أربع وفيات لأطفال في الأسابيع الماضية.. موجة جديدة للإنفلونزا الموسمية «الكريب» … معاون مدير مشفى الأطفال لـ«الوطن»: مدافئ الحطب وحرق الملابس تزيد من الإصابات الصدرية
| محمد منار حميجو
لوحظ في الفترة الماضية ارتفاع واضح في إصابات الأطفال بالإنفلونزا الموسمية «الكريب»، حيث سجلت العناية المشددة في مشفى الأطفال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نحو أربع حالات وفيات لأطفال منهم رضع أصيبوا بذات الرائة والترشحات الالتهابية الشديدة وأنه يومياً يتم قبول ما بين حالتين إلى ثلاث حالات لأطفال حالتهم حرجة في العناية المشددة وذلك حسب استيعابها، وفق ما أكده رئيس وحدة العناية المشددة في المشفى والأستاذ في كلية الطب في جامعة دمشق أيمن البلخي.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد البلخي أنه في الأسابيع الثلاثة الماضية بدأت موجة جديدة للإنفلونزا الموسمية وهي ما نسميها في سورية «الكريب» وذلك من خلال المراجعات التي تمت إلى العناية المشددة حتى إنها في الأسابيع الماضية امتلأت بالأطفال المرضى، لافتاً إلى أنها تصيب الأطفال والبالغين حتى إن هناك أسراً بكاملها راجعت العيادة وأسراً مصابة بالتهاب الحنجرة.
وبين أنه في كل عام يكون هناك موجتان لهذا الفيروس، موضحاً أن الموجة الأولى كانت قبل رأس السنة الحالية، بينما الثانية بدأت منذ ثلاثة أسابيع وحالياً من المتوقع أن تكون في نهايتها باعتبار أن الموجة لا تأخذ عادة أكثر من شهر، مؤكداً أن أكثر الأطفال عرضة للإصابة بالفيروس هم الرضع الذين أعمارهم ما بين السنة إلى سنتين وخصوصاً الأطفال الذين أعمارهم ما دون السنة.
وأشار البلخي إلى أن الشعبة الإنتانية تستشيره في عدة حالات يومياً لأطفال يشك أنهم بحاجة إلى عناية مشددة ويتم اختيار الأطفال الأكثر خطورة بحكم أن غرفة العناية المشددة لديها طاقة معينة لاستيعاب الأطفال الذين هم في حالة حرجة.
ولفت البلخي إلى أن العوامل الجوية تلعب دوراً أساسياً في انتشار هذا الفيروس، وذلك عندما يكون هناك تغير في الجو، على حين العوامل الأخرى مثل الاستخدام السيئ للتدفئة من حرق للحطب والثياب وكذلك استخدام مدفأة الغاز، فهي عوامل ثانوية من الممكن أن تزيد من الإصابة كما أنها تؤخر علاج المريض.
من جهته أكد معاون مدير مشفى الأطفال بشير خليل أنه عادة يكون هناك ازدياد في إصابة الأطفال بالإنفلونزا الموسيمة ما بين الشهر العاشر وحتى الشهر الثالث من كل عام مع ازدياد الإصابات الصدرية للأطفال.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين أن استخدام وسائل التدفئة من مدافئ الحطب وحرق الملابس يزيد من الإصابات الصدرية التحسسية للأطفال إلى جانب العوامل الأخرى التي تزيد من هذه الأمراض وبالتالي كان هناك زيادة بالإصابة بهذا الفيروس، من دون أن يذكر أرقاماً عن أعداد الأطفال الذين راجعوا المشفى لأن هذا الأمر بحاجة إلى إحصائيات ودراسات بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن هناك صعوبة في تأمين العديد من الأدوية التي تدخل في العلاج وذلك لأسباب عديدة أهمها هو الحصار الجائر على سورية، مشيراً إلى أن جهاز الطبقي المحوري لا يعمل، في حين أن جهاز التصوير الشعاعي قديم وبحاجة إلى تغيير كما أن جهاز الرنين المغناطيسي تم تشغيله منذ فترة، وبالتالي هناك صعوبات كبيرة على مستوى توفير العديد من الأدوية وكذلك في موضوع البنية التحتية للمشفى من أجهزة وغيرها.
من جهتها لفتت الأستاذة الدكتورة في مشفى الأطفال هدى داوود في تصريح لـ«الوطن» إلى أنه خلال هذه الفترة يكون هناك زيادة في إصابة الأطفال بالإنفلونزا الموسيمة وخصوصاً ما بين شهري شباط وآذار جراء الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع، مشيرة إلى أنه في كل عام يكون هناك زيادة في الإصابة بهذا الفيروس.