي طموح عشاق ومحبي الفريق هذا الموسم.
فوق تحت
لن يكون اهتمام الإدارة منصباً على الفريق الأول بل على العكس ستولي الإدارة اهتمامها الأكبر لفرق النادي بشكل عام، وبالتحديد الفئات العمرية لأنها تعتبرها بمنزلة اللبنة الأساسية لبناء جيل سلوي للنادي يقيه شر التعاقدات مع لاعبين لا يقدمون للنادي شيئاً سوى وضعه تحت الأعباء المالية الضخمة، وسوف تقوم الإدارة بتكليف مدربين من مستوى عال لقيادة فرق القواعد بالنادي والسعي لتأمين كل ما تتطلبه هذه الفرق من مقومات العمل الصحيح والأجواء التحضيرية المناسبة.
خلاصة
سلة الوثبة تمتلك الكثير من الخامات والمواهب لكنها بحاجة لمن يتمكن في صقل هذه المواهب ورعايتها وتطوير مستواها، ولا ضير في البحث عن مدربين من ذوي الخبرة للعمل بجد ونشاط ومحبة بعيداً عن بعض المدربين الذين لم يتمكنوا من إحداث تغيير رغم توافر كل مقومات التألق، فلم يكن الحصاد حتى الآن مثمراً وموازياً لعطاء الإدارة، وهناك العديد من المدربين القادرين على العمل بمحبة وصدق بعيداً عن شعارات التنظير.