في افتتاح المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب بدورته العاشرة … د. مهدي دخل الله لـ«الوطن»: من الضروري أن يقوم اتحاد الكتاب العرب بحملة منظمة للتصدي لأفكار الليبرالية الجديدة
| مايا سلامي- ت: مصطفى سالم
تحت شعار «الإبداع مسؤولية وأخلاق» عقد اتحاد الكتاب العرب صباح أمس المؤتمر السنوي للاتحاد بدورته العاشرة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
الليبرالية الجديدة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أعرب عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي د.مهدي دخل الله عن تمنياته بأن يقوم اتحاد الكتاب العرب بحملة منظمة للتصدي للأفكار الليبرالية الجديدة التي باتت تستولي على عقول الأجيال الجديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، منوهاً إلى أن الرئيس بشار الأسد هو أول من أشار لمخاطرها عام 2020، تبعه الرئيس الروسي بوتين بعد سنة ونصف السنة تقريباً في حديثه عن ضرورة التصدي لليبرالية الجديدة التي تقضي على إنسانية الإنسان وتركز على الفردانية وتضرب القيم الاجتماعية والأسرية والأخلاقية.
وأشار إلى أن ترامب يمثل لليبرالية التقليدية التي تحافظ على الأسرة وتقاليد المجتمع وقد تحدث بقوة ضد الليبرالية الجديدة التي يروج لها الحزب الديمقراطي الحاكم الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أنه من هنا جاءت ضرورة التفكير بحملات نوعية ضد هذا النظام الجديد من جانب اتحاد الكتاب العرب والصحفيين أيضاً.
نخبة النخبة
وفي كلمة الافتتاح أكد د. مهدي دخل الله أنه خلال العامين الماضيين قام اتحاد الكتاب العرب بفعل حقيقي تميز بالانسجام الكبير في إدارته، وبالمبادرات المهمة التي قام بها، إضافة إلى الأعمال الميدانية في محافظات مختلفة لتوزيع الكتب مجاناً.
وبين أن المجتمع مقسم إلى ثلاث فئات هم: المنتجون، السياسيون، والمثقفون الذين يتعاملون مع الواقع البديل أو الافتراضي ليبشروا بمستقبل أفضل وبالتالي عملهم هو الأهم لأنهم هم الذين ينيرون الطريق، مؤكداً أن المثقفين والكتاب يمثلون نخبة النخبة.
وأكد أن السوريين دائماً ما يكونون طليعيين، فنحن شعب عظيم لكوننا من الشعوب العربية القليلة والوحيدة التي كان فيها حركة تحرر شعبي ضد الاستعمار التقليدي.
خطة حقيقية
وبين رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني لـ«الوطن» أن «الجديد في هذا المؤتمر هو الحرص على تعديل النظام الداخلي للاتحاد بما يستجيب لظروف المرحلة الحالية، فنحن نعلم أن النظام الداخلي للاتحاد لم يجر عليه أي تعديل منذ زمن طويل وبالتالي هناك خطة حقيقية تمت مناقشتها في مجلس الاتحاد والمكتب التنفيذي من أجل تعديل بعض النقاط والقوانين الناظمة لعمل الاتحاد».
وأكد على موضوع الهوية التي تعتبر من أهم وأخطر الأشياء التي نحارب عليها اليوم، فالحرب ليست فقط حرباً عسكرية بالمعنى الحرفي أو التقليدي لها فهناك أيضاً حرب على الهوية، مشيراً إلى أنه عندما يفقد المواطن انتماءه وهويته فإننا نخسر كثيراً وبالتالي يمكن أن يصبح الطريق سالكاً أمام العدو من أجل أن يدخل إلينا ويخترقنا، لذلك هناك تأكيد في هذا المؤتمر على جميع هذه الأمور وعلى جملة من التوصيات التي تتعلق بالشأن الداخلي والخارجي.
وقال د. الحوراني في كلمته: «النصر ما كان ليتحقق لولا جهود الآباء المؤسسين من كتاب ومثقفين ومبدعين، زرعوا حب الأرض والتمسك بها في قلوب الأطفال وفي ألباب الشباب، فغدت جهودهم نهجاً لا يمكن التخلي عنه أو المساومة عليه وهي جهود سار عليها اتحاد الكتاب العرب بفروعه وجمعياته في دورته العاشرة هذه، محاولاً تأصيل ثقافة الانتماء والأصالة والوطنية النابعة من محبة كبيرة بين أبناء الشعب السوري بمختلف انتماءاته ومكوناته، وهي ثقافة تشهد محاولات كثيرة لتشويهها والنيل منها عبر الحرب التي شنت علينا».
وأضاف: «ولأننا كنا ولا نزال حريصين على تعميق أواصر الأخوة بين الأشقاء العرب فقد دعوناهم من خلال المكتب التنفيذي ومجلس الاتحاد إلى عقد اجتماع للأدباء والكتاب العرب في دمشق العام الماضي، وكان حضورهم إلى دمشق خطوة مهمة تدعو إلى رصّ الصف وتوحيد الجهود الثقافية الرامية إلى تجاوز الخلافات ورأب الصدع بين الأشقاء الذين أعربوا عن تضامنهم مع سورية ودعم موقفنا باختيارها نائباً للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالإجماع».
وتابع: «هذا يؤكد حيوية المثقفين العرب وانحيازهم إلى قضايا أمتهم العادلة ورغبتهم الصادقة في رفع الظلم الواقع على وطننا نتيجة الحرب الإرهابية والحصار الخانق المفروضين عليه، وهو ما أُكد مجدداً عقب الكارثة الزلزالية التي ضربت سوريتنا، فقد أظهرت هذه الكارثة المعدن الحقيقي لجسد التضامن العربي والرغبة الصادقة في تقديم الدعم والعون إلى الشعب السوري».
وقال: «لما كان إيماننا في المكتب التنفيذي ومجلس الاتحاد راسخاً بضرورة العمل للارتقاء بالفعل الثقافي والنهوض به على المستويات كافة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، فقد حاولنا ترك بصمات واضحة على مختلف الأصعدة وهي بصمات لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل والتفاني بما يليق بمستوى الأدب والفكر والإبداع في وطننا، وبما يليق أيضاً بدماء الشهداء الذين أبوا إلا أن يبقى وطننا شامخاً أبياً».
وأوضح أن هذين العامين من عمر المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب كانا بالغي الصعوبة والتعقيد بفعل الحرب والعقوبات الجائرة المفروضة على وطننا، مؤكداً أن ذلك لم يمنعهم من الاستمرار في العمل الثقافي وتطويره وتعميم ثقافة الانتماء في مختلف المحافظات السورية، والوصول إلى كثير من المناطق النائية، إضافة إلى الاهتمام بالأطفال والشباب وإطلاق المسابقات والتنسيق مع الاتحادات والنقابات والمؤسسات داخلياً وخارجياً بهدف تحقيق مزيد من الفعل الثقافي النهضوي المؤثر.
وفي الختام أعلن تمسك المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب بثوابتنا وفي مقدمتها رفض التطبيع بأشكاله جميعاً مع العدو الصهيوني، مؤكداً حرصهم على العمل بما يخدم قضايا أمتنا وفي مقدمتها قضية فلسطين، ومشيراً إلى ضرورة العمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة من العدو الصهيوني ومن الاحتلالين التركي والأمريكي.