داعش 2015: انكماش أرضي وتوسع فكري
| الوطن – وكالات
مع انقضاء العام 2015، تتوالى الدلائل على إخفاق التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، والأخطر من ذلك أن التنظيم استغل اللحظات والأيام خلال العام المنصرم للتمدد في ساحة تغافل الجميع عنها، الفكر. واللافت أن النتائج جاءت باهرة في هذا المجال.
فقد اعتبر النائب السابق لرئيس القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال المتقاعد مارك كيميت، أن الوقت ما زال مبكراً للحديث أو التصريح بأن تنظيم داعش «يهرب». وفي مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار قال كيميت: «لنكن واضحين، نعم يمكن أن يكون داعش قد خسر مساحات من المناطق التي كان يسيطر عليها ولكنه لا يزال متفوقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم بجلب الآلاف والآلاف من المقاتلين الأجانب للانضمام إليه».
ولفت إلى أن توسيع داعش «نطاق عملياته خارج العراق وسورية.. (إلى) مصر وليبيا وبيروت وباريس وسان برناردينو»، واكتفى بوصف ذلك بـ«الانتصار التكتيكي» للتنظيم، ومع هذا أضاف: «إلا أن الحقيقة تبقى بأن هناك سنوات أمامنا حتى نقول: إن التنظيم يقوم بالهرب».
في سياق متصل اعتبر محلل الشؤون الدولية في شبكة «سي. إن. إن» الأميركية بوبي غوش أن تنظيم داعش بات أقوى خلال العام 2015، وذلك على الرغم من خسارته لمناطق واسعة في كل من سورية والعراق ودخول روسيا الحرب ضده.
وأوضح غوش: «بالطبع أصبح التنظيم أقوى، قدرتهم على الوصول لدول أخرى أكبر مما كانت عليه في أي وقت سابق، ويعتبرون الآن أقوى وأخطر تنظيم إرهابي وجد في التاريخ وتنظيم القاعدة خلفهم بمسافة كبيرة».
وأضاف غوش: «نعم في العام 2015 خسر التنظيم مدينة تكريت التي كانت منطقة كبيرة ومهمة استراتيجياً إلى جانب بعض المناطق في شمال العراق، ولكن من ناحية فكر التنظيم، ولنذكر أنفسنا مرة أخرى بأن داعش هو فكرة أكثر من أي شيء آخر، نعم هي فكرة سيئة ولكن كفكرة فإنها نمت وتوسعت». وتابع قائلاً: «أظهر التنظيم ذلك في كل من سان برناردينو بكاليفورنيا والعاصمة الفرنسية باريس وفي سيناء بمصر وبيروت بلبنان.. يقومون بجذب ولفت انتباه الأشخاص، وليس بالضرورة أن يسافر هؤلاء الأشخاص إلى التنظيم في العراق أو سورية للمشاركة بالفوضى والأذى، وتصدير فكرهم الإرهابي يقربنا منه ويجعله أكثر خطورة».
وبدوره اعتبر النائب السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» فيليب ماد، أن مطالبة قادة عسكريين أميركيين بتوسيع قواعد الاشتباك لا يمكن تطبيقه خوفاً على حياة المدنيين.
وقال ماد الذي يعمل حالياً محللاً لشؤون مكافحة الإرهاب في شبكة «سي. إن. إن»: «عناصر داعش يعيشون في قرى ومدن بل وفي مربعات سكنية مع السكان المدنيين، وعندما نتحدث عن توسيع قواعد الاشتباك فأنا لا أستطيع أن أرى كيف يمكن تحقيق ذلك دون رفع خطر أن نساء وأطفالاً سيموتون».