ثقافة وفن

بمناسبة عيد المعلم معرض فني يحتفي بمسيرة الأستاذ إحسان عنتابي … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: هي لفتة جميلة ورسالة محبة من كل الفنانين الموجودين

| مايا سلامي

حالة جميلة من العرفان والمحبة جسدها مجموعة من كبار الفنانين التشكيليين مساء الخميس في غاليري مصطفى علي بدمشق، حيث افتتح معرض «الحب ليس كلمة 3» الموجه لتكريم الفنان التشكيلي والمعلم إحسان عنتابي.

وجمع المعرض التجارب التشكيلية المختلفة للفنانين: أسماء فيومي، إدوار شهدة، مصطفى علي، إحسان عنتابي، شلبية إبراهيم، طلال معلا، عبد الله مراد، عصام درويش، غسان نعنع، فؤاد دحدوح، نزار صابور، نشأت الزعبي.

لفتة جميلة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضحت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح أن هذه المناسبة جميلة جداً لكونها تزامنت مع عيد المعلم حيث أراد بعض الفنانين الكبار أن يحتفلوا بأستاذهم الدكتور إحسان عنتابي، وهي لفتة جميلة ورسالة محبة من كل الفنانين الموجودين، منوهة إلى أن المعرض متميز جداً بالمشاركات الرائعة.

وقالت: «الدكتور إحسان عنتابي كان يشرح لي أمام لوحته أنه بدأها في الحرب وكان هناك شق في اللوحة يعبر عن التصدع الذاتي أو النفسي الذي أصاب الكثيرين منا ولكن طال أمد إنهاء اللوحة فأتت كارثة الزلزال فأصبح الشق شقاً في الأرض، لكن الإنسان تبقى أقدامه راسخة فيها لأنه محصن بالقيم وبحبه للحياة ولوطنه ولأقرانه، والحب هو عنوان هذا المعرض».

نبل العواطف

وبين الفنان إحسان عنتابي أن التكريم شيء رائع جداً يدل على نبل العواطف والعلاقات الإنسانية، وما يميز هذا المعرض هو الطابع الإنساني الذي طغى على روح المنافسة والتفرد، فنحن كفنانين نعمل مع بعضنا ويجمعنا الهم الذي نعيشه في الوطن إضافة إلى عملية الإبداع بالرغم من الظروف الصعبة التي استطعنا تجاوزها بإرادتنا.

ورأى أن وجود أعمال عدد من الفنانين متحدة مع بعضها البعض هو التكريم الحقيقي الذي يكون بالعمل والإنجاز.

تآلف ومحبة

وأوضح الفنان مصطفى علي أن الجميل في هذا المعرض هو حالة التآلف والمحبة التي تجمع الفنانين مع بعضهم البعض، حيث شمل تجارب فنية من أجيال مختلفة عكست الشخصية المتميزة لكل فنان.

وأشار إلى أنه شارك بمنحوتة بقايا قذيفة وبداخلها شخص يريد الخروج منها ولديه قوة هائلة ليحطم الحديد ويخرج وهو متمسك بالحياة ولديه الرغبة بالصعود إلى الأعلى.

إنسان نادر

وقال الفنان إدوار شهدة: «الدكتور إحسان يستحق تكريماً أكبر ولكن أحببنا نحن أصدقاءه المقربين أن نقدم له شيئاً بسيطاً، فإحسان فنان كبير قدم الكثير لهذا البلد إن كان بمجال الإعلان أو المجال البصري، لذلك هو إنسان نادر وأردنا أن نعبر له عن محبتنا بطريقتنا الخاصة».

وأضاف: «شاركت بثلاثة أعمال ليست جديدة ولكنها لم تعرض في سورية اشتغلتها في فترة الحرب واستخدمت فيها تقنية خاصة بورق الرز وغيرها من المواد المختلفة».

مثقف كبير

وأشار الفنان نزار صابور إلى أن الدكتور إحسان عنتابي عمل في مجال التدريس الجامعي لما يقارب الخمسين سنة، وخرج عشرات الطلاب في مجال التصميم الغرافيكي وفي الوقت ذاته هو مصمم مهم جداً إضافة إلى أنه رسام ومثقف كبير.

وأوضح أن الفكرة الأساسية من هذه الاحتفالية هي أن نعكس محبتنا وتقديرنا له لأن الحب ليس كلمة بل فعل، وبدأنا بهذه الاحتفاليات منذ خمس سنوات مع المرحوم إلياس زيات ومن ثم الفنان نشأت الزعبي واليوم مع الدكتور إحسان عنتابي، وسنستمر بالاحتفاء بهذه النماذج الفنية المهمة.

إبداع شخصي

وبين الفنان طلال معلا أنه بتاريخ كل الشعوب دائماً ما يتم تكريم الفنانين الذين يتركون أثراً بالجسر الفني أو في مجتمعاتهم ليس فقط من قبل الأصدقاء والزملاء إنما من التاريخ نفسه، واليوم عندما يجتمع الفنانون لتكريم زميلهم بعد سبعين عاماً من العطاء فهم ينظرون كخبراء للنتاج الذي قدمه سواء على صعيد التعليم في الجامعة أم على مستوى الإبداع الشخصي في مجال الفنون.

وكشف أن الدكتور إحسان مهم جداً على مستوى اختصاص الاتصالات البصرية الذي يمثله في سورية فهو من رواد هذا الاتجاه وتكريمه واجب أولاً على الدولة وثانياً على زملائه والمجتمع الذي وهبه جزءاً من حياته ليتقدم فعل الفن.

فنان متميز

وقالت الفنانة أسماء فيومي: «اسم المعرض جميل جداً «الحب ليس كلمة» ونحن في هذه المجموعة من الفنانين نحب بعضنا ومن هذا المنطلق جاءت هذه الاحتفالية لتقدير وتكريم الدكتور إحسان عنتابي وسعيدة جداً بمشاركتي فيها».

وأوضحت أن الدكتور إحسان من الأسماء المهمة في الحركة التشكيلية السورية حيث شارك في العديد من الأعمال المهمة لوطنه وهو فنان متميز بفنه ومخلص له.

محبة وود

كما أوضح أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن الدكتور إحسان علم من أعلام الفن التشكيلي فالإبداع الذي يقدمه ليس له مثيل، ومن هذا المنطلق كان من الضروري جداً تكريمه وهو مازال حاضراً بيننا.

وتوجه بالشكر إلى جميع الفنانين الذين شاركوا في هذه الاحتفالية الجميلة التي جمعت أسماء مهمة وكبيرة بكل محبة وود.

قدوة ومدرسة

وقال مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد: «الدكتور إحسان عنتابي يستحق كل أشكال التقدير وكرمته وزارة الثقافة سابقاً بجائزة الدولة، وتكريمه اليوم جاء في عيد المعلم لكونه خرج ودرس العديد من الفنانين الكبار».

وأضاف: «الدكتور إحسان فنان معاصر مهم أبدع بتصاميم البوسترات والغرافيك فكان حضوره متميزاً في الحركة الفنية التشكيلية وأعتبره قدوة ومدرسة لجميع الطلاب الجدد».

عن إحسان عنتابي

يذكر أن الفنان عنتابي من مواليد حلب 1945 تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1969 وهو خريج المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية بباريس عام 1975 وأستاذ دراسات عليا للاتصالات البصرية في كلية الفنون بدمشق، وشغل عمادة كلية الفنون الجميلة في الجامعة العربية الدولية وهو عضو في مشروع إزالة التلوث البصري والإعلاني والعمراني في مدينة دمشق وشارك في العديد من ورشات العمل التعليمية في جامعات أجنبية إضافة إلى عدد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها، وحائز على جائزة الدولة التقديرية عام 2020.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن