الملائكة فقط هم المعصومون عن الخطأ…. معظمنا يتصرف كما لو أنهم ملائكة بلا أخطاء.. دعونا نناقش واحدة من الأشياء التي نعانيها في المجتمع السوري، وهي عدم الاعتراف بالخطأ.
كأننا «ملائكة» لا نخطئ، لا يوجد الكثير منا من يعترفون بأخطائهم، وإذا حدث وجرى أن قال أحد ما إن هناك خطأ في قضية معينة فإن هذا الخطأ سيكون ابن حرام بلا أب.. يسجل ضد مجهول ولا يحظى بأي فرصة للتبني من أي شخص أو من أي جهة.
هناك ثلاثة مستويات للأخطاء..
خطأ مع النفس.. وخطأ مع الآخرين.. وخطأ المؤسسات.
في الخطأ مع النفس عادة ما تكون هذه الاعترافات بالخطأ سرية، فلا أحد يعلن اعترافاته للآخرين، وستكون حبيسة النفس للنفس، ولاحظوا في تحليل مضمون إجابات الشخصيات العامة عن الأخطاء، فإن أكثر ما يقولونه إنهم وثقوا بالآخر أكثر مما يجب.. وهنا لا يكون الخطأ من نفسك، بل هو خطأ الآخر الذي لا يستحق الثقة.. وثمة جواب تقليدي عن سؤال عن الأشياء التي يندم عليها الشخص فيكون جوابه المعتاد أنه لم يندم على شيء، وإن عاد به الزمن فسيختار الطريق ذاته الذي سلكه. أما الخطأ مع الآخرين فنجد صعوبة جداً بالاعتراف به وفي الحالات العادية فإننا لا نعتذر عن الخطأ ولو كان الاعتراف ضرورياً.
كل هذا يبقى في الحدود العادية، لكن ما أود أن أركز عليه وأناقشه هو أخطاء المؤسسات العامة والخاصة والمسؤولين عنها.
فحتى الآن لم أشهد على أن مؤسسة عامة أعلنت أنها أخطأت في أي قرار، أو اعترفت بأن سياستها كانت بالاتجاه الخاطئ.
ورغم أن النتائج تكون واضحة للجميع بأن هذه المؤسسات على اختلاف أحجامها حصدت نتائج سلبية، ما كانت لتكون بهذا السوء، لولا أنها نتاج أخطاء جسيمة، ومع ذلك فإن أحداً من المسؤولين لم يقدم في يوم من الأيام اعترافاً بالخطأ.
هذه الحالة وما فيها تستدعي التغيير، وعلينا أن نمتلك الجرأة في الاعتراف بالأخطاء كخطوة أولى في تصحيحها أنها تشبه التوبة من الذنوب، ففي الخطوة الأولى الإحساس والاعتراف بالذنب.
إن كنا فعلاً نريد أن نعرف مدى صوابية أو خطأ الطريق الذي تسير عليه المؤسسات العامة فإننا نحتاج إلى جلسات تقييم نقيس فيها النتائج ونعرف رجع الصدى، فإن كانت النتائج سلبية فبالتأكيد يكون ذلك نتاج أخطاء يجب الاعتراف بها والعمل على تصحيحها.
أما النقطة الأكثر أهمية في هذا المجال فهي مساءلة مرتكبي الأخطاء ومحاسبتهم، فليس من المعقول أن تكون النتائج في كل المستويات على هذه الدرجة من السوء، ولا يكون أحد مسؤولاً عنها ولا أحد يحاسب عليها.
الاعتراف بالخطأ فضيلة، لا نمتلكها مع الكثير من الأسف.
أقوال:
• «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللـه أن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إن اللـه غَفُورٌ رَّحِيمٌ».
• يجب أن تخجل من ارتكاب الخطأ وليس من الاعتراف به.
• إن الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرار الصحيح هو الاعتراف بالقرار الخاطئ.
• ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ.