دوري شباب الممتاز يستأنف مبارياته غداً … صدارة مطلقة لجبلة وأهلي حلب في المجموعتين … استعدادات ضعيفة وتغييرات واسعة في الكوادر الفنية
| ناصر النجار
أصدر اتحاد كرة القدم جداول مباريات الأسابيع الأخيرة من دوري شباب كرة القدم للدرجة الممتازة، وجاء الجدول مضغوطاً ومكثفاً لينتهي مع نهاية شهر آذار، وستلعب الفرق يوم الجمعة القادم (غداً) مباريات الأسبوع الرابع من الإياب وتلعب الثلاثاء مباريات الأسبوع الخامس، ثم تلعب الجمعة مباريات الأسبوع السادس ويختتم الدوري يوم الأربعاء 29 آذار بالمرحلة الأخيرة.
جميع المباريات ستقام في الثالثة عصراً، وستكون مباريات المرحلتين الأخيرتين في شهر رمضان المبارك.
تعليل اتحاد الكرة بشأن ضغط المباريات كان بسبب الانتهاء من الدوري قبل حلول موعد الامتحانات الثانوية والجامعية ليتسنى للاعبين الطلاب التفرغ لدراستهم.
الموعد قد يكون مناسباً قبل انطلاق الدوري الممتاز، لأنه بإمكان اللاعبين الشباب المسجلين على كشوف الرجال أن يعززوا صفوف فرقهم الشابة إن كان عمرهم الكروي يسمح بذلك.
شجون وأحزان
الحديث عن كرة الشباب حديث فيه الكثير من الشجون والأحزان وهو متعلق تماماً بما حققه منتخبنا الشاب في نهائيات الأمم الآسيوية التي استضافتها أوزبكستان مطلع الشهر الحالي، والتي خرج منها منتخبنا بخسارتين أمام أوزبكستان صفر/2 وأمام أندونيسيا صفر/1 وتعادل وحيد مع العراق 1/1 جاء في الرمق الأخير من المباراة.
منتخب الشباب كشف بشكل واضح تواضع كرتنا وضعف القاعدة وهشاشة البناء، ولو كان البناء سليماً في الأندية لما كان منتخبنا ضعيفاً في النهائيات.
ونحن نعرف أن منتخبنا تأهل إلى النهائيات بفعل الحظ ومن خلال بطاقة صفراء أقل من بوابة أفضل منتخب ثان حل بالتصفيات.
احتفل الجميع بإنجاز التأهل، وهذا الاحتفال مبعثه أن كرتنا لم تصل للنهائيات منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وأن الآمال باتت معلقة بهذا المنتخب ليكون الوجه الجديد لكرتنا والمدافع عن ألوانها وتاريخها، وربما أخذتنا الآمال لأبعد من الواقع، فكانت صدمتنا كبيرة بالنتائج المحققة والتي لم ترق لأحد من المتابعين أو المسؤولين في اتحاد الكرة.
أحد الخبراء قال: و فّر اتحاد الكرة لهذا المنتخب ما لم يوفره لمنتخب آخر من خلال المباريات الاستعدادية والمعسكرات الخارجية وعشر مباريات دولية مع منتخبات جيدة، إضافة لمدرب هولندي مقبول، لكن كل هذا لا يلغي تواضع منتخبنا وأداء لاعبينا، قد يكون هذا العمل في هذه الأشهر يساهم برفع مستوى المنتخب لكنه لا يصنع بطولة، فالبطولة تحتاج إلى عمل أطول وإستراتيجية أكثر علمية، تبدأ من فرق القواعد.
والتطوير كما نعلم هو مهمة جماعية وليس على عاتق اتحاد الكرة وحده، فالمنتخب كما هو معروف نتاج الدوري، والدوري عندنا مختصر وضعيف فضلاً عن الإهمال الذي لقيه في السنوات العشر الأخيرة.
والكرة دوماً بملعب الأندية فكلما كان اهتمام الأندية بقواعدها جيداً نتج عنه لاعبون جيدون، لكن أنديتنا أغفلت هذه الفئات وابتعدت عنها ولم تولها الدعم والاهتمام المطلوبين، فضلاً عن أن أغلب كوادر هذه الفرق من غير الاختصاصيين، لذلك فإن اللاعب الموهوب في كرتنا هو موهوب بالفطرة وأنديتنا غير قادرة على تطوير المواهب وصقل الخامات ووضعها في الطريق الصحيح، ونحن هنا نصف الواقع على حقيقته فالأندية تضع لفرق الرجال ميزانية ضخمة من المال فضلاً عن الاهتمام والمتابعة والدعم، بينما فرق الشباب والناشئين لا تجد شيئاً من هذا الدعم ولاعبوها مهملون ويائسون.
نظرة علمية
المشكلة في كرتنا أنها تنظر إلى المال من باب الهدر لا من باب الفائدة، صحيح أن المال عصب الرياضة لكن الإنفاق يجب أن يكون في مكانه الصحيح، والجميع يعلم أن الدوري السوري بلغ مرحلة أرذل العمر بلاعبيه، فأغلبهم بلغ سن الاعتزال وقد تجاوز الثلاثين بسنوات، وأمام هذا نجد أنديتنا تهرول وراء هذا الصنف من اللاعبين بداعي الخبرة وكأنها تريد أن تجمع فريقاً من الخبراء، وإذا كان فريق كرة القدم من هذه النماذج فمن سيركض ومَن سيحمل الفريق، والعقود الأخيرة دلّت على قصر نظر الأندية وللأسف وجدنا أن اللاعبين المنتقلين إلى الأندية في نافذة التنقلات الشتوية لا يعتبرون ضمن مقولة الصفقات الناجحة ومن الأمثلة ناديا الوحدة والمجد فقد تعاقدا مع خمسة لاعبين تجاوزوا سن الثلاثين ومنهم مهاجم عمره 38 سنة فماذا سيفعل هذا المهاجم؟ ولو استبدلناه بمهاجم شاب ألم يكن أفضل؟
فما دامت نظرة الأندية في التعامل مع كرة القدم بهذه العقلية، فلن تصبح لدينا كرة ناضجة وستذهب أموال الرياضة هباء.
كرة القدم صارت علماً، والمفترض من أنديتنا أن تدفع من أجل التطوير والبناء، وهذا الأمر بحاجة إلى قرار، كرتنا بحاجة إلى دماء جديدة، علينا أن نتحمل الوضع ليتطور صغارنا، فالكبار لن يطوروا الكرة ولن يرفعوا من مستوى الدوري، ولهذا السبب صار الدوري الكروي السوري من أضعف الدوريات العربية والآسيوية.
كرة القدم صارت تجارة، فالعناية بالمواهب واللاعبين الصغار يمكن أن تخلق جيلاً كروياً موهوباً تستطيع الأندية أن تستفيد منه إما بالبقاء في صفوفها وإما ببيعه للأندية المحلية أو الخارجية ونحن نعلم كم لاعباً احترف في الخارج قد يكون من هو بمستوى عمر السومة قليلاً لكن نستطيع بالجهد والتدريب الصحيح والعناية المطلوبة أن نخرّج سنوياً أكثر من السومة.
الكثير من الأندية لم تكن تستقبل لاعبين من خارج صفوفها لوفرة النجوم والمواهب فيها كالكرامة وأهلي حلب وربما الوحدة والمجد، لكن للأسف وجدنا أن هذه الأندية أفلست وباتت تطلب لاعبين من هنا وهناك لترمم صفوفها الناقصة، وللأسف فإن أهلي حلب الذي حاز الدوري (شباباً) في الموسمين مضطر لتوقيع عقود كثيرة لشراء عشرة لاعبين من الخارج مع العلم أن بعض اللاعبين من الشباب هم أفضل بمراحل ممن تم استقدامهم والاعتماد عليهم، وهناك مواهب كثيرة في النادي عددها كبير ولا داعي لذكر أسمائها وأغلبها بصم مع منتخب الشباب لكنهم ما زالوا خارج اهتمام الإدارة، وربما كان وراء هذه العقود ما وراءها!
والمثال الحي الآخر هو نادي الفتوة الذي دفع حتى الآن أكثر من ملياري ليرة سورية حسب تصريح مسؤوليه واستقدم أكثر من خمسة عشر لاعباً من خارج النادي وما زال يستقدم والغاية هي الفوز ببطولة الدوري، وقد يفوز بها أو لا يفوز، لكن السؤال:
أين شبابكم؟ وأين موقع فريق الشباب في الدوري؟
شباب النادي معنيون تماماً، وفريقهم في الدرجة الأدنى، وسيضطر فريق الفتوة إلى الاستعانة بلاعبين من خارج النادي إلى أن يستيقظوا فيوجهوا دعمهم إلى الشباب والناشئين، ولو أن إدارة النادي خصصت عشرة بالمئة مما تدفعه للرجال لفريق الشباب لوجدنا أثراً طيباً، والمدينة التي أنجبت هشام خلف وأنور عبد القادر ومحمد العبادي ومحمود حبش وعدي جفال وورد السلامة وعمر السومة وغيرهم الكثير على توالي الأجيال قادرة على إنجاب جيل ذهبي كروي إن توجهت الأنظار إليه بالرعاية والعناية والدعم.
جبلة أولاً
ما تكلمنا به ينعكس على دوري الشباب هذا الموسم، فاتحاد الكرة وزع فرقه إلى مجموعتين وهذا يؤثر في إعداد اللاعبين فصار اللاعب يلعب في الموسم الواحد بحدود 14 مباراة بعد أن كان يلعب 26 مباراة، ورغم أن عدد 26 كان قليلاً إلا أن اتحاد الكرة اختصره إلى النصف، ونحن نعلم أن لاعب كرة القدم كي يتطور بحاجة إلى خمسين مباراة في الموسم على الأقل وإلى تماس مباشر ودائم مع كرة القدم، ومثل هذه النظم لا تطور كرة القدم وخصوصاً في الفئات الصغيرة.
كان الممكن أن يتطور لاعب الشباب لو انضم إلى الفريق الأولمبي كما كان مقرراً سابقاً لكن حدوث الزلزال وأثره في البلاد ساهم بإلغاء هذا الدوري قبل ولادته وربما تم تأجيله إلى الموسم القادم.
نلاحظ في المجموعة الأولى تدهور نتائج فريقي المحافظة والوثبة وهما من الفرق النشيطة وتراجع فريق الطليعة، وتفوق فريق جبلة على عكس السنوات السابقة.
جبلة يحتل الصدارة في المجموعة وله 20 نقطة يليه تشرين 15 ثم الحرية 14 والجيش 11 والطليعة 9 والمحافظة 7 وأخيراً الوثبة بست نقاط.
سيلعب الجمعة الوثبة مع جبلة على ملعب حمص الصناعي والطليعة مع الحرية على ملعب حماة الصناعي وعلى ملعبه يستقبل المحافظة جاره الجيش، ويرتاح تشرين هذا الأسبوع.
أهلي حلب
أيضاً ينفرد أهلي حلب بصدارة المجموعة الثانية وله 16 نقطة يليه النواعير بـ11 ثم الكرامة بعشر نقاط والوحدة وحطين تسع نقاط وأخيراً الساحل بأربع نقاط، وكان المجد قد انسحب من هذه المجموعة فاعتبر هابطاً إلى الدرجة الأولى.
سيلعب يوم الجمعة أهلي حلب مع الساحل على ملعب السابع من نيسان وحطين مع الكرامة على ملعب المدينة الرياضية الصناعي باللاذقية والوحدة مع النواعير على ملعب الفيحاء الصناعي.
هناك الكثير من الكلام عن دوري شباب الممتاز، من ناحية المستوى واللاعبين والملاعب والتجهيزات والكوادر، سنتحدث عنها في أعداد لاحقة.