عشرة وزراء يتحدثون عن خسائر الزلزال والإجراءات الحكومية لمعالجتها … 500 مليار ليرة خسائر النقل والموارد المائية فقط بسبب الزلزال … وزير النقل لــ«الوطن»: 302 طائرة إغاثة وصلت ومازالت الإمدادات مستمرة وجهوزية عالية في جميع المطارات
| محمود الصالح
كشف وزير النقل زهير خزيم أن الخسائر المباشرة من الزلزال تزيد على 200 مليار ليرة سورية. وذلك خلال اجتماع هيئة المكتب الاقتصادي المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة عضو القيادة المركزية عمار سباعي.
وبيّن وزير النقل في تصريح لــ«الوطن» أن هذه الأضرار موزعة على قطاعات عمل الوزارة البرية والسككية والبحرية والجوية وهي في حالة تقييم دوري وتشمل مباني المؤسسات والمنشآت وأغلبها في حلب واللاذقية حيث هناك تصدعات في عدد من المباني والمقرات وتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لسلامة العمل فيها وبعضها تم إخلاؤه خاصةً في حلب وفق تقييم مدروس من قبل لجان تقييم سلامة المباني ونقابة المهندسين والمحافظة. وأضاف: توجد بعض الأضرار في تجمعات المباني السكنية لعمال السكك الحديدية في حلب وبعض المرافق التابعة لها من خزانات مياه وصرف صحي ومستودعات ومرآب وآليات وأثاث ومعدات متنوعة في مختلف المؤسسات والشركات التابعة للوزارة، وتشمل الأضرار أيضاً بعض التشوهات السطحية في عدد من الطرق والجسور والتي تحتاج لمتابعة وصيانة لتدعيمها بشكل أفضل وأكثر جودة، وهناك أيضاً فوات منفعة حدث في توقف شبكة السكك الحديدية عن العمل نتيجة الزلزال وتقييم الشبكة السككية وتوقف نقل المواد والبضائع والركاب إضافةً لتوقف عمل بعض مكاتب النقل والمرافق التابعة لها نتيجة لتقييم الوضع والتأكد من سلامتها قبل الشروع باستخدامها.
وعن الإجراءات التي قامت بها وزارة النقل بيّن خزيم أن أهم الإجراءات التي تمت خلال الاستجابة الطارئة لتداعيات الزلزال المدمر هو وضع المؤسسات في حالة استنفار وجاهزية. وكذلك المطارات المدنية الثلاثة دمشق وحلب واللاذقية التي وضعت في جهوزية لاستقبال وتأمين الحركة الجوية لطائرات المساعدات والتي وصلت لحدود الـ302 طائرة ومازالت مستمرة. كما تم تجهيز كوادر وطواقم تخديم وتفريغ حمولات الطائرات ومعداتها الأرضية والملاحية على مدار الساعة لتخديم المتطلبات اللوجستية لفرق الإغاثة.
وأشار إلى أنه تم إيقاف النقل بالقطارات على كامل شبكة السكك الحديدية كإجراء احترازي، وتم مسح فني لبنية الطرق والجسور والعبّارات في جميع المحافظات، وكذلك مسح فني لخطوط السكك الحديدية وجسورها ومحطاتها، ودراسة وضع الشقق السكنية في سكن مؤسسة السكك الحديدية في حلب لإيواء المتضررين ومدها بالمستلزمات الضرورية.
ولفت إلى أنه تمت الاستفادة من الروافع الشوكية وروافع الحمولات الكبيرة الموجودة في مرفأ اللاذقية في عمليات إزالة للأنقاض في اللاذقية، ووضعت الآليات الثقيلة المتوافرة في مؤسسات وشركات النقل لخدمة العمل الإغاثي وعمليات الإنقاذ في المواقع المتضررة، وجرى مسح فني لكل مباني المؤسسات والشركات والمديريات لتقييم المباني وسلامة العمل فيها.
وفي مرحلة الاستجابة الثالثة استمر استقبال الطائرات والسفن المحملة بالمساعدات، وتقديم أراضي بالتنسيق مع الجهات المعنية لتكون مقرات للوحدات السكنية المؤقتة، كما أن جميع المطارات في سورية أصبحت على تواصل مستمر مع سلطات الطيران المدني في كل دول العالم للتنسيق لاستقبال الطائرات التي تحمل مواد الإغاثة، والآن تم استئناف النقل بالسكك الحديدية بعد التأكد من سلامة التشغيل على المحاور التي كانت تعمل قبل حدوث الزلزال.
من جهتهم قدّم تسعة وزراء آخرون عرضاً للخسائر التي تعرضت لها البلاد جراء الزلزال، حيث بيّن وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب أن الوزارة ستقوم بتوزيع 20 ألف بوابة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه تمت المباشرة بإعادة تأهيل الأبنية المتضررة نتيجة الزلزال. فيما لفت وزير السياحة محمد رامي مرتيني أنه تم توزيع أكثر من 90 ألف وجبة غذائية للمتضررين، وأن الأضرار في قلعة حلب تحتاج لأعمال ترميم واضحة.
وبيّن وزير الكهرباء غسان الزامل أن مشكلة التقنين في البلاد ترتبط بكميات التوليد والتي تبلغ حالياً نحو 2000 ميغا واط، مشيراً إلى أنه سيتم تشغيل المجموعة الأولى من محطة حلب الحرارية قريباً، وإقلاع مجموعتين من محطة الرستين قبل نهاية نيسان المقبل.
بينما أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف إلى أنه تم تشكيل العديد من اللجان لدراسة مسائل البناء والكود الهندسي.
ولفت وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم إلى أن السورية للتجارة قدمت خلال الفترة الماضية للمتضررين أكثر من 435 ألف ربطة خبز مجانية، وأكثر من 114 ألف سلة خضر ونحو 25 ألف سلة غذائية.
من جهته أوضح وزير الموارد المائية تمام رعد أن خسائر الوزارة بلغت 300 مليار ليرة، مؤكداً أن أغلبيتها كانت في خزانات المياه حيث بلغ عدد الخزانات المدمرة 24 خزاناً وهناك 56 خزاناً ستتم إزالتها و182 خزاناً تضررت بشكل جزئي.
وبيّن وزير الأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف أنه يتم العمل على تجهيز أبنية مسبقة الصنع للمتضررين، لافتاً إلى أن هناك دولاً أخرى تقوم بالتصنيع داخل سورية لمنازل مسبقة الصنع لتقدم كمساعدات إغاثية من تلك الدول ، مؤكداً أن الحكومة تعمل حالياً على تنفيذ 440 وحدة سكنية في حلب و300 وحدة سكنية في اللاذقية و60 وحدة سكنية في جبلة.
وأشار وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة إلى أنّ الزلزال أثّر في مصفاة بانياس، ما انعكس على عملية توزيع المحروقات على المواطنين حيث يتم توزيع حالياً قرابة 7 ملايين ليتر «مازوت وبنزين» لجميع المحافظات السورية بعد أن كان نحو 10 ملايين ليتر يومياً قبل الزلزال.
وبيّن وزير الصناعة زياد صباغ أن منشآت الوزارة لم تتعرض لأضرار كبيرة جراء الزلزال في محافظتي حلب واللاذقية، لافتاً إلى أن العمل مستمر ضمن الإمكانيات المتاحة لإعادة تأهيل المنشآت التي تضررت جراء الحرب وذلك وفق الفترات الزمنية المحددة لكل مشروع.