وافقت اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في حلب على استقالة عضوي مجلس إدارة نادي أهلي حلب محمود عنبر وصالح عجلة، وذلك بحسب مصدر مطلع أفصح لـ«الوطن» عن مضمون القرار، ورفعت تنفيذية حلب مقترحها إلى المكتب التنفيذي في دمشق لوضعها في صورة الأمر واتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية في ظل حالة الفراغ التي يعيشها النادي على الصعيد الإداري، وعدم الالتزام بالاجتماعات الدورية والتقصير الكبير في بعض الألعاب التي تعاني الأمرين مع عجز مالي كبير وديون متراكمة بمئات الملايين، وتكررت استقالة العنبر لأكثر من مرة في وقت سابق لكن على ما يبدو لم يعد يملك هذه المرة الرغبة في العمل لأسباب عديدة ربما لم يفصح عنها شخصياً، وهو ما دفعه لقرار نهائي من دون العودة عنه بعد زيارة قام فيها الأسبوع الماضي إلى مقر تنفيذية حلب، ولعل أحد أهم الأسباب التي دفعته للاستقالة ربما هي حالة الترهل التي يعيشها النادي من الداخل في جميع أقسامه وعدم الاتفاق في كثير من القضايا نتيجة الخلافات الموجودة منذ أشهر بين بعض الأعضاء وعدم التوافق فيما بينهم بشكل دائم.
قرار وتضخم
لم يمض وقت طويل على ترميم مجلس الإدارة من المكتب التنفيذي الذي يتجنب الخوض في معضلة نادي أهلي حلب بشكل دقيق، حيث بادر منذ فترة لإعادة ترتيب أوراق المجلس وترميمه وضم عدد من الأعضاء الجدد، لكن الأسماء التي وصلت أغلبيتها لا تملك خبرة العمل الفني والإداري وجاء الترميم كذر للرماد في العيون من دون أي تقدم يذكر ممن حضر أي بمعنى أن القرار لم يفد النادي في شيء وهو نتاج اختيار أسماء بعيدة عن الواقع الرياضي، وتدخل في مجال هذا العمل لأول مرة، علماً أن المكتب التنفيذي يعلم تماماً ما يدور في نادي الأهلي ولديه الكثير من المعلومات الدقيقة حول ما يحدث لكنه يفضل استمرار المجلس الحالي غير المتجانس مع بعضه البعض وسط خلافات كبيرة وعميقة فضلاً عن العمل الارتجالي الذي وضع النادي في موقف صعب من حيث التضخم المالي نتيجة السياسة الخاطئة في إدارة الملفات التي تخص لعبتي كرة القدم وكرة السلة والعقود التي أبرمت بمئات الملايين من دون التمكن من سدادها في وقتها المستحق.
مأساة وصلاحيات
استقالة العضوين محمود عنبر وصالح عجلة تعني عودة الأمور لنقطة الصفر من حيث الوضع الإداري في نادي أهلي حلب، وهو يؤكد أن قرار المكتب التنفيذي لم يكن موفقاً من حيث اختيار بعض الأسماء التي حضرت في قرار الترميم لكونها لم تفِ بالغرض وزادت الموضوع تعقيداً ربما لوجودها على الورق فقط بعيداً عن الميدان، ما يحدث في أكبر الأندية السورية سببه عدم إدارة تلك الملفات بشكلها الصحيح من المسؤولين في الاتحاد الرياضي وإلا فما معنى تواصل حلقات الاستقالات بين الحين والآخر ومن ثم تبويس الشوارب وسحبها، وعلى المكتب التنفيذي أن يضع مصلحة نادي أهلي حلب فوق كل اعتبار والابتعاد عن الأمور الشخصية والكرامات وإنقاذ النادي من غرقه وتشتته فالمكتب التنفيذي هو من يسأل عن حالة التدهور الإداري التي تضرب النادي، وهو قادر على الخروج بقرار شجاع ينهي هذه المأساة من خلال دراسة وافية لعدد من الأسماء التي يمكن لها انتشال النادي وتصحيح مساره وتعيين مجلس إدارة يمتلك الخبرة والمال في آن معاً، فالرياضة تحتاج إلى المال وجميع أعضاء مجلس الإدارة الموجودين حالياً غير قادرين تدبر أمور النادي، وهناك من هو أفضل ويمكن له التصدي لهذه المهمة في حال منحت له الصلاحيات المطلقة لكن من يسمع ومن يستجيب لذلك؟